بعض الناس يعيش حالة التذبذب وعدم الاستقرار يجد نفسه في ثنايا مديح الناس ويزداد ثقة لدى ثناء وإطراء الاخرين من حوله
ويسقط في متاهات الضياع والشعور بالملل والاكتئاب إذا ما وجهت إليه بعض الانتقادات او تصادم مع من حوله وازداد الاحتدام
هؤلاء الناس لم يقدروا أنفسهم حق التقدير ولم يعرفوا أسس ذلك التقدير، ووضعوا ذواتهم في مهب السنة الاخرين، يزهون بالمديح وينطفئون بالانتقاد والتجريح...
قلوبهم ضعيفة لا تتحمل الكلام البليد وإرادتهم هشة لا تقوى على مواجهة التحديات، وثقتهم مهزوزة تفرحها كلمة وتثنيها كلمة اخرى مغايرة ، فهل هذا يا ترى صحيح وسليم ؟
الأصل في الأمر ان تكون الثقة عامرة بالنفس وان لا تنتظر إطراء شخصا ما لتزهر وتنمو الاغصان، والا يتوقف سلامها الداخلي عما يتلفظه الناس من أقوال او ما يبدر منهم من أفعال، فالناس متذبذبون في الأقوال يميلون كيفما مالت أهواءهم ورغباتهم،
اليوم يحبون فلان وغدا يكرهونه وهكذا يرفعون البشر ويسقطونهم على حين غرة ، يميلون ويتناغمون مع من يحبون تباعا للمصلحة والمنفعة ،
لذا فان الإنسان الواثق لا ينشغل برأي الناس ولا يسعد بجميل كلماتهم ولا يوقف تقديره لذاته وفق تقدير الناس، وإنما يجب ان يكون كما هو راسخا الفكر.. مطمئن البال ..مستقر الذهن.. مرتاح الضمير.. راضيا قانعا بما لديه عاملا على التطوير والتجديد والتغيير.
على الإنسان ان يرى نفسه من عين ذاته لا من عيون الاخرين وان يستمد العون من الله تعالى في مواجهة التحديات بكل ثقة وعزم وثبات ..
نفسك هي مرآتك لطريق النجاح وبوصلتك التي ترى من خلالها كل انجازاتك ووقفاتك الشامخات، فاعتني بها فان لنفسك حق .....ولا تنس نصيبك من الدنيا .