الإيمانية حافز إبداعي... قراءة وانطباع في ديوان (على عتبات الهدى)
يعتبر المسعى الإيماني من أهم المحفزات الإبداعية في العملية الشعرية لكونه يشكل مسؤولية مطلقة فالأيمان ينتج الوعي، والوعي إدراك ينظم ذائقة متفتحة حصيلتها متابعة فعالية (التاريخ.. الدين.. الفن) ومسؤولية أخذت على عاتقها متابعة الشاعر بدري رسول الخفاجي في مجموعته الشعرية البكر: (على عتبات الهدى) تظهر جلية منذ العنونة التي هي المفتتح الأول والذي احتوى المعنى القصدي الشامل لواقعين الأول الولائي الى مناجاة شفافة عززت عناوين دقيقة لها قابلية الانفتاح المتأمل داخل المنجز العام مثل (مناجاة.. هب يا إلهي للمنيب مودة) في 149بيتا أو الانفتاح على الأسماء الحسنى وتوظيفها إبداعيا لمناجاة شعرية: (أسماؤك الحسنى بها نتضرع) في392بيتا قسمت الى مقاطع بعدد الأسماء الحسنى العظيمة القدر.
ولاشك إن مثل هذه الأسماء في القصيدة ستكون عاملا تنويعيا وخاصة إن لكل اسم من تلك الأسماء مكونات مفرداتية خاصة ولها آلية اشتغال متفردة بها تبعد الملل عن طول القصيدة وهذا ما فعله أيضا في قصيدة: (طلا رؤى الأزل ومولد الأمل) حيث وردت بـ190بيتا جزّأها الى ستة عناوين داخلية وكذلك قصيدة: (مولد الإساء وسورة الزكاء) التي نوعها بثلاثة عشر بندا وقصيدته الطويلة: (أم الهدى) جاءت بتسعة محاور.
ولابد أن ندرك أولا إن مثل هذه المقاطع تشكل روافداً مهمة تفترق لتجتمع داخل بوتقة العنونة الأولى للقصيدة ومن ثم مساسها المتأصل بالعنونة الأكبر للمجموعة. وأما الواقع الثاني الذي احتوى المعنى القصدي هو واقع فني تمثل في نمطية الموروث العام تماهيا مع قصائد المتنبي ودعبل الخزاعي و... و... الى الموروث الخاص الكربلائي الممثل في عباس أبو الطوس وأبو الحب وأبن الهندي وعلي الحائري (رحمهم الله).
مع الاحتفاظ بالميزة المتفردة كي لا يكون تقليدا بل هوية ترتكز على العمق البؤري لمساحة البوح المؤمن بين التوسل الرجائي والطلبي بمفاتيح المباشرة المخاطبة وياءات النداء المسخرة شعريا كاشتغالات فنية لها خصوصية:
(أنت الرحيم وعين جودك رحمة أنت الغفور لطرف عين تدمع)
وبعضها ورد عبر ياءات النداءات:
(يا موئلي إني لياذ بالكريـــــــم وأنك الترسُ المجير الأمنعُ)
وآخر جاء برجاءات طلبية:
(فارتق إلهي بالضياء جراحنا والوجد رتق جراحه بك أمنعُ)
و لاشك أن مثل هذا الوضوح الإيماني يمنح اليقين و(اليقين الشعري شعوري) محمل بالثقة بالنفس ومثلما يرى البعض في الشك مصدر حيوية. فاليقين استقرار حيوي يصل حد الدهشة الشعورية اللبقة: (ترنيمتي تبكي حروف هيامها والطفل من ترنيم شعري يرضع)
لكون المغزى التكويني اشتغال معنوي تربوي يقظ يحتاج الى نوع ما من المباشرة الحركية من خلال البحث في العمق الوجداني لهذي المناجاة عن بحث فني: أي التحرك باتجاهين بآن واحد؛ الاتجاه المعاصر: بكل سمات حداثويته مع شرعية الاحتفاظ بمعنويات.
