إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عُرِضَتْ عَلَى النَّبيِّ (ص) الدُّنْيَا فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عُرِضَتْ عَلَى النَّبيِّ (ص) الدُّنْيَا فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا:-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ ورَحَمُةّ الله وبُرَكآتُهْ

    في خطبة لإميرِ المؤمنينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): ( أَهْضَمُ أَهْلِ الدُّنْيَا كَشْحاً، وأَخْمَصُهُمْ مِنَ الدُّنْيَا بَطْناً، عُرِضَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا، وعَلِمَ أَنَّ اللهً سُبْحَانَهُ أَبْغَضَ شَيْئاً فَأَبْغَضَهُ، وحَقَّرَ شَيْئاً فَحَقَّرَهُ، وصَغَّرَ شَيْئاً فَصَغَّرَهُ. ولَوْ لَمْ يَكُنْ فِينَا إِلَّا حُبُّنَا مَا أَبْغَضَ اللهُ ورَسُولُهُ، وتَعْظِيمُنَا مَا صَغَّرَ الله ورَسُولُهُ، لَكَفَى بِهِ شِقَاقاً لِلهِ، ومُحَادَّةً عَنْ أَمْرِ اللهِ... فَأَعْرَضَ عَنِ الدُّنْيَا بِقَلْبِهِ، وأَمَاتَ ذِكْرَهَا مِنْ نَفْسِهِ، وأَحَبَّ أَنْ تَغِيبَ زِينَتُهَا عَنْ عَيْنِهِ، لِكَيْلَا يَتَّخِذَ مِنْهَا رِيَاشاً، ولَا يَعْتَقِدَهَا قَرَاراً، ولَا يَرْجُوَ فِيهَا مُقَاماً، فَأَخْرَجَهَا مِنَ النَّفْسِ، وأَشْخَصَهَا عَنِ الْقَلْبِ، وغَيَّبَهَا عَنِ الْبَصَرِ. وكَذَلِكَ مَنْ أَبْغَضَ شَيْئاً أَبْغَضَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ، وأَنْ يُذْكَرَ عِنْدَهُ)، نهج البلاغة،الخطبة 160.
    حقيقة الدنيا عند رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ):-
    كان النبي (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أفضل خلق الله، فإنّ الدنيا كلّها طوع يديه ينال منها ما يريد، بل عرضت عليه الدنيا فأباها وذلك لأنه يعرفها على حقيقتها. ويصف الإمام أمير المؤمنين (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) الدنيا في عين رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فيقول: ( قَدْ حَقَّرَ الدُّنْيَا وصَغَّرَهَا، وأَهْوَنَ بِهَا وهَوَّنَهَا، وعَلِمَ أَنَّ اللهً زَوَاهَا عَنْهُ اخْتِيَاراً، وبَسَطَهَا لِغَيْرِهِ احْتِقَاراً، فَأَعْرَضَ عَنِ الدُّنْيَا بِقَلْبِهِ، وأَمَاتَ ذِكْرَهَا عَنْ نَفْسِهِ، وأَحَبَّ أَنْ تَغِيبَ زِينَتُهَا عَنْ عَيْنِهِ، لِكَيْلَا يَتَّخِذَ مِنْهَا رِيَاشاً، أَوْ يَرْجُوَ فِيهَا مَقَاماً. بَلَّغَ عَنْ رَبِّهِ مُعْذِراً، ونَصَحَ لأُمَّتِهِ مُنْذِراً، ودَعَا إِلَى الْجَنَّةِ مُبَشِّراً، وخَوَّفَ مِنَ النَّارِ مُحَذِّراً )، نهج البلاغة ،ص 250.
