إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إدعاءُ أنَّ النَّبيَّ(ص) يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ وَمُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ وَمَّسْحُورً:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إدعاءُ أنَّ النَّبيَّ(ص) يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ وَمُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ وَمَّسْحُورً:-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ ورَحَمُةّ الله وبُرَكآتُهْ




    يقولُ الإمامُ علي(عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) في بيانِ ما يُنسب إلى النَّبيِّ(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) بالأقاويلِ الباطلةِ : ( وَأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، دَعَا إِلَى طَاعَتِهِ، وَقَاهَرَ أَعْدَاءَهُ جِهَاداً عَنْ دِينِهِ، لاَ يَثْنِيهِ عَنْ ذلِكَ اجْتِماعٌ على تَكْذِيبِهِ، وَالْتمَاسٌ لاِطْفَاءِ نُورِهِ )، نهج البلاغة ،ص 437.
    قالَ تَعَالَى في الكتابِ العَزيزِ : ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ * إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾، سُورَةُ النحل : 103 و104.
    وَقالَ تَعَالَى
    : ﴿ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ ﴾، سُورَةُ الدُّخانِ ،الآية 14.
    وَقالَ تَعَالَى : ﴿ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ* فَقَالَ إِنْ هذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ ﴾،سُورَةُ المدّثّرِ ،الآيتان 23 و 24.
    الإمامُ الباقرُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : ( أقبَلَ أبو جَهلٍ بنُ هِشامٍ وَمعَهُ قَومٌ مِن قُريشٍ فدَخَلوا على‏ أبي طالِبٍ فقالوا : إنّ ابنَ أخيكَ قد آذانا وآذى‏ آلِهَتَنا ، فادْعُهُ ومُرْهُ فلْيَكُفَّ عن آلِهَتِنا ونَكُفَّ عن إلهِهِ . قالَ : فبَعَثَ أبو طالبٍ إلى‏ رسولِ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فدَعاهُ ، فلَمّا دَخَلَ النّبيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) لَم يَرَ في البَيتِ إلّا مُشرِكاً ، فقالَ : السّلامُ على‏ مَنِ اتَّبَعَ الهُدى‏ ، ثُمّ جَلَسَ ، فخَبَّرَهُ أبو طالبٍ بما جاؤوا لَهُ ، فقالَ : أوَهَل لَهُم في كَلِمَةٍ خَيرٌ لَهُم مِن هذا يَسُودونَ بها العَرَبَ ويَطَؤونَ أعناقَهُم ؟ فقالَ أبوجَهلٍ : نَعَم، وما هذهِ الكَلِمَةُ ؟ فقال : تَقولونَ : لا إلهَ إلّا اللَّهُ .
    قالَ : فوَضَعوا أصابِعَهُم في آذانِهِم ، وخَرَجوا هِراباً وهُم يَقولونَ : ما سَمِعنا بهذا في المِلَّةِ الآخِرَةِ إنْ هذا إلّا اختِلاقٌ ، فأنزَلَ اللَّهُ في قَولِهِم : ﴿ ص والقُرآنِ ذِي الذِّكْرِ* - إلى‏ قولهِ - إلّا اخْتِلاقٌ ﴾، سُورَةُ ص )، الكافي ،ج 2 ،ص 649 ، ح 5.
