بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
مولد الإمام الحسن العسكري عليه السلام..
تميزت حياة إمامنا العسكري عليه السلام -
بالإضافة الى دوره في إرشاد الناس وإقامة العدل ومقارعة الظلم- بالتمهيد وبشكلٍ تفصيليٍ دقيق لغيبة مولانا الحجة عجّل اللهُ فرَجهُ الشَريف..
وقد ثبّت في أذهان شيعته ومواليه -بما لا يقبل الشك- فكرة الوكلاء في حال غيبة الامام...
وقد اشتهر عليه السلام بتفسير القران الكريم، وكنموذجٍ مما ورد عنه:
- {*الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا*}.
جعلها ملائمة لطبايعكم، موافقة لأجسادكم، لم يجعلها شديدة الحمى والحرارة فتحرقكم، ولا شديدة البرودة فتجمدكم، ولا شديدة طيب الريح فتصدع هاماتكم، ولا شديدة النتن فتعطبكم، ولا شديدة اللين كالماء فتغرقكم، ولا شديدة الصلابة فتمتنع عليكم في حرثكم وأبنيتكم ودفن موتاكم، ولكنه جعل فيها من المتانة ما تنتفعون به، وتتماسكون وتتماسك عليها أبدانكم وبنيانكم، وجعل فيها من اللين ما تنقاد به لحرثكم وقبوركم وكثير من منافعكم، فلذلك جعل الأرض فراشا لكم.
- {*وَالسَّمَاءَ بِنَاءً*}.
يعني: سقفا من فوقكم محفوظا، يدير فيها شمسها وقمرها ونجومها لمنافعكم.
- {*وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً*}.
يعني: المطر ينزله من علو ليبلغ قُلل جبالكم وتلالكم وهضابكم وأوهادكم، ثم فرقه رذاذاً ووابلاً وهطلاً وطلّا، لينشقه أرضوكم، ولم يجعل ذلك المطر نازلاً عليكم قطعةً واحدة، ليفسد أرضيكم وأشجاركم وزروعكم وثماركم.
- {*فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ*}.
يعني: مما يخرجه من الأرض رزقا لكم.
- {*فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ*}.
يعني: أشباها وأمثالا من الأصنام التي لا تعقل، ولا تسمع، ولا تبصر، ولا تقدر على شيء.
{*وأنتم تعلمون*}
يعني: أنها لا تقدر على شئ من هذه النعم الجليلة التي أنعمها عليكم ربكم.
تعليق