    لتكن نظرتنا إلى الدنيا متوافقة مع نظرة رسول الله(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)
    إنّ فعل رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فيه حثٌّ للناس كافة على التأسّي به في نظرتهم إلى هذه الدنيا وما ينالونه منها, ولذا يحثّ الإمامُ عَلِيُّ بنُ أبي طالبٍ(عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) في وصاياه على الاقتداء برسول الله(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) في ذلك: ( تَأَسَّ بِنَبِيِّكَ الأَطْيَبِ الأَطْهَرِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فَإِنَّ فِيهِ أُسْوَةً لِمَنْ تَأَسَّى، وعَزَاءً لِمَنْ تَعَزَّى .. وأَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللهِ الْمُتَأَسِّي بِنَبِيِّهِ، والْمُقْتَصُّ لأَثَرِهِ... قَضَمَ الدُّنْيَا قَضْماً، ولَمْ يُعِرْهَا طَرْفاً... ولَقَدْ كَانَ فِي رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)مَا يَدُلُّكُ عَلَى مَسَاوِئِ الدُّنْيَا وعُيُوبِهَا: إِذْ جَاعَ فِيهَا مَعَ خَاصَّتِهِ، وزُوِيَتْ عَنْهُ زَخَارِفُهَا مَعَ عَظِيمِ زُلْفَتِهِ. فَلْيَنْظُرْ نَاظِرٌ بِعَقْلِهِ: أَكْرَمَ اللهُ مُحَمَّداً بِذَلِكَ أَمْ أَهَانَهُ، فَإِنْ قَالَ: أَهَانَهُ، فَقَدْ كَذَبَ - واللَّهِ الْعَظِيمِ - بِالإِفْكِ الْعَظِيمِ، وإِنْ قَالَ: أَكْرَمَهُ، فَلْيَعْلَمْ أَنَّ اللهً قَدْ أَهَانَ غَيْرَهُ حَيْثُ بَسَطَ الدُّنْيَا لَهُ، وزَوَاهَا عَنْ أَقْرَبِ النَّاسِ مِنْهُ. فَتَأَسَّى مُتَأَسٍّ بِنَبِيِّهِ، واقْتَصَّ أَثَرَهُ، ووَلَجَ مَوْلِجَهُ، وإِلَّا فَلَا يَأْمَنِ الْهَلَكَةَ، فَإِنَّ الله جَعَلَ مُحَمَّداً (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)عَلَماً لِلسَّاعَةِ، ومُبَشِّراً بِالْجَنَّةِ، ومُنْذِراً بِالْعُقُوبَةِ. خَرَجَ منَ الدُّنْيَا خَمِيصاً، ووَرَدَ الآخِرَةَ سَلِيماً. لَمْ يَضَعْ حَجَراً عَلَى حَجَرٍ، حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ، وأَجَابَ دَاعِيَ رَبِّهِ. فَمَا أَعْظَمَ مِنَّةَ اللَّهِ عِنْدَنَا حِينَ أَنْعَمَ عَلَيْنَا بِهِ سَلَفاً نَتَّبِعُهُ، وقَائِداً نَطَأُ عَقِبَهُ )، نهج البلاغة،الخطبة 160.

    قال رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ( مَا لِي وَ اَلدُّنْيَا إِنَّمَا مَثَلِي وَ مَثَلُ اَلدُّنْيَا كَمَثَلِ رَاكِبٍ مَرَّ لِلْقَيْلُولَةِ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ فِي يَوْمِ صَيْفٍ ثُمَّ رَاحَ وَ تَرَكَهَا بحار الأنوار ، ج70، ص119.
    وقال (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ( مَا اَلدُّنْيَا فِي اَلْآخِرَةِ إِلاَّ مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ فِي اَلْيَمِّ فَلْيَنْظُرْ بِمَ يَرْجِعُ ؟)، مجموعة ورّام ، ج1،ص150.
    عَنْ أَبِي أُسَامَةَ زَيْدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : ( مَنْ لَمْ يَتَعَزَّ بِعَزَاءِ اَللَّهِ تَقَطَّعَتْ نَفْسُهُ حَسَرَاتٍ عَلَى اَلدُّنْيَا وَ مَنْ أَتْبَعَ بَصَرَهُ مَا فِي أَيْدِي اَلنَّاسِ كَثُرَ هَمُّهُ وَ لَمْ يُشْفَ غَيْظُهُ وَ مَنْ لَمْ يَرَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْهِ نِعْمَةً إِلاَّ فِي مَطْعَمٍ أَوْ مَشْرَبٍ أَوْ مَلْبَسٍ فَقَدْ قَصُرَ عَمَلُهُ وَ دَنَا عَذَابُهُ )، الکافي ، ج2، ص315.
    ومَن أتبع نظره ما في أيدي النّاس ” أي نظر إلى من هو فوقه من أهل الدنيا وما في أيديهم من نعيمها وزبرجها ، نظر رغبة وتحسّر وتمنّ “كثر همّه ” لعدم تيسّرها له ، فيغتاظ لذلك ويحسدهم عليها ، ولا يمكنه شفاء غيظه إلاّ بأن يحصل له ممّا في أيديهم ، أو يسلب الله عنهم جميع ذلك ، ولا يتيسّر له شيء من الأمرين ، فلا يشفى غيظه أبداً ، ولا يتهنّأ له العيش ما رأى في نعمة أحداً ، ولا يتفكّر في أنّه إنّما منعه الله تعالى ذلك لأنّه علم أنّه سبب هلاكه ، فهو يتمنّى حالهم ولا يعلم حقيقة مآلهم كما حكى الله سبحانه عن قوم تمنّوا حال قارون حيث قالوا:
    يا ليت لنا مثل ما أُوتي قارون إنّه لذو حظ عظيم ،لقولِهِ تَعَالَى :﴿ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ ﴾، سُورَةُ القَصصِ، الآية 80.
