أيها المؤرخون انتبهوا, ليس بكيفكم، ولا بخاطركم، ولا بمقدوركم، أن تتغافلوا عن واقعة الطف بهذه البساطة، لا يا أيها المؤرخون الجناة، مواقفكم غريبة وغريبة جداً، كيف تغافلتم عن واقعة الطف العظيمة؟ كيف تعاملتم مع واقعة الطف بعظمة تأثيرها، وهي واقعة لها أثر زمني يمتد الى كل الأزمنة؟
إهمال مستغرب من بعض الكتاب العرب والعراقيين المعاصرين, منهجيات مدفوعة الأثمان, ولكل حادث ثمن، كيف نظرتم الى كربلاء، وهي تحمل مصير أمة وتاريخ وحضارة بهذا العمق؟ هل مثلاً أعدتم الميادين التي يعلو صهيلها عند كل محرم؛ لتذبحوا كل عاطفة ومصير, ولدمعة الزائر ألف حساب؟
أتريدون انقاذ الأمة من عاشوراء؟ أم فرحتم بتواريخ العتاة، وكأنكم تخافون من جراح مصيرها أنتم؟ منْ منّا الذي جعل الواقعة بهذه المأساة المكللة بالحزن والألم، وأصابنا وجعاً بهذا الصلف؟ تريدوننا أن ننسى ونتناسى كما فعل مؤرخو الغفلة، وهم يتصورون أنهم اذكياء حين تعاملوا مع الواقعة ضمن محددات مكانية؟ وقالوا: حادثة كربلاء، أو تعاملوا معها زمانياً كحوادث عادية ويعرفونها بكل بساطة (مقتل الحسين).
أيها المؤرخون، انتبهوا، هي ليست مجرد قضية سياسية، ولا نزاع بين معارضة وسلطة، بل أعمق من هذا التفسير، جبروت طغاة تمادوا بالغي ارادوا الاقرار بسلطة الشر بالقوة والقسر، أما الأحرار فهم أباة الضيم, أقولها بوجهكم: التاريخ الاسلامي مزور، ومعظم ما دوّنته اليراعات هو كلام مستشرقين وتلامذتهم الذين سعوا بجد لعملهم التخريبي، لهذا لا بد من إعادة كتابة التاريخ الاسلامي على نسق مغاير لما قدمه المستشرقون وتلامذتهم, وبما حرفوا من قيم، حتى تم التركيز على سياسة الحكم دون النظر الى فكر الأئمة (عليهم السلام) المتمثل بفكر الاسلام وحضارته وقيمه الاجتماعية، وسطروا أسوأ ما في تاريخهم.
المشكلة أن أغلب من طالب بإعادة قراءة التاريخ هم أيضاً أهملوا قضية كربلاء مع اعترافهم بانحراف حكام آل امية لتخفيف وطأة الانحرافات عنهم، باعتبار أن هناك أحداثاً وأفعالاً لها ما يبررها كمقتل الحسين، وتجاهلتم نهضة الحسين (عليه السلام)، فأصبحت إعادتكم لقراءة التاريخ تحتاج الى إعادة، بئس ما فعلتم، فالكلمة شهادة، والشهادة ضمير.
توقيع: كربلائية.