الاتجاه الثاني: وما يعنيه من قيم الأصالة والغور في فاعلية الموروث.. معادلة متباينة أغنت المجموعة الشعرية ورضخت هذا التباين الى نوع وفاقي بين ومضات عرضية تعبر عن قلق الوجود الإنساني مقاطع حملت التكثيف والإيحاء واللامباشرة أمام استقرار البنية النفسية لقصائد الطوال تعبر عن طمأنينة وسكون إيماني وسليقة وارفة من إطلالة الشعري بتحرك بلاغي يضم المحسنات البديعية كاستغلال شفافية الاشتقاقات اللغوية ومنها الجناسية
(مهما البهاءُ على العُلا يعلو عُلا لجميل وجهك لا محيا أبرعُ) فقوله:
(أنت اللطيف وكنز لطفك واسع لا لطف من ألطاف بحرك أوسعُ)
ثمة لهفة بينة تسعى للتمسك في فنية الموروث الشعري الأصيل فالولائية عززت مساحات البوح الشعري في كلا الاتجاهين فنشرت إطلالتها الإيمانية على المحتوى النصي العام بحضور فني يعتمد على تقنيات بلاغية كثفت التكرار الداخلي ضمن لعبة التكرار ومنحتنا إضافة نغمية للجرس الموسيقي العروضي:
(ولكل عين من عيون عيونه سيلا من الخلجات روعٌ يدمعُ) فحافظ الشاعر بدري رسول الخفاجي على النهج الموروثي باتزانها الحداثوي عبر عدة اشتغالات شعرية بانزياحات متقنة صاغت الجملة الشعرية:
(أنت الينابيع التي تتفجرُ.. الكلمات من أفواهها وتشرعُ) أو نجد هندسة الصياغة الشعرية للجملة الاستفهامية:
(تعلو وهل يعلو العلا مهما علا من للعلا هو صاغر أم يتبعُ)؟ استفهام وثلاث علامات تعجب ثمة إمكانية عالية لاحتواء الأصالة الحداثوية من حيث تراكيب جملية تثير كوامن التأمل النصي كيانات أسلوبية كونت (فرادتها) تقنية وإبداعاً.
يعتبر المسعى الإيماني من أهم المحفزات الإبداعية في العملية الشعرية لكونه يشكل مسؤولية مطلقة فالأيمان ينتج الوعي، والوعي إدراك ينظم ذائقة متفتحة حصيلتها متابعة فعالية (التاريخ.. الدين.. الفن) ومسؤولية أخذت على عاتقها متابعة الشاعر بدري رسول الخفاجي في مجموعته الشعرية البكر: (على عتبات الهدى) تظهر جلية منذ العنونة التي هي المفتتح الأول والذي احتوى المعنى القصدي الشامل لواقعين الأول الولائي الى مناجاة شفافة عززت عناوين دقيقة لها قابلية الانفتاح المتأمل داخل المنجز العام مثل (مناجاة.. هب يا إلهي للمنيب مودة) في 149بيتا أو الانفتاح على الأسماء الحسنى وتوظيفها إبداعيا لمناجاة شعرية: (أسماؤك الحسنى بها نتضرع) في392بيتا قسمت الى مقاطع بعدد الأسماء الحسنى العظيمة القدر.
ولاشك إن مثل هذه الأسماء في القصيدة ستكون عاملا تنويعيا وخاصة إن لكل اسم من تلك الأسماء مكونات مفرداتية خاصة ولها آلية اشتغال متفردة بها تبعد الملل عن طول القصيدة وهذا ما فعله أيضا في قصيدة: (طلا رؤى الأزل ومولد الأمل) حيث وردت بـ190بيتا جزّأها الى ستة عناوين داخلية وكذلك قصيدة: (مولد الإساء وسورة الزكاء) التي نوعها بثلاثة عشر بندا وقصيدته الطويلة: (أم الهدى) جاءت بتسعة محاور.