    ﴿ وعَجِبوا أنْ جاءَهُم مُنْذِرٌ مِنْهُم ﴾، سُورَةُ ص ، الآية 4 ، قال القمي في تفسيره : نَزَلَت بمَكّةَ ، لَمّا أظهَرَ رسولُ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) الدَّعوَةَ بمَكّةَ اجتَمَعَت قُرَيشٌ إلى‏ أبي طالِبٍ فقالوا : يا أبا طالِبٍ ، إنّ ابنَ أخيكَ قد سَفّهَ أحلامَنا ، وسَبَّ آلِهَتَنا وأفسَدَ شَبابَنا ، وفَرَّقَ جَماعَتَنا ، فإن كانَ الّذي يَحمِلُهُ على‏ ذلكَ العُدمُ جَمَعْنا لَهُ مالاً حتّى‏ يكونَ أغنى‏ رجُلٍ في قُرَيشٍ ونُمَلِّكَهُ علَينا . فأخبَرَ أبو طالِبٍ رسولَ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) بذلكَ ، فقالَ : لَو وَضَعوا الشَّمسَ في يَميني والقَمَرَ في يَساري ما أرَدتُهُ ، ولكنْ يُعطوني كَلِمَةً يَملِكونَ بها العَرَبَ ، وتَدينُ لَهُم بها العَجَمُ ، ويكونونَ مُلوكاً في الجَنَّةِ ، فقالَ لَهُم أبو طالبٍ ذلكَ ، فقالوا : نَعَم وعَشرَ كَلِماتٍ ، فقالَ لَهُم رَسولُ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) تَشهَدون أن لا إلهَ إلّا اللَّهُ ، وأ نّي رَسولُ اللَّهِ ، فقالوا : نَدَعُ ثلاثَ مِائةٍ وسِتِّينَ إلهاً ونَعبُدُ إلهاً واحِداً ؟ ! فأنزَلَ اللَّهُ سبحانَهُ : ﴿ وعَجِبوا أنْ جاءَهُم مُنْذِرٌ مِنْهُم وقالَ الكافِرونَ هذا ساحِرٌ كَذّابٌ - إلى‏ قولهِ - إلّا اختِلاقٌ ﴾، أي تَخليطٌ .، تفسير القمّي ،ج 2 ،ص 228.
    كان اسلوب تحطيم الشخصيات عن طريق إكالة التّهم إليهم أقدم حربة بيد الجهّال يطعنون بها على المصلحين ، وقد استعملها مشركوا عصر الرسالة في بدء الدعوة ولم تكن الفرص تسنح لهم بقتله واغتياله ، فحاولوا اغتيال شخصيّته ليسقطوه عن أعين الناس ، فإنّ نجاح المصلح في نشر دعوته يكمن في اتّسامه بالقداسة والطهارة والعقلية الرزينة ، فلو افتقد المصلح تلك ـ السمات عن طريق الاتّهام بما يضادها ـ ذهب سعيه أدراج الرياح وأصبحت جهوده سدىٰ ، فلأجل ذلك اختارت قريش القيام بشن حرب نفسيّة ضروس لا هوادة فيها للحطّ من قيمته وكرامته والحيلولة دون نفوذ كلمته .
    ولكنّهم مهما بذلوا من جهود لإنجاح مؤامراتهم لم تتجاوز تهمهم عن الكهانة والسحر والجنون وأشباهها لأنّ النّبي قد كان في الطهارة النفسيّة والأمانة المالية وسائر الصفات الكريمة على حدّ حال دون إلصاق تهم اُخرى به ككونه خائناً سارقاً قاتلاً غير عفيف ، وهذا أحد الدلائل البارزة المشرقة على أنّه كان فوق التهم المشينة المزرية ، وكانت حياته طيلة أربعين سنة مقرونة بالصلاح والفلاح والأمانة ، ولو كانت هناك أرضية صالحة لتوصيف النبيّ بها ، لما أمسكوا عنها .

    نعم قام العدو باتّهامه باُمور يشكل اثباتها كما يشكل نفيها عن المتهم ، وهذه هي الطريقة المألوفة عند بني الشياطين لمس كرامة المصلحين حيث يشنّون عليهم بمثل هذه التّهم لغاية اسقاطهم عن أعين النّاس. يقول سبحانه : ﴿ كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴾، سُورَةُ الذَّارياتِ ،الآية 52.
    هكذا كانت سيرة الأعداء في طرد المصلحين عن الساحة .
    ثمّ إنّ التّهم الّتي حكاها القرآن عن لسان أعداء النبيّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) تتلخّص في العناوين التالية :
    أوَّلاً- الكهانة : وهي في اللغة عبارة عن اتّصال الإنسان بالجن ليتلقّى منهم أنباء الماضين وأخبار اللّاحقين ومن خلالها يتمكّن من التنبّؤ بالمستقبل ، يقول سبحانه مشيراً إلى تلك التّهمة وردّها : ﴿ وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ﴾، سُورَةُ الحَاقَّةِ ،الآية 42.
    ثانياً- السحر : وهو قوّة نفسانيّة للساحر يقدر معها على إنجاز اُمور خارقة للعادة مموّهة ، ومن تلك الاُمور التفريق بين المرء وزوجته والوالد وولده بل بين أفراد العائلة كافّة. قال سبحانه : ﴿ وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَـٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴾، سُورَةُ ص ،الآية 4.
