إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رَسولُ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)لا تُغضِبُهُ الدُّنيا وما كانَ لَها:

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رَسولُ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)لا تُغضِبُهُ الدُّنيا وما كانَ لَها:

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ ورَحَمُةّ الله وبُرَكآتُهْ

    قالَ أميرُ المؤمنين (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) في وَصفِ النَّبيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ( وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ خَاضَ إِلَى رِضْوَانِ اللَّهِ كُلَّ غَمْرَةٍ وَتَجَرَّعَ فِيهِ كُلَّ غُصَّةٍ وَقَدْ تَلَوَّنَ لَهُ الْأَدْنَوْنَ وَتَأَلَّبَ عَلَيْهِ الْأَقْصَوْنَ وَخَلَعَتْ إِلَيْهِ الْعَرَبُ أَعِنَّتَهَا وَضَرَبَتْ إِلَى مُحَارَبَتِهِ بُطُونَ رَوَاحِلِهَا حَتَّى أَنْزَلَتْ بِسَاحَتِهِ عَدَاوَتَهَا مِنْ أَبْعَدِ الدَّارِ وَأَسْحَقِ الْمَزَارِ )، نهج البلاغة ، الخطبة 185.
    وَتَجَرَّعَ فِيهِ كُلَّ غُصَّةٍ :-
    كما هو معلوم أنَّ النَّبيَّ(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) تعرض لكثيرٍ منَ المضَايقاتِ والتَعَديات مِنْ قِبَلِ المُشركينَ والمُنَافقينَ خلالِ الدعوةِ لِدينِ اللهِ لكنَّهُ لمْ يغضب ولمْ يستفزُ نحو الغضب وعليهِ :
    الغضب في اللغة نقيض الرضا، وهو السخط والشدة، ورجلٌ غضوب وغَضِبٌ, أي: سريع الغضب. وغضب عليه ، أي: احتدم وتتضرّم وثارت به الحفيظة، والغضب حالةٌ إنفعالية تعتري الإنسان فتحفّزُه علَى حبّ الاعتداء والانتقام
    وفي اصطلاح علماء النفس: هو انفعالٌ وتوتّرٌ نفسيٌّ، تصحبه متغيّرات فسيولوجية (بدنية)، تثيره دوافع داخلية، ومثيرات خارجية مادّية ومعنوية مؤذية، ويميل الفرد أثناء الغضب إِلَى العدوان، وقد ينغمس فيه بحسب الدرجة والموقف المتأزّم عبر صورٍ عديدة، منها :
    1- إيماءات جسدية، كتعابير الوجه وحركة اليد الدالة على السخط .
    2- لفظيّة, كتوجيه النقد الجارح، الإهانات، الهزء والسخرية، وما شابه ذلك .
    3-الاعتداء المباشر، والإيذاء الجسدي، وتهشيم الممتلكات .
    ويتفاوت الناس في التعبير عن الغضب بين الشدّة والضعف والاعتدال، بحسب أعمارهم وأجناسهم وشخصياتهم وقيمهم ومعتقداتهم وبيئاتهم التي يعيشون فيها ويتفاعلون معها، ودرجة نضجهم العاطفي والاجتماعي، وطبيعة الموقف اللازم والدوافع التي تقف خلفه .