    فلمّا خسف الله به وبداره الأرض، قالَ تَعَالَى :﴿ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ ۖ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا ۖ وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ﴾، سُورَةُ القَصصِ، الآية 82 ، وانتفاء الخسف الظاهري بأهل الأموال والتجبّر من هذه الأمّة ، لا يوجب انتهاء الخسف في دركات الشهوات النفسانية ومهاوي التعلّقات الجسمانية ، والحرمان عن درجات القرب والكمال ، وخسفهم في الآخرة في عظيم النّكال وشديد الوبال ، أعاذنا الله وساير المؤمنين من جميع ذلك ، وسهّل لنا الوصول في الدّارين إلى أحسن الأحوال .
    ومَن لم ير أنّ لله عليه نعمة إلاّ في مطعم ” أي من توّهم أنّ نعمة الله عليه منحصرة في هذه النعم الظاهرة كالمطعم والمشرب والمسكن وأمثالها ، فإذا فقدها أو شيئاً منها ظنّ أنّه ليس لله عليه نعمة فلا ينشط في طاعة الله ، وإن عمل شيئاً – مع هذه العقيدة الفاسدة ، وعدم معرفة مُنعمه – لا ينفعه ولا يُتقبّل منه ، فيكون عمله قاصراً وعذابه دانياً ، لأنّ هذه النعم الظاهرة حقيرة في جنب نعم الله العظيمة عليه من الإيمان والهِداية والتوفيق والعقل والقوى الظاهرة والباطنة والصحة ودفع شرّ الأعادي وغيرها بما لا يحصى ، بل هذا الفقر أيضا من أعظم نعم الله عليه، لقولِهِ تَعَالَى : ﴿ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾، سُورَةُ النَّحلِ، الآية 18.
    عَنْ مُهَاجِرٍ اَلْأَسَدِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: ( مَرَّ عِيسَى اِبْنُ مَرْيَمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) عَلَى قَرْيَةٍ قَدْ مَاتَ أَهْلُهَا وَ طَيْرُهَا وَ دَوَابُّهَا فَقَالَ أَمَا إِنَّهُمْ لَمْ يَمُوتُوا إِلاَّ بِسَخْطَةٍ وَ لَوْ مَاتُوا مُتَفَرِّقِينَ لَتَدَافَنُوا فَقَالَ اَلْحَوَارِيُّونَ يَا رُوحَ اَللَّهِ وَ كَلِمَتَهُ اُدْعُ اَللَّهَ أَنْ يُحْيِيَهُمْ لَنَا فَيُخْبِرُونَا مَا كَانَتْ أَعْمَالُهُمْ فَنَجْتَنِبَهَا فَدَعَا عِيسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) رَبَّهُ فَنُودِيَ مِنَ اَلْجَوِّ أَنْ نَادِهِمْ فَقَامَ عِيسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) بِاللَّيْلِ عَلَى شَرَفٍ مِنَ اَلْأَرْضِ فَقَالَ يَا أَهْلَ هَذِهِ اَلْقَرْيَةِ فَأَجَابَهُ مِنْهُمْ مُجِيبٌ لَبَّيْكَ يَا رُوحَ اَللَّهِ وَ كَلِمَتَهُ فَقَالَ وَيْحَكُمْ مَا كَانَتْ أَعْمَالُكُمْ قَالَ عِبَادَةُ اَلطَّاغُوتِ وَ حُبُّ اَلدُّنْيَا مَعَ خَوْفٍ قَلِيلٍ وَ أَمَلٍ بَعِيدٍ وَ غَفْلَةٍ فِي لَهْوٍ وَ لَعِبٍ فَقَالَ كَيْفَ كَانَ حُبُّكُمْ لِلدُّنْيَا قَالَ كَحُبِّ اَلصَّبِيِّ لِأُمِّهِ إِذَا أَقْبَلَتْ عَلَيْنَا فَرِحْنَا وَ سُرِرْنَا وَ إِذَا أَدْبَرَتْ عَنَّا بَكَيْنَا وَ حَزِنَّا قَالَ كَيْفَ كَانَتْ عِبَادَتُكُمْ لِلطَّاغُوتِ قَالَ اَلطَّاعَةُ لِأَهْلِ اَلْمَعَاصِي قَالَ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِكُمْ قَالَ بِتْنَا لَيْلَةً فِي عَافِيَةٍ وَ أَصْبَحْنَا فِي اَلْهَاوِيَةِ فَقَالَ وَ مَا اَلْهَاوِيَةُ فَقَالَ سِجِّينٌ قَالَ وَ مَا سِجِّينٌ قَالَ جِبَالٌ مِنْ جَمْرٍ تُوقَدُ عَلَيْنَا إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ قَالَ فَمَا قُلْتُمْ وَ مَا قِيلَ لَكُمْ قَالَ قُلْنَا رُدَّنَا إِلَى اَلدُّنْيَا فَنَزْهَدَ فِيهَا قِيلَ لَنَا كَذَبْتُمْ قَالَ وَيْحَكَ كَيْفَ لَمْ يُكَلِّمْنِي غَيْرُكَ مِنْ بَيْنِهِمْ قَالَ يَا رُوحَ اَللَّهِ إِنَّهُمْ مُلْجَمُونَ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ بِأَيْدِي مَلاَئِكَةٍ غِلاَظٍ شِدَادٍ وَ إِنِّي كُنْتُ فِيهِمْ وَ لَمْ أَكُنْ مِنْهُمْ فَلَمَّا نَزَلَ اَلْعَذَابُ عَمَّنِي مَعَهُمْ فَأَنَا مُعَلَّقٌ بِشَعْرَةٍ عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ لاَ أَدْرِي أُكَبْكَبُ فِيهَا أَمْ أَنْجُو مِنْهَا فَالْتَفَتَ عِيسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) إِلَى اَلْحَوَارِيِّينَ فَقَالَ يَا أَوْلِيَاءَ اَللَّهِ أَكْلُ اَلْخُبْزِ اَلْيَابِسِ بِالْمِلْحِ اَلْجَرِيشِ وَ اَلنَّوْمُ عَلَى اَلْمَزَابِلِ خَيْرٌ كَثِيرٌ مَعَ عَافِيَةِ اَلدُّنْيَا وَ اَلْآخِرَةِ )،الكافي 2،ج ،ص 318.
    وَعَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سِنَانٍ وَ عَبْدِ اَلْعَزِيزِ مَعاً عَنِ اِبْنِ أَبِي يَعْفُورٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : ( مَنْ أَصْبَحَ وَ أَمْسَى وَ اَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ هَمِّهِ جَعَلَ اَللَّهُ اَلْغِنَى فِي قَلْبِهِ وَ جَمَعَ لَهُ أَمْرَهُ وَ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ اَلدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَكْمِلَ رِزْقَهُ وَ مَنْ أَصْبَحَ وَ أَمْسَى وَ اَلدُّنْيَا أَكْبَرُ هَمِّهِ جَعَلَ اَللَّهُ اَلْفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَ شَتَّتَ عَلَيْهِ أَمْرَهُ وَ لَمْ يَنَلْ مِنَ اَلدُّنْيَا إِلاَّ مَا قُسِّمَ لَهُ وَ مَنْ أَصْبَحَ وَ أَمْسَى وَ اَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ هَمِّهِ جَعَلَ اَللَّهُ اَلْغِنَى فِي قَلْبِهِ وَ جَمَعَ لَهُ أَمْرَهُ )، الكافي 2،ج ، ص 319.
    أكبر همّه ” أي قصده أو حزنه ” جعل الله الفقر بين عينيه ” لأنّه كلّما يحصل له من الدنيا يزيد حرصه بقدر ذلك فيزيد احتياجه وفقره ، أو لضعف توكّله على الله يسد الله عليه بعض أبواب رزقه ، وقيل:
    فهو فقير في الآخرة لتقصيره فيما ينفعه فيها ، وفي الدنيا لأنّه يطلبها شديداً ، والغنيّ مَن لا يحتاج إلى الطلب ، ولأنّ مطلوبه كثيراً ما يفوت عنه ،والفقر عبارة عن فوات المطلوب ،وأيضاً يبخل عن نفسه وعياله خوفاً من فوات الدنيا وهو فقر حاضر .

    وشتّت أمره ” التشتيت التفريق ، لأنّه لعدم توكّله على ربّه لا ينظر إلاّ إلى الأسباب ، ويتوسّل بكلّ سبب ووسيلة ، فيتحيّر في أمره ، ولا يدري وجه رزقه ، ولا ينتظم أحواله ، أو لشدة حرصه لا يقنع بما حصل له ، ويطلب الزيادة ولا يتيسّر له ، فهو دائماً في السعي والطلب ولا ينتفع بشيء ، وحمله على تفرّق أمر الآخرة بعيد.

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    ​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X