دائمًا يذكرني أبي (حفظه الله) بهذا الانتماء، والتذكير بهذا الانتماء المشرّف حكمة، ولا يعني أبي أن الكربلائية محصورة بحدودها الجغرافية بل بالانتماء، وقصد أبي أن كربلائيَ المعنى والمضمون هو ابن قيم وعادات انسانية وابن الالتزام والحشمة في ملابسه ومشيته وتصرفاته، وأن الحرية لا تعني اللامبالاة بتلك القيم.
شابّ يريد أن يظهر بأجمل صورة، تلك حرية ولا أحد ينكرها علينا، لكن ضمن محاور القبول والذوق، أنا شاب يوجعني قلبي عندما أرى أقراني يقادون حسب الموضة المستوردة، سروال ممزق من الركبة، ألوان صارخة تمثل الميوعة وأغلبها مقرونة في مخيلة الناس بالفتيات، واللبس الضيق، لا نستغرب اذا رأينا يوما من يلبس التنورة! ربما سيتهمني بعض الشباب بالتخلف فهم ينظرون الى هذه الميوعة جزءًا من التحضر والتقدم الحضاري، أن نمشي وراء التقاليد الشاذة لنحذف من حياتنا تربية ديننا والتزامنا وتربية بيوتنا وأهلنا.
هل من التحضر الشعر الطويل والجينز والاكسسوارات في اليد او الرقبة او الاذن؟ هل سنفتقد يوما اي مميزات وخصائص تكويننا الانساني؟ بهذا المستورد الذي صرنا لا نأبه لخطورته، حتى دخل الغرب علينا بسياسة غير مباشرة لتعطيل الجزء الفعال والمستقبل عندنا هو الالتزام والشعور والاعتزاز بآدميتنا ليسهل عليهم السيطرة علينا وعلى بلادنا.
أتمنى ان نتأمل في هذه المواضيع التي تخاطب الشباب ومن قبل الشباب انفسهم، وإلا فالسعي للفت النظر وإبراز الذات لا يأتي عبر الميوعة ونظرية «وخالف تعرف» لنرى أنفسنا شبابًا.