ولابد أن ندرك أولا إن مثل هذه المقاطع تشكل روافداً مهمة تفترق لتجتمع داخل بوتقة العنونة الأولى للقصيدة ومن ثم مساسها المتأصل بالعنونة الأكبر للمجموعة. وأما الواقع الثاني الذي احتوى المعنى القصدي هو واقع فني تمثل في نمطية الموروث العام تماهيا مع قصائد المتنبي ودعبل الخزاعي و... و... الى الموروث الخاص الكربلائي الممثل في عباس أبو الطوس وأبو الحب وأبن الهندي وعلي الحائري (رحمهم الله).
مع الاحتفاظ بالميزة المتفردة كي لا يكون تقليدا بل هوية ترتكز على العمق البؤري لمساحة البوح المؤمن بين التوسل الرجائي والطلبي بمفاتيح المباشرة المخاطبة وياءات النداء المسخرة شعريا كاشتغالات فنية لها خصوصية:
(أنت الرحيم وعين جودك رحمة أنت الغفور لطرف عين تدمع)
وبعضها ورد عبر ياءات النداءات:
(يا موئلي إني لياذ بالكريـــــــم وأنك الترسُ المجير الأمنعُ)
وآخر جاء برجاءات طلبية:
(فارتق إلهي بالضياء جراحنا والوجد رتق جراحه بك أمنعُ)
و لاشك أن مثل هذا الوضوح الإيماني يمنح اليقين و(اليقين الشعري شعوري) محمل بالثقة بالنفس ومثلما يرى البعض في الشك مصدر حيوية. فاليقين استقرار حيوي يصل حد الدهشة الشعورية اللبقة: (ترنيمتي تبكي حروف هيامها والطفل من ترنيم شعري يرضع)
لكون المغزى التكويني اشتغال معنوي تربوي يقظ يحتاج الى نوع ما من المباشرة الحركية من خلال البحث في العمق الوجداني لهذي المناجاة عن بحث فني: أي التحرك باتجاهين بآن واحد؛ الاتجاه المعاصر: بكل سمات حداثويته مع شرعية الاحتفاظ بمعنويات.
الاتجاه الثاني: وما يعنيه من قيم الأصالة والغور في فاعلية الموروث.. معادلة متباينة أغنت المجموعة الشعرية ورضخت هذا التباين الى نوع وفاقي بين ومضات عرضية تعبر عن قلق الوجود الإنساني مقاطع حملت التكثيف والإيحاء واللامباشرة أمام استقرار البنية النفسية لقصائد الطوال تعبر عن طمأنينة وسكون إيماني وسليقة وارفة من إطلالة الشعري بتحرك بلاغي يضم المحسنات البديعية كاستغلال شفافية الاشتقاقات اللغوية ومنها الجناسية
(مهما البهاءُ على العُلا يعلو عُلا لجميل وجهك لا محيا أبرعُ) فقوله:
(أنت اللطيف وكنز لطفك واسع لا لطف من ألطاف بحرك أوسعُ)
ثمة لهفة بينة تسعى للتمسك في فنية الموروث الشعري الأصيل فالولائية عززت مساحات البوح الشعري في كلا الاتجاهين فنشرت إطلالتها الإيمانية على المحتوى النصي العام بحضور فني يعتمد على تقنيات بلاغية كثفت التكرار الداخلي ضمن لعبة التكرار ومنحتنا إضافة نغمية للجرس الموسيقي العروضي:
(ولكل عين من عيون عيونه سيلا من الخلجات روعٌ يدمعُ) فحافظ الشاعر بدري رسول الخفاجي على النهج الموروثي باتزانها الحداثوي عبر عدة اشتغالات شعرية بانزياحات متقنة صاغت الجملة الشعرية:
(أنت الينابيع التي تتفجرُ.. الكلمات من أفواهها وتشرعُ) أو نجد هندسة الصياغة الشعرية للجملة الاستفهامية:
(تعلو وهل يعلو العلا مهما علا من للعلا هو صاغر أم يتبعُ)؟ استفهام وثلاث علامات تعجب ثمة إمكانية عالية لاحتواء الأصالة الحداثوية من حيث تراكيب جملية تثير كوامن التأمل النصي كيانات أسلوبية كونت (فرادتها) تقنية وإبداعاً.
تعليق