تويت
في أغلب دول العالم يتم الاهتمام بفئة الشباب باعتبارهم الثروة القومية التي لا تنضب ،وان الامم تنهض بأبنائها ،ولذلك تقوم بتوفير سبل الارتقاء بهم ،كالاهتمام بالجانب التعليمي و الترفيهي ،واحتواء الطاقات المتميزة منهم وتشجيعهم بتقديم إبداعاتهم وإنجازاتهم العلمية والتكنولوجية ،وفي بعض الأحيان استثمارها حتى تجاريا ،وتعتبر هذه الشريحة من المجتمع ثروة قومية يجب احتوائها ،للارتقاء نحو مجتمع افضل .
مع الاسف نلاحظ في مجتمعنا الشباب في حالة من الفوضى والتسيب والضياع وعدم الاحتواء ،فنراهم بدون طموح ورغم وجود المبدعين والمتميزين وحتى العباقرة ،وهذا ما أثبتته المسابقات الدولية بأن أغلب الفائزين فيها هم من ابنائنا ،مع الاسف نراهم بدل أن يذهبوا للمنتديات وتنمي هذه الطاقات المبدعة فيها ،يرتادون المقاهي ويحتسون الاراكيل التي تذهب صحتهم وتفرغ جيوبهم وتضيع أوقاتهم الثمينة ،وتؤدي في بعض الأحيان أن يستغلوهم اصحاب النفوس الضعيفة بالمخدرات باحتسائها أو ترويجها ، وخصوصا أنهم يعانون من منهج تعليمي غير ثابت أو خال من الدروس الترفيهية ،كدرس الرياضة أو الزراعة أو الدروس التي تقلل من الضغط النفسي للمعلومات العلمية ،يعني مناهجنا الدراسية عبارة عن حشو معلومات وإرهاق للطالب بحيث يقضي يومه أما بالدوام المدرسي أو تحضير الدروس أو حضور المحاضرات في الدروس الخصوصية التي سادت بالاونة الأخيرة وكأن حياتهم هي دراسة وحصول على معلومة فقط ،دون إراحة للدماغ والجسد ،وبحيث أصبح الطالب المتفوق حسب مقياسنا من يحصل على درجة التفوق التي تتعدى ١٠٠/١٠٠،وهذا جعل فجوات بين الشباب وسعيه الحثيث بالدراسة لكي يحقق رغبات الأهل دون الاهتمام بالطموح أو قراره المستقبلي والبحث عن المستوى العلمي الذي ينال بواسطة الوظيفة المضمونة بالتعين ،هذا بجانب ،والا حباط للشباب بعد الدراسة والسعي يصدم بالبطالة السائدة التي تحد من طموح الشباب وعدم ممارسته ماحصل عليه من علم أو شهادة في مجالات الوظائف الحكومية التي أصبحت بايادي ترشح من ترشحه للتعين ،وتعين الشخص الغير المناسب في أماكن تحتاج إلى الإبداع والتميز والرقي ،واصحاب الشهادات بعيدين عن استثمار شهاداتهم ،فيلجؤون إلى ضياع اوقات فراغهم في أمور تقتل طموهم ،او تغريهم أحلامهم بالهجرة ،واذا وجدوا ظالتهم في تلك الدول فإن مصير الابداع فيهم يصير إلى تلك الدول ،او يغرقون في مجاهل الحياة وقد يعرضون حياتهم للخطر أو الموت جراء ذلك .
ابنا ئنا ثروة لا تنضب فعلينا أن نهتم بهم ونحتويهم ويقع ذلك على عاتق البلد والأسرة ،وهذا الدور الذي يجب أن تقوم به الدولة اولا واخيرا ،فلا تجعلوها ثروة مهدورة،وضائعة...