تويت
نحن كموالين ان عملنا بتكاليف السماء وما شرعه الله نكون قد صدقنا الله تعالى، فيما ارسل إلينا من تبليغ عن طريق وحيه ونكون كذلك صدقنا رسله وانبياءه ، ثم تصديقنا لاوصياءه الذين جعلهم ائمة وامتداد النبوة الخاتمة
من خلال ترجمة سيرتهم ومنهجهم المبارك الذي فيه النجاة والسلامة في الدين والدنيا، وتلك عقيدتنا في الله عز وجل وفي النبوة والإمامة، فلابد ان يكون العبد مطيعا لأمر الله وانبياءه واوصياءه بعد إثبات نبوتهم وامامتهم ولايعتبر الحب وحده كافيا للنجاة كما يمني البعض نفسه ممن يسكن إلى الدعة والشهوات ويلتمس العذر على الطاعة وإنما الاقتران بالأعمال والتحلى بالصدق فقد ورد عن الباقر عليه السلام ( ياخيثمة أبلغ موالينا انه لا نغني عنهم من الله شيئا الا بعمل)١.
لذلك نرى البعض يحكم على اسلامنا وائمتنا بسبب ما ظهر من سلوكنا بارجاعها إلى العنوان الذي نسبنا أنفسنا اليه.
رؤية الكذب والخداع والغش والخيانة وغيرها من سلوكيات، هذه تُحمل على العنوان الذي هو الإسلام، وتعاليمه التي ترجمها ال البيت عمليا، وقلنا وشهدنا لهم بالمولاة والاخلاص والطاعة، من وجهة نظرهم.
ومصداق حديث الصادق عليه السلام (كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم)٢
المفترض نطبق ما علمونا وارشدونا اليه، لنكون مصداق لجمال ومحاسن كلامهم عملا وقولا بالتالي نحقق المصداقية بين القول والفعل والا كذبنا أنفسنا وائمتنا وبالتالي اسلامنا لأنهم عليهم السلام يمثلون خط السماء وحجة الله في أرضه، يهدون بأمر الله تبارك وتعالى ، وقد ورد عنهم بيانيا قولهم( فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا)٣،ان إظهار هذه المحاسن يكون بالتطبيق وبتقديم نموذج عملي نتميز به نحن محبين ال البيت عليهم السلام.
فتصديقهم يتمظهر عمليا ليكشف اذعاننا وقبولنا لامرهم لانه سلم وكله سلام.
أمّا التناقض يولد الافتراق بين المعتقد والسلوك كونه نتاجه وثمرته. المراد هنا هو استواء السر والعلانية والظاهر والباطن هذه مقدمات والنتيجة مطابقة القول للفعل.
ان الاعمال الظاهرة التي يقوم بها المسلم ترجمة صادقة لما هو مستقرّ في باطنه. بمعنى آخر تكون سريرته وعلانيته واحدة ، من خلال أداء الواجبات والحقوق كاملة التي كُلف بها لضمان مصلحته الذاتية اولا ومجتمعه ثانيا ، فلا يبخس ولا يغش ولا يخادع ولا يظلم.
ولاجل ان يكون صادق لابد من طاعة الله وأوامره ونواهيه، من خلال الأخذ بكتابه مقتدياً بسنّة رسوله ونهج أهل بيته.
قال تعالى ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾٤.
والعبادة بكل انواعها هي مجموعة أفعال يكون بها الباعث هو الطاعة والقربة للرب الخالق لتكون ظاهرا معبرا عن باطن الانسان.
وكذلك مع منهج الاوصياء ائمة اهل البيت عليهم السلام فما هو الهدف من وراء طاعتهم إلّا رضا الله والتقرب إليه باتباع منهجهم عمليا،
فيتحقق الغرض الإلهي من بعثة الانبياء وجعل الإمامة وخلق الانسان.
ولقد بيّن القران الكريم علامات الصادقين نعرفها من أفعالهم التي تنطلق من إيمانهم وطاعتهم حيث قال تعالى
لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) ٥.١/الكافي للكليني ج٢، ص١٧٦.
٢/نفس لمصدر ج٢، ص١٠٥
٣/عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق - ج ٢ - الصفحة ٢٧٥.
٤/سورة البينة اية ٥
٥/سورة البقرة اية ١٧٧