(تَبَّتْ):
تبّت يده: أي خسرت، قال الله تعالى: «وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ» [غافر/37]، يعني في هلاك، والتباب: الهلاك بالانقطاع، ومنه قوله تعالى: «تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ» [المسد/1]، أي خسرت بانقطاع الرجاء، ومنه تبًّا له، ومعنى تباب خسران.
وروي أن أبا لهب كان قد عزم على أن يرمي النبي (صلى عليه واله وسلم) بحجر، فمنعه الله من ذلك، وقال: تبت يداه للمنع، قال أبو لهب للنبي (ص): تبًّا لهذا من دين، فأنزل الله تعالى قوله: «تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ» والتباب الخسران، وجاء مجرى قوله كسبت يداه.
(إيلاف):
قال تعالى: «لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ {1} إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ {2} فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ {3} الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ» [قريش/4]، إيلاف: مصدر ألفَ (ألفة): أي جعله بألف، ينسجم ويأنس ويلتم، وجعل لإيلاف من المؤالفة وهي العهد والميثاق، إيجاد الألفة بين قريش وهذه الأرض المقدسة وهي مكة والبيت العتيق.
وكان هاشم بن عبد مناف صاحب إيلاف قريش الرحلتين، وأول من سنّها؛ وذلك أنه أمن لهم عصما من ملوك الشام، فتاجروا آمنين، ثم أن أخاه عبد شمس أخذ لهم عصما من صاحب الحبشة وإليه كان متجرهم، وأخذ لهم المطلب بن عبد مناف عصما من ملوك اليمن، وأخذ لهم نوفل بن عبد مناف عصما من ملوك العراق، فألفوا الرحلتين في الشتاء الى اليمن، والحبشة، والعراق، وفي الصيف الى الشام.
(الْفَلَقِ):
قال تعالى: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ» [الفلق/1]، الفلق: جبّ في جهنم، وقيل: انه الخلق؛ لأنه مفلوق، ومنه فالق الإصباح، وفلق الرأس بالسيف، وفلق الصبح بالضياء وقيل: هو ما يفرق، وجاء في بعض التفسيرات: انه صدع في النار في سبعين ألف دار. ويرى القمي (رحمه الله) هو جبّ في جهنم، يتعوّذ منه أهل النار من شدّة حرّه.
(غَاسِق):
قال تعالى: «وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ» [الفلق/3]، قيل المعنى: من شرّ الليل إذا دخله بظلامه، وقيل الغاسق كل هاجم بضرر كائنًا من كان. والغاسق هو الهاجم بضرره، وهو هنا الليل؛ لأنه يخرج السباع من آجامها، والهوام من مكامنها، وأصله الجريان بالضرر من قولهم: غسقت القرحة إذا جرى صديدها. والغساق: صديد أهل النار لسيلانه بالعذاب غسقا اذا جرى دمعها بالضرر في الخلق، والليل غاسق لجريانه بالضرر في إخراج السباع.