    ينقسم إلى قسمين: غضبٌ ممدوح، وغضبٌ مذموم .
    أولاً: الغضب الممدوح: هو الغضب الَّذِي ينتظر إشارة العقل والدّين، فينبعث حيث تجب الحميّة، وينطفي حيث يحسن الحلم، وحفظه على حدّ الاعتدال هو الاستقامة الَّتي كلَّف الله تعالى بها عباده، وهو الوسط الَّذي وصفه رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)حيث قال: ( خَيْرُ اَلْأُمُورِ أَوْسَاطُهَا )، الفيض الكاشاني، المحجة البيضاء، ج 5، ص 299.
    ومن خلال الضوابط التي نصّ عليها التعريف نستظهر مصاديق الغضب الممدوح من غيره .
    كالغضب في سبيل الله، وللدفاع عن النفس والعرض والدين والشرف والوطن. فالغضب إن كان غضباً لله ولرسوله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وأهل بيته (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ)ولنصرة الدين وأهله، أو لانتزاع حقٍّ مغصوب، أو لرفع ظلم، أو للدفاع عن أرض المسلمين المستباحة من العدو، فهو غضبٌ محمود ومشروع وواجب عند تعيّنه، وهو ما تؤكّده جملة من الآيات والروايات .
    قالَ اللهُ تَعالَى في كتابهِ الكريمِ: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ﴾، سورة التوبة، الآية 73.
    وقالَ اللهُ تَعالَى: ﴿ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ ﴾، سورة الفتح، الآية 29.

    والغلظة والشدّة على أعداء الإسلام والأمّة من مصاديق الغضب المحمود الَّذِي لا ينبغي تركه, لأنّه انتصار للحقّ .
    وَقَدْ وَرَدَتْ أحاديثٌ منْ مصادر الشيعةِ بهذا الخصوص كَثيرةٌ مِنْهَا :-

    عن أمير المؤمنين (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) أَنَّه قال: ( كانَ النّبىّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) ، لايَغضَبُ لِلدُّنْيا ، فَاذا اغْضَبَهُ الْحَقُّ لَمْ يَعْرِفْهُ احَدٌ وَلَمْ يَقُمْ لِغَضَبِهِ شىءٌ حتّى يَنْتَصِرَ لَهُ )، بحار الأنوار ، ج 16 ، ص150.
    وقال (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) لأبي ذر رضوان الله عليه لمَّا أخرج إلى الربذة‌: ( يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ غَضِبْتَ لِله فَارْجُ مَنْ غَضِبْتَ لَهُ إِنَّ الْقَوْمَ خَافُوكَ عَلَى دُنْيَاهُمْ وَخِفْتَهُمْ عَلَى دِينِكَ... )، نهج البلاغة، ص 150.
    وتعلّمنا الشريعة السمحة أَنَّ من سمات المؤمن وأخلاقه الرساليّة إذا ما غضب للحقّ، وهبّ له بكلّ ما أُوتي من قوّة، أنْ لا يتجاوز غضبه إشارة العقل والدين، ولا يخرجه عن صوابه، وهو يبادر إِلَى إعمال فضيلة العفو عند المقدرة والصفح والحلم، بحسب ما تقتضيه طبيعة الموقف الَّذِي يواجهه، متأسّياً في ذلك بسيرة النبيّ الأكرم (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) .
    ومن الأمثلة على رجحان العفو ومطلوبيّته ما قام به النبيّ
    (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) من عفوه عن بعض أُسارى مكّة يوم الفتح، على الرغم مِمّا اقترفوه من جنايات بحقّ المؤمنين والدين, وذلك لمّا تشفّع لهم عددٌ من المسلمين .
    ولمّا سأل (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) قريشاً وقتئذٍ قائلاً: ( يا معشر قريش، ما ترون أَنِّي فاعلٌ بكم؟" قالوا: أخٌ كريمٌ، وابن أخ كريم. فقال (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ( اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاء )، بحار الأنوار، ج 21، ص 106.
    ثانياً: الغضب المذموم: وهو كيفيّة نفسيّة موجبة لحركة الروح من الداخل إِلَى الخارج، ومبدؤه شهوة الانتقام، وهو من جانب الإفراط، وإذا اشتدّ فإنّه يستر نور العقل، ويضعّف فعله، فلا تؤثّر الموعظة في صاحبه، بل تزيده غلظة وشدة .
    روى الشَّيْخ الكليني بإسناده إِلَى إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) يَقُولُ: ( إِنَّ فِي التَّوْرَاةِ مَكْتُوباً: يَا ابْنَ آدَمَ، اذْكُرْنِي حِينَ تَغْضَبُ أَذْكُرْكَ عِنْدَ غَضَبِي، فَلَا أَمْحَقُكَ فِيمَنْ أَمْحَقُ )، الكافي، ج 2، ص 304.
    الإمامُ عليٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)- في وَصفِ النَّبيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) -: ( ما انتَصَرَ لنَفسِهِ مِن مَظلِمَةٍ حتّى‏ تُنتَهَكَ مَحارِمُ اللَّهِ ، فيَكونَ حينئذٍ غَضَبُهُ للَّهِ تباركَ وتعالى مكارم الأخلاق ،ج1 ،ص 61 ، 55.
    قَالَ ‏الإمامُ الحسنُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : ( سَألتُ خالي هِندَ بنَ أبي هالَةَ التَّميميَّ - وكانَ وَصّافاً - عن حِليَةِ رسولِ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) ... فقال : ... لا تُغضِبُهُ الدُّنيا وما كانَ لَها ، فإذا تُعُوطِيَ الحَقُّ لَم يَعرِفْهُ أحَدٌ ، ولَم يَقُمْ لغَضَبِهِ شي‏ءٌ حتّى‏ يَنتَصِرَ لَهُ ، لا يَغضَبُ لنَفسِهِ ولا يَنتَصِرُ لَها )، الطبقات الكبرى‏ ،ج 1 ،ص 422-423.
    وَقَالَ الإمامُ الصّادقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : ( اِنهَزَمَ النّاسُ يَومَ اُحُدٍ عن رَسولِ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)، فغَضِبَ غَضَباً شَديداً ، وكانَ إذا غَضِبَ انحَدَرَ عَن جَبينَيهِ مِثلُ اللُّؤلؤِ مِن العَرَقِ )، الكافي ، ج 8 ، ص 110.
    وَوَرَدَ في مصَادرِ العامَّةِ أحاديثٌ بهذا الخصوصِ كَثيرَةٌ منْهَا:-

