حظيت القيادة باهتمام كبير ومهم جدا من قبل العلماء على اختلاف توجههم ومشربهم، كعلماء الدين والفلسفة والاجتماع وغيرهم وذلك لا نها تعد محورا اساسا ومفهوما حساسا للمساهمة الفعالة في انماء المجتمعات وافرادها،وعرفت القيادة بعدة تعاريف نأخذ احدها:- قدرة على معاملة طبيعة بشريّةعلى التَّأثير في السُّلوك البشريّ لتوجيه جماعة من النّاس نحو هدف مشترك بطريقة تضمن بها طاعتهم وثقتهم واحترامهم وتعاونهم[1]فاذا كان الهدف منها هو اخذ الجماهير نحو هدف غالي وسبيل عالي ،فالضرورة تحكم على القائد ان يتصف بصفات نفسية نفيسة ليستجيب جموع الناس له،وتتحقق الغاية المرجوة من القيادة، وهي طاعة الجماهير له،وصفات القائد كثيرة نذكر واحدة منها وهي (حسن السلوك العام) ونقصد بها حسن سلوكه المعتدل امام الناس وعدم مخالفة باطنه،وهي تعد من صفاته الفعالة التي تجذب الجماهير نحوه،وهي في نفس الوقت نفهم ان الناس قد فهمت ان هذا القائد له حظ من حسن السلوك، والتي يجمعها حسن الاقوال والافعال لما عدوها الناس من مكملات الشخصيةالقيادية،فمثلا عندما نقرأ(السلام على الائمة الدعاة، والقادة الهداة...)[2] نفهم انهم عليهم السلام اجمعين(دعاة)و(قادة)بمعنى انهم مسؤلون عن ايصال مبادئ الله تعالى بعد النبي(صلى الله عليه واله) الى الناس كافة،بالحب وعدم مخالفة المزاج العام للناس بالصوت العالي او بتقطيب الوجه ،او الملامح العبوسة وغيرها، والقران يدعوا الى حسن الظاهر حيث قال عز من قال( وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ* وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ)[3] فقد كان النبي صلى الله عليه واله يعرف في الجاهلة بانه الصادق الامين،ففي قصة الحجرالاسود ارادوا أن يردوه إلى مكانه الاول اختلفوا فيمن يرده، فكان كل منهم يقول: أنا أرده، يريدالفخرلنفسه،فقال لهم ابن المغيرة: يا قوم حكموا في أمركم من يدخل من هذا الباب،وأجمعوا على ذلك، وإذا بالنبي صلى الله عليه وآله قد اقبل عليهم، فقالوا: هذامحمد، نعم الصادق الامين، ذو الشرف الاصيل[4] وقد مدحه تعالى حيث قال(وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)[5]
[1] - معجم المعاني الجامع (معنى قيادة)
[2] - زيارة الجامعة الكبيرة
[3] -لقمان18و19
[4] - البحار15/384
[5] -ال عمران159
تعليق