بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الله سبحانه وتعالى من محبته لعبده ورحمته عندما يموت العبد ينقطع عمله ويتوقف كماله، فقد انتهى بموته وقت الزرع، وها هو يقبل على وقت الحصاد، لكن الله تعالى برحمته جعل استثناء لتكامل الإنسان بعد الموت من خلال نوعين من الأعمال ترفده في قبره بروافد تنفعه رقيّاًَ وتكاملاً فيه وهما: آثار الميت في حياته، وهدايا المؤمنين له من الأعمال الصالحة له و من بعض الأثار التي ينالها الميت من عمل الحي ما ذكر
في الحديث النبوي الشريف: "إذا تصدق الرجل بنية الميت أمر الله جبرئيل أن يحمل إلى قبره سبعين ألف ملك، في يد كل ملك طبق فيحملون إلى قبره ويقول: السلام عليك يا ولي الله، هذه هدية فلان بن فلان إليك، فيتلألأ قبره".
يقولون السلام عليك يا ولي الله (أي ياحبيب الله ، الله يحب عبده أذا الله تعالى لا يحب عبده لم يخلقه ولم يوجده ، أوجده لأنه يحبه ولكن مشكلة العبد أنه لا يدرك هذه الحقيقة لولا الحب الألهي والرحمة ماهي ميزة الأنسان حتى يوجده الله؟ ما شأنه ؟ ما قيمته ؟ لماذا يخلق له الجنة ؟ لماذا يوصل له هذه الأعمال كهدايا ؟
لكن حب الله لعبده ورحمته خلقه وأوجده وجعل له قيمة وشأن ومكانه وفتح له أبواب واسعة لعمل الخير ليدخله به الجنة وعطف وتحنن عليه في قبره .
لكن الأنسان في طول عمره يأكل نعم الله ويعصي أوامره أي قسوة يواجه بها العبد ربه أي جفاء مع ذالك الله لا يغلق عليه باب رحمته بل يجعل له باب للتوبة والاستغفار( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) سورة الزمر أية (53)
بالحب أوجده بالرحمة خلقه بالكرم رزقه وأعطاه بلأحسان والفضل عامله وستر على ذنوبه وغطاها بالصفح تجاوز عن خطاياه وأخطاءه بالجنة وعده من غير فائدة تعود على الله عز وجل من عبده أنما الفائدة كلها للعبد من رب كريم رحيم .
نكمل الحديث (السلام عليك يا ولي الله هذه هدية فلان بن فلان إليك ".
" فيتلألأ قبره، وأعطاه الله ألف مدينة في الجنة، وزوجه ألف حوراء، وألبسه ألف حلة، وقضى له ألف حاجة " وسائل الشيعة كتاب الطهارة: أبواب الاحتضار، باب 28، ح 9. وفي البحار: ج 82، ص 63، ح 7.
هذا العطاء ليس أستحقاق وإنما بالفضل الإلهي بالعطاء الإلهي الله عز وجل عادته الأحسان بالنعم قبل أستحقاقها خزائنه لا تنفذ ولا تزيده كثره العطاء إلا جود وكرم.
يرى عبده العاجز القاصر الناقص المحتاج الفقير يقدم للمؤمن الميت الذي أنقطع عمله من الدنيا أنظر هو ماذا يقدم وهو أكرم الأكرمين وهو الغني المطلق فيقدم للحي والميت معا عن الإمام الصادق عليه السلام: "يدخل على الميت في قبره الصلاة والصوم والحج والصدقة والبر والدعاء، ويكتب أجره للذي يفعله وللميت". بحار الانوار ج٨٥ ص٣١١
ماذا أكثر من هذا يجعلك تصدق محبة الله ورحمته بك وأنت في كل الأحوال عاجز لا حول لك ولا قوة ؟