إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كان النَّبيُّ(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يؤثرَ على نفسِهِ:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كان النَّبيُّ(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يؤثرَ على نفسِهِ:-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ ورَحَمُةّ الله وبُرَكآتُهْ


    قَالَ الإمامُ عليٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): ( حَتَّى بَعَثَ اللهُ مُحَمَّداً(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)، شَهِيداً، وَبَشِيراً، وَنَذِيراً، خَيْرَ الْبَرِيَّةِ طِفْلاً، وَأَنْجَبَهَا كَهْلاً، أَطْهَرَ الْمُطَهَّرِينَ شِيمَةً، وَأَجْوَدَ الْمُسْتَمْطَرِينَ دِيمَةً )،نهج البلاغة ،232 .
    أَطْهَرَ الْمُطَهَّرِينَ شِيمَةً، وَأَجْوَدَ الْمُسْتَمْطَرِينَ دِيمَةً :-
    ومن طهارته(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أنَّه كان يؤثرَ على نفسه خدمة للإسلام ،
    قال تعالى في كتابه: ﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾، سورة الحشر الآية 9.
    الإيثار في اللغة هو اختيار الشيء وتقديمه على غيره، يقال آثره عليه أي فضّله، وآثرتك إيثاراً أي فضّلتك، واستأثر بالشيء على غيره، أي خصّ به نفسه واستبدّ به،والاستبداد يقابل الإيثار، وبالخلاصة إنّ الإيثار أنّ تفضّل الآخرين على نفسك فيما أنت محتاج إليه
    للإيثار أهميّة كبرى في حياة المسلم ، فمضافاً إلى كونه عبادة من العبادات التي يترتّب على فعلها الأجر والثواب، هناك جملة من الفوائد الأخرى المترتّبة عليه منها:

    1- نفي الحرص والطمع: الأثر الذي تتركه في نفس المؤثر, حيث إنّها تطرد عنه الحرص والطمع وشحّ النفس, فقد ورد عن الإمام عليّ عليه السلام قوله: ( أفضل السخاء الإيثار )، ميزان الحكمة ج 1 ص 16.
    2- توطيد العلاقات والروابط الاجتماعيّة وإحكامها بين المؤمنين: من قضاء حاجاتهم وتفقّد أحوالهم, فقد جاء عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: ( كان عند فاطمة عليها السلام شعير فجعلوه عصيدة، فلمّا أنضجوها ووضعوها بين أيديهم جاء مسكين فقال المسكين: رحمكم الله، أطعمونا ممّا رزقكم الله, فقام عليّ عليه السلام فأعطاه ثلثها. ولم يلبث أن جاء يتيم فقال اليتيم: رحمكم الله، فقام عليّ عليه السلام فأعطاه ثلثها. ثمّ جاء أسير فقال الأسير: رحمكم الله، فأعطاه عليّ عليه السلام الثلث الباقي وما ذاقوها، فأنزل الله هذه الآية: ﴿ وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا ﴾، وهي جارية في كلّ مؤمن فعل مثل ذلك .، بحار الأنوار ج 35 ص 243.
    والإيثار صفة تدفع الإنسان إلى معالجة الأنانية النفسية عنده، وإلى القضاء بشكل تدريجيّ على صفة الاستئثار التي تضرّ بالبنية الاجتماعية، وتدمّر وحدته وانسجامه. فكلّما شاعت صفة الإيثار ضعفت بمقدار ذلك صفة الاستئثار .
    لذا يهدف الإسلام من وراء إشاعة ثقافة الإيثار والمواساة للآخرين إلى التخفيف أو القضاء على ثقافة الاستئثار والأثرة التي هي وليدة الفكر الماديّ الذي لا يؤمن بالغيب والماورائيات، بخلاف الإيمان بالله الذي يرتكز على عالم ما وراء المادة والغيب. والقرآن الكريم أعطى قاعدة لبيان فائدة الإيثار وهي أنّ تربية النفس على خلق الإيثار تعني أن يبني الإنسان ذاته ويُحسن لنفسه ويُؤمّن مصالحه الحقيقية الدائمة كما قال تعالى: ﴿ إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَ ﴾، سورة الإسراء، الآية 7 ، إنّ اللام في ﴿ لِأَنفُسِكُمْ ﴾ و﴿ فَلَهَهي للاختصاص، أي إنّ من إحسانكم وإساءتكم مختصّ بأنفسكم دون أن يلحق غيركم، وهي سنّة الله الجارية أنّ العمل يعود أثره وتبعته إلى صاحبه إن خيراً وإن شراً.
    الميزان في تفسير القرآن، ج13، ص 40.
    لقد أوجز القرآن الكريم الآثار والثمرات الفردية والاجتماعية للإيثار بقوله ﴿ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾، سورة الحشر، الآية 9، أي الَّذي يصان عن الشحّ المكنون في نفسه فهو المفلح .
    وهذه الصفة إذا رسخت وثبتت في القلب وغلبت على الأهواء والغرائز، فإنّها ستحصّن النفس وتحول دون وقوعها في الكثير من الموبقات والآثام .
    والإيثارُ له مستويان:-
    الأوّل: الإيثار عن كره، بمعنى: أنَّ الشخص يحسّ بكلفة ومؤونة حينما يؤثر أخاه المؤمن على نفسه؛ وذلك نتيجةً لحبّ نفسه وحبّه لمصالحها، وصعوبة رفع اليد عنها في سبيل غيره؛ باعتبار ما لدى الإنسان من الشحّ الذي يكاد أن لا ينفكّ من الإنسان، كما يشهد له قوله في الآية الماضية: ﴿ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ ...﴾ فكأنَّ الشحّ ثابت مع كلِّ نفس، إلاّ أنَّه قد يقي الله أحداً من شرّ شحّه، ويشهد لذلك ـ أيضاً ـ قوله تعالى:
    ﴿... وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ ...﴾، سورة ، النساء، الآية 128، وهذا الإيثار نوع جهاد مع النفس وثوابه عظيم عند الله.