    ثالثاً- المسحورية : والمراد منه تأثّره بسحر الآخرين ، وإنّ هناك ساحراً أو سحرة سحروا النبيّ و أثّروا فيه. يقول سبحانه حاكياً عن المشركين : ﴿ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا ﴾، سُورَةُ الفُرقَانِ ،الآية 8. ثمّ يردّه بقوله سبحانه : ( انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ﴾، سُورَةُ الفُرقَانِ ،الآية 9 ، والمراد من قوله ﴿ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ ﴾، أي وصفوك بالمسحورية ، وقد اتّهم بنفس تلك التهمة النبيّ صالح. قال سبحانه حاكياً عن أعدائه : ﴿ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ﴾، سُورَةُ الشُّعراءِ ،الآية 153 ، وممّا يجدر ذكره أنّ اتّهام النبيّ بالمسحورية ليست تهمة مستقلّة تغاير الجنون جوهراً بل هي نفس التهمة ولكنّها صيغت بلفظ أكثر أدباً ، وهذه شيمة الدهاة حيث يمزجون السم بالعسل.
    رابعاً- الجنون : ومفهومه غني عن البيان وقد مضىٰ أنّها تهمة شائعة تُلصق بالمصلحين من جانب خصومهم من غير فرق بين النبيّ(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وغيره ، وبين نبيّنا وسائر الأنبياء كما عرفت في سورة الذاريات ،الآية 52. قال سبحانه نقلاً عن المشركين : ﴿ وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ﴾، سُورَةُ الحِجْرِ ،الآية 6 ، قال تعالى : ﴿ وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ ﴾، سُورَةُ التَّكويرِ ،الآية 22 ، وقال عَزّ من قائل : ﴿ فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ ﴾، سُورَةُ الطُّورِ ،الآية 29 ، والمبرّر لهم بوصفه بالجنون ومؤاخذتهم له ، وقوفه لوحده في وجه الرأي العام المتمثّل في الشرك. والسذّج من النّاس يصفون من يتبنّىٰ الفكر الذي لا يوافقه عليه الرأي العام وهو يريد تطبيقه في المجتمع ، بأَنّه مجنون لا يعرف قدر نفسه ومنزلته وسوف يهدر دمه لا محالة .
    ما أسخف هذه التهم إذ كيف يتّهمون من هو أرجحهم عقلاً وأبينهم قولاً منذ ترعرع إلى أن بلغ أشدّه بالجنون والكهانة مضافاً إلى ما في هذا من التناقض والاضطراب ، فإنّ الكهنة كانوا من الطبقة العليا بين الناس يرجع إليهم القوم في المشاكل والمعضلات وأين هو من الجنون ؟ فكيف جمعوا بين كونه كاهناً ومجنوناً ؟
    ولقد لمسنا ذلك في حياتنا القصيرة في مجتمعنا ورأينا كيف رمي رجال الإصلاح بنظائر هذه التهم وما ذلك إلّا لأنّهم قاموا في وجه المستعمرين والناهبين لثروة أقطار العالم الإسلامي ، فما كان نصيبهم جرّاء مقاومتهم تلك ، إلّا اتّهامهم بالجنون والتدهور العقلي ، والغربة عن الواقع والحياة .
    خامساً- التعلّم من الغير : إنّ أعداء النبيّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) من قريش وغيرهم وقفوا على مدى عظمة تعاليمه وسموّها ، ولكن الحالة النفسية قد صدّتهم عن تصديق قوله والإذعان برسالته الإلهية وانتسابه إلى الوحي والسماء ، فقاموا بتزوير آخر وهو أنّه مُعَلّم ، قد تلقّى تعاليمه من غيره. يقول سبحانه : ﴿ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ * ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴾، سُورَةُ الدُّخانِ ،الآيتان 13 و 14.
    وأمّا من هو المعلّم الذي كان قد علّم النبي وغذّاه بتلك المبادئ والقيم فلم يذكروه ، ولكن اقتران هذه التهمة بتهمة الجنون يدلّ على أنّ المعلّم المزعوم هو الجن فهو عن طريق صلته بهم تلقّى رسالته عنهم ـ و بالتالي ـ اُصيب في عقله فصار معلّماً مجنوناً بزعمهم .
