إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

. أئمتنا (عليهم السلام) بين مؤرخي الاسلام والمستشرقين علي حسين الخباز

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • . أئمتنا (عليهم السلام) بين مؤرخي الاسلام والمستشرقين علي حسين الخباز


    ليس غريباً أن يتجاهل أو يحرّف مؤرخو السلطتين الأموية والعباسية ورواتهم، وأن يغيّبوا ذكر مناقب أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وسيرتهم ومكانتهم العقيدية والتاريخية والعلمية.
    والغريب بالأمر أن يظهر مستشرق غربي بريطاني أو ألماني أو فرنسي أو أمريكي أو إسرائيلي أن يكتب عن سير أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في الوقت الذي وقف فيه مؤرخو الأمة الإسلامية موقفاً سلبياً ومتجاهلاً ومحرّفاً لأخبار الإمام الكاظم (عليه السلام) والأئمة عموماً (عليهم السلام)، وفي العمل على تغييب الحديث أو حتى ذكر أخبار عن سير الأئمة الأطهار، وعلومهم، وإسهاماتهم الفاعلة في أحداث التاريخ الإسلامي، والمفروض أن لا يقمعوا شخصياتهم العلمية، ويذلوها بغية إرضاء الحكّام الجائرين من الأمويين أو العباسيين.
    فهذا هو شيخ المؤرخين كما يسمونه محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة (310) هجرية يمثل هذه الحالة، إذ يتعامل مع استشهاد الإمام الكاظم (عليه السلام)، إذ يقدّم رواية سلطوية واحدة مفادها: أنّ الإمام لم يُقتل من قبل هارون الرشيد، إنما توفي وفاة طبيعية، وذلك عندما أسهب بشكل لافت على الممارسة التي مثّلها صاحب الشرطة السندي قاتل الإمام بإيعاز من سيده، وحشّد لهذه المسرحية من القضاة والوجهاء كشهود عيان على ذلك الأمر المخزي، ولم ينبس بكلمة واحدة توحي بأنّ استشهاده قتلاً هي من أوامر هارون الجائرة...!!
    ولولا وجود عدد من المؤرخين المعروفين باعتدالهم في مروياتهم التاريخية ووجود الفقهاء والعلماء الشيعة الذين دوّنوا الأصول الشيعية الأربعة لانطمس حقّاً إرث الأئمة (عليهم السلام) وحسب ما فسرته المستشرقة الإيطالية فيشيا فاجيليري بشكل مباشر وصريح في دراستها القيّمة بخصوص سيرة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام)، مؤشرة الى السبب في اتخاذ هؤلاء المؤرخين مواقفهم اللاعلمية والبعيدة عن الأمانة والعدالة هذه في إغفالهم ذكر مناقب الزهراء من المؤرخين الذين نعتمد مؤلفاتهم في بحوثنا وتدريساتنا للطلبة نظير السيرة النبوية التي حرّفها ابن هشام في نشر السيرة النبوية التي جاءت خالية من ذكر أمّ أبيها فاطمة الزهراء (عليها السلام) فجميع هؤلاء كانوا من أتباع السلطة العباسية ومؤرخيها.
    تقول المستشرقة فاجيليري: إنّ هؤلاء الرواة والمؤرخين كانوا يخافون السلطات الأموية والعباسية ويخشونها خوفاً على مصالحهم المادية، ولهذا السبب فقد غيّبوا ذكر مناقبها ومناقب الأئمة الأطهار، وبالغوا كثيراً الى درجة متطرفة بعدم ذكر اسمها الشريف وأسماء الأئمة (عليهم السلام)، فهذا مثال على تفسيرات مستشرقة منصفة لما اقترفه هؤلاء المؤرّخون الذين نتداول مؤلفاتهم دوماً، وهي بلية كبيرة ابتلي بها التدوين التاريخي الإسلامي الذي نقرؤه، ونبثّه، وندرّسه لأطفالنا وشبابنا.