    والثاني: الإيثار عن طوع ورضا ورغبة نفسية. وهذا أعظم وأثوب من الأوَّل. ولا يكون إلاّ بعد تربية النفس تربية كبيرة، فيصل الإنسان نتيجة لصفاء النفس الذي حصل عليه بالتربية إلى مستوى فقدان الشحّ، فيؤثر غيره على نفسه طواعية.
    والإيثار على قسمين :-

    إيثار متعلّق بالخالق :
    وهو أفضل أنواع الإيثار وأعلاها منزلة، وأرفعها قدراً. وهو إيثار رضا الله تعالى على رضى غيره وإيثار حبّه على حبّ غيره وإيثار خوفه ورجائه على خوف غيره ورجائه وإيثار الذلّ له والخضوع والاستكانة والضراعة والتملّق على بذل ذلك لغيره. ولهذا النوع من الإيثار دلائل وعلامات دالة عليه وهي :
    أ- أن يفعل المرء كلّ ما يحبّه الله تعالى ويأمر به، وإن كان ما يحبه الله مكروهاً إلى نفسه، ثقيلاً عليه. كما قال تعالى: ﴿
    قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾، سورة آل عمران، الآية 31.
    ب- أن يترك ما يكرهه الله تعالى وينهى عنه، وإن كان محبّباً إليه، تشتهيه نفسه، وترغب فيه، وأن يكون حبّ الله هو الأساس عنده في علاقاته مع الآخرين، كما قال تعالى: ﴿
    وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّه ﴾، سورة البقرة، الآية 165.
    وإيثار متعلّق بالخلق :
    إنّ الإيثار كما تقدّم قيمة أخلاقية ومرتبة راقية من البذل، كذلك هو مذهب أخلاقيّ يرى أنّ الأفراد لديهم التزام أخلاقيّ لمساعدة الآخرين أو خدمتهم أو نفعهم، إذا لزم الأمر، في التضحية بالمصلحة الذاتية .