    وهناك احتمال آخر وهو أنّه تلقّى مبادءه عن بشر آخر ، وقد اُشير إليه في قوله سبحانه : ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ ﴾، سُورَةُ النَّحلِ ،الآية 103.
    قال ابن عباس : قالت قريش : إنّما يعلّمه بلعام ( وكان قينا بمكّة روميّاً نصرانياً ) وقال الضحّاك : أرادوا به سلمان الفارسي قالوا إنّه يتعلّم القصص منه ، وقال مجاهد و قتاده : أرادوا به عبداً لبني الحضرمي روميّاً يقال له يعيش أو عائش صاحب كتاب ، أسلم و حسن إسلامه ، وقال عبد الله بن مسلم : كان غلامان في الجاهلية نصرانيّان من أهل عين التمر ، اسم أحدهما يسار واسم الآخر خير ، كانا صيقلين يقرآن كتاباً لهما بلسانهم وكان رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) ربّما مرّ بهما واستمع لقراءتهما ، فقالوا : إنّما يتعلّم منهما ، ثم ألزمهم الله تعالى الحجّة وأكذبهم بأن قال : لسان الذي يضيفون إليه التعليم ويميلون إليه القول ، أعجميّ لايفصح و لايتكلّم بالعربية ، فكيف يتعلّم منه من هو في أعلى طبقات البيان ؟ وهذا القرآن بلسان عربي مبين ، فإذا كانت العرب تعجز عن الإتيان بمثله وهو بلغتهم فكيف يأتي الأعجمي بمثله ؟تفسير مجمع البيان ،ج 3،ص 386.
    قال ابن هشام : قالوا : إنّما يعلّمه رجل باليمامة يقال له الرحمان و لن نؤمن به أبداً ، فنزل قوله سبحانه : ﴿ كَذَٰلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَـٰنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ ﴾، سُورَةُ الرَّعدِ ،الآية 30 ، السيرة النبوية لابن هشام، ج 1،ص 331.
    روى ابن هشام : إنّ النضر بن الحارث كان إذا جلس رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) مجلساً ، فدعا فيه إلى الله تعالى وتلا فيه القرآن ، وحذّر فيه قريشاً ما أصاب الاُمم الخالية ، خلّفه في مجلسه إذا قام ، فحدّثهم عن رستم واسفنديار وملوك فارس ثم يقول : والله ما محمد بأحسن حديثاً منّي وما حديثه إلّا أساطير الأوّلين ، اكتتبها كما اكتتبتها ، فأنزل الله فيه : ﴿ وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴾، سُورَةُ الفُرقانِ ،الآيتان 5 و 6 .
    ونزل فيه : ﴿ وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّـهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾، سُورَةُ الجَاثيةِ ،الآيتان 7 و 8 . السيرة النبويّة لابن هشام ،ج 1،ص 357.
    سادساً- كذّاب : وما وصفوه به إلّا لأجل أنّه كان يكافح عقيدتهم ويقارع دينهم. قال سبحانه حاكياً عنهم تلك التهمة : ﴿ وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَـٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴾، سُورَةُ ص ،الآية 4.
    فلماذا لايكون عندهم كذّاباً وقد رفض الآلهة المتعدّدة وجعلها إلهاً واحداً. قال سبحانه حاكياً عنهم : ﴿ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴾، سُورَةُ ص،الآية5.
    سابعاً- مفتر : وإنّما وصفوه به لأنّه ينسب تعاليمه إلى السماء. يقول سبحانه حاكياً عنهم : ﴿ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾، سُورَةُ النَّحلِ ،الآية 101 . ويقول أيضاً : ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا ﴾، سُورَةُ الفُرقانِ ،الآية 4 . وهذه الآية تعبّر عن أنّهم كانوا يتّهمونه بأنَّ القرآن ليس من صنعه وحده بل هناك قوم أعانوه عليه ، فربّما كانوا يفسّرونه بشكل آخر وهو انّ القرآن ليس شيئاً جديداً بل هي أساطير الأوّلين تملىٰ عليه بكرة وأصيلاً ، كما قال سبحانه : ﴿ وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ .

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X