التقبيل:
ما الذي تعبّر عنه ظاهرة التقبيل؟ المحبة، التسامح، نقاء السريرة، صفاء القلوب؟ لكن أليس من الوعي اليوم أن نتجاوزها ونحن نعيش الظرف الوقائي العام؟
العالم المتمدن يكتب عن سوء هذه الممارسات وعلى عشائرنا الكريمة وشيوخها ومضايفها أن يمنعوا ظاهرة التقبيل، ويعني ليس هناك ثوابت جاهزة لهذه الظاهرة بين البلدان وبين الشعوب، على كل شخص أن يعي خطورة فايروس كورونا، هل يفقد السلام حرارته دون القُبَل؟ لا أعتقد، فنحن من سعاة إلغاء القُبَل في المجتمع؛ حرصًا على أرواح الناس.
الضيافة:
ما هي الضيافة؟ وما هي الرابطة التي تجمعها بالمبالغة؟
حكيم يوصي ابنه يقول له:ـ إياك ومصاحبة الأغنياء؛ لأنه حين يستضيفك الغني يبالغ بضيافتك، فتكون في حرج؛ لأنك تعجز عن ردّ كرم الضيافة. كانت الحياة الصحراوية عند العرب تستوجب الضيافة، وكان للبيئة دور في بروز سجية الكرم. اليوم الضيافة قيمة تقدير واحترام وترحيب، وليست ضيافة ومبالغة في البذخ، والبذخ عادة تفقد كرامتها عند الضيافة.
العوز:
متى نستطيع أن نفرّق بين التسوّل والعوز؟ هل ندفع الفقير الى التسوّل؟ المجتمع اليوم يفسّر العوز الى خبرة عالية في التنفيذ، حكماء أيام زمان وضعوا حدودًا بين التسوّل والعوز، وعيّنوا الحاجات التي لا ردّ عليها أبدًا، مثل شخص يطلب منك الخبز لعائلته، ممكن أن تذهبَ لتشتري لنفسك له الخبز.
والقضية على الإنسان أن يعرف أن طرد طالب الخبز تعدّ جريمة بحق الانسان نفسه، لو كان يحمل ثمن الخبز، وإلا ليس عليه حرج، وكذلك أجرة النقل، أشياء ضرورية أخرى: كالدواء مثلًا حين نذهب نشتريه بأنفسنا نتأكد أن هذه الأشياء قد تجعلنا عُرضة للوم، عندما لم نلبّي ونحن لدينا التمكن.
الفتك:
أيهما أكثر فتكًا الكلمة الجارحة أم الرصاصة؟ يقولون: إنّ رجلًا تجاوز على شيخ كبير السنّ، ويبدو أن هذا الرجل لا يعرف إمكانية الكلمة، فأسقطته أرضًا، وبدأ جسده يرتعش، ثم سكت القلب ومات، فقالوا للرجل: أنت قاتل، أجاب: ومن أين أعرف أن هذا الرجل لا يتحمل كلمة!