    وكان رسول الله أكمل خلق الله في الإيثار من جيع المستويات وفي كل الأنواع وهذه جملة من الأحاديث التي بيَّنت كيفية تمَلّك هذه الصفة عنده .
    كان رسول الله(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)إذا أحمرت البأس وأحجم الناس قدم أهل بيته فوقى بهم أصحابه حر السيوف والأسنة
    فقتل عبيدة بن الحارث يوم بدر وقتل حمزة يوم أحد وقتل جعفر يوم مؤتة.....
    عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: ( صَحِبْتُ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) عَشْرَ سِنِينَ وَ شَمِمْتُ اَلْعِطْرَ كُلَّهُ فَلَمْ أَشَمَّ نَكْهَةً أَطْيَبَ مِنْ نَكْهَتِهِ وَكَانَ إِذَا لَقِيَهُ وَاحِدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ قَامَ مَعَهُ فَلَمْ يَنْصَرِفْ حَتَّى يَكُونَ اَلرَّجُلُ يَنْصَرِفُ عَنْهُ وَإِذَا لَقِيَهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَتَنَاوَلَ يَدَهُ نَاوَلَهَا إِيَّاهُ فَلَمْ يَنْزِعْ عَنْهُ حَتَّى يَكُونَ اَلرَّجُلُ هُوَ اَلَّذِي يَنْزِعُ عَنْهُ وَ مَا أَخْرَجَ رُكْبَتَيْهِ بَيْنَ جَلِيسٍ لَهُ قَطُّ وَ مَا قَعَدَ إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) رَجُلٌ قَطُّ فَقَامَ حَتَّى يَقُومَ مستدرك الوسائل ، ج8، ص438 .
    وَفي حديثٍ آخر ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : ( إِنَّ اَلنَّبِيَّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَأَخَذَ بِرِدَائِهِ فَجَبَذَهُ جَبْذَةً شَدِيدَةً حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عُنُقِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَ قَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ اَلرِّدَاءِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِي مِنْ مَالِ اَللَّهِ اَلَّذِي عِنْدَكَ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فَضَحِكَ وَ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ مکارم الأخلاق ، ج1،ص17 ، و لهذه الاخلاق الكريمة نزلت‏ ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾، سُورَةُ القَلَمِ ،الآية 4.
    عن ابنِ عبّاسٍ : كانَ رَسولُ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَبِيتُ اللَّياليَ المُتَتابِعَةَ وأهلَهُ طاوِياً لايَجِدونَ عَشاءً ، وإنّما كانَ أكثَرُ خُبزِهِمُ الشَّعيرَ . الترغيب والترهيب ،ج 4 ، ص187 ، ج82.
    الطبقات الكبرى‏ عن ابنِ عبّاسٍ : واللَّهِ لَقد كانَ يَأتي على‏ آلِ محمّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) اللَّيالي ما يَجِدونَ فيها عَشاءً . الطبقات الكبرى‏ ،ج 1 ،ص 402.
    الترغيب والترهيب عن عائشة : ما شَبِعَ رَسولُ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) ثَلاثَةً مُتَوالِيَةً ، ولو شِئنا لَشَبِعنا ، ولكنَّهُ كانَ يُؤثِرُ على‏ نَفسِهِ . الترغيب والترهيب ، ج 4 ،ص 188 ،ح 86.
    المحجّة البيضاء عن عائشة : ما شَبِعَ رَسولُ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) ثَلاثَةَ أيّامٍ مُتَوالِيَةٍ حتّى‏ فارَقَ الدُّنيا ، ولو شِئنا لشَبِعنا ، ولكِنّا كُنّا نُؤثِرُ على‏ أنفُسِنا . المحجّة البيضاء ،ج 6 ،ص 79.
    الترغيب والترهيب عن عائشة : ما شَبِعَ آلُ محمّدٍ مِن خُبزِ الشَّعيرِ يَومَينِ مُتَتابِعَينِ حتّى‏ قُبِضَ رسولُ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) . الترغيب والترهيب ،ج 4 ،ص 187 ،ح 83.
    الطبقات الكبرى‏ عن عائشة : ما شَبِعَ آلُ محمّدٍ غَداءً وعَشاءً مِن خُبزِ الشَّعيرِ ثلاثَةَ أيّامٍ مُتَتابِعاتٍ حتّى‏ لَحِقَ باللَّهِ . الطبقات الكبرى‏ ،ج 1 ، 401.
    الترغيب والترهيب عن أنسِ بنِ مالكٍ : إنّ فاطمَةَ عليها السلام ناوَلَتِ النَّبيَّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) كِسرَةً مِن خُبزِ شَعيرٍ ، فقالَ لها : هذا أوّلُ طَعامٍ أكَلَهُ أبوكِ مُنذُ ثَلاثَةِ أيّامٍ . الترغيب والترهيب ،ج 4 ،ص 188 ،ح 87.
    الترغيب والترهيب عن الحسن : كانَ رسولُ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يُواسي النّاسَ بنَفسِهِ حتّى‏ جَعَلَ يُرَقِّعُ إزارَهُ بالأدَمِ ، وما جَمَعَ بينَ غَداءٍ وعَشاءٍ ثَلاثَةَ أيّامٍ وَلاءً حتّى‏ لَحِقَ باللَّهِ عَزَّوجلَّ . الترغيب والترهيب ،ج 4 ،ص 192 ،ح 100.

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    ​​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X