    لقد حشّد هؤلاء المستشرقون جهودهم تلك بغية جمع المعلومات الجديدة التي تسلّط الضوء على عدد من المسائل الساخنة في التاريخ الإسلامي وتواريخ سير الأئمة نظير استشهاد الإمام الكاظم، وقد وقفت على هذه الجهود المثيرة والمجهدة حقّا في (التشيع والاستشراق).
    ففيما يتعلق بأخبار الإمام المعصوم بادرت مدرسة الاستشراق الألمانية في الكتابة عن الأئمة الاثني عشر, فألّف المستشرق شتروسمان كتاباً بعنوان (أئمة الشيعة الاثنا عشر)، ووقف فيه على سيرة الإمام الكاظم (عليه السلام) والأحداث التي عاصرها والدسائس التي حاكها العباسيون من أجل تصفيته.
    وكان شتروسمان من المستشرقين الذين حلّلوا الأسباب التي دفعت المأمون العباسي إلى التآمر ضد الإمام وقتله. فضلاً على ذلك فقد خصّص هذا المستشرق بحثاً بعنوان (الشيعة)، وآخر بعنوان (محمد الجواد) في دائرة المعارف الإسلامية (الطبعة الأولى)، وأنتجت هذه المدرسة أي الألمانية مستشرقاً آخر يعدّ متخصصاً في ميدان التشيع وهو البروفسور ولفريد مادولنك في الكتابة عن سير عدد من الأئمة الأطهار.
    وقد اعتمد في هذه البحوث على المصادر الأولية الشيعية وعلى مصادر ومخطوطات أخرى، تتعلق بدور الإمام الكاظم (عليه السلام) السياسي وكتب بحثاً قيّماً عن الإمام محمد الجواد وقد اعتمد المستشرق مادولنك على عددٍ من المصادر الشيعية، فضلاً على مراجع سنية.
    ووقف هذا المستشرق على الرواية التي تشير الى أم الفضل بنت المأمون، وكونها قد دسّت السمّ للإمام بتحريض من المعتصم الذي خطّط منذ توليه كرسي الخلافة الى تصفية الإمام (عليه السلام) معتمداً على كتاب (تحفة المتقين للعلامة المجلسي)، مع انه يرى بعدم اتفاق آراء العلماء الشيعة حول ذلك وهو يدلي بالآراء المتعددة، ومن بينها الرأي الذي يذهب الى القول بأن المعتصم دعا الإمام الى بلاطه وقدّم له شراباً من الزبيب المسموم، وفي رواية أكثر وضوحا أن المعتصم خلط أثناء دعوته الإمام مع الطعام السمّ.
    وهناك مستشرق ألماني آخر تخصّص في ميدان التشيع وهو هالم هاينز مؤلف الكتاب الذائع الصيت الموسوم (الشيعة) وقد وقف على موضوع مهم في عقيدة الشيعة الإمامية بفلسفة الاستشهاد واستشهاد الإمامين الكاظم والجواد (عليهما السلام)، وللمستشرق بحوث أخرى في ميادين مختلفة بشأن التشيع.
    ولمّا كنا بصدد الإشارة الى جهود المستشرقين في ملاحقة المصادر الأساسية عند الشيعة الإمامية من أجل ترسيخ المباني التاريخية في الحديث عن سير الأئمة (عليهم السلام) نأتي على ذكر المستشرق اليهودي إيتان كوهلبرغ الذي درس سيرة الإمام الكاظم (عليه السلام) مستنداً الى كثير من المصادر الشيعية، والمستشرق المعروف أدوارد بالمر الذي ألف كتاباً عن هارون الرشيد، وقف فيه على مسألة استشهاد الإمام الكاظم من قبل هذا الجلاد وعنوان كتابه (هارون الرشيد)، والمستشرق الآخر البريطاني المعروف بكتاباته غي لسترنج قد خصّص في أحد كتبه الموسوم (بغداد خلال الخلافة العباسية سنة1905م) جانباً مهماً منه لوصف مدينة الكاظمين, مستهلاً حديثه بذكر الإمام الكاظم (عليه السلام) وإبراز دوره العلمي ومكانته في تاريخ الأسرة العلوية.
    بعدها وقف على مسألة مقتله من قبل الرشيد ودفنه في مقابر قريش. فضلاً على أخبار أخرى تبيّن علاقة الإمام مع العباسيين بدءاً من عهد المنصور العباسي.​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X