    عن عائشة : كانَ رَسولُ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) إذا ذَكرَ خَديجَةَ لَم يَسأمْ مِن ثَناءٍ علَيها واستِغفارٍ لَها ، فذَكرَها ذاتَ يَومٍ فحَمَلَتني الغَيرَةُ فقلتُ : لَقد عَوَّضَكَ اللَّهُ مِن كبيرَةِ السِّنِّ ! فرأيتُ رَسولَ اللَّهِ غَضِبَ غَضَباً شَديداً ، فَسَقَطتُ في يَدِي‏ ، فقلتُ : اللّهُمّ إنّكَ إن أذهَبتَ بغَضَبِ رَسولِكَ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) لَم أعُدْ بذِكرِها بِسُوءٍ ما بَقِيتُ .
    فلَمّا رأى‏ رَسولُ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) ما لَقِيتُ قالَ : كيفَ قُلتِ ؟! واللَّهِ لَقَد آمَنَت بي إذ كَفرَ النّاسُ ، وآوَتني إذ رَفَضَني النّاسُ ، وصَدَّقَتني إذ كَذَّبَنيَ النّاسُ ، ورُزِقَت مِنّي‏ حيثُ حُرِمتُموهُ .
    فغَدا وراحَ علَيَّ بها شَهراً . بحار الأنوار ،ج 16 ،ص 12 ،ح 12.
    صحيح مسلم عن عائشة : ما ضَرَبَ رَسولُ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) شيئاً قَطُّ بِيَدِهِ ، ولا امرأةً ولا خادِماً إلّا أن يُجاهِدَ في سَبيلِ اللَّهِ ، وما نِيلَ مِنهُ شي‏ءٌ قَطُّ فيَنتَقِمُ مِن صاحِبِهِ ، إلّا أن يُنتَهَكَ شي‏ءٌ مِن مَحارِمِ اللَّهِ فيَنتَقِمَ للَّهِ عَزَّوجلَّ . صحيح مسلم ،ج 4 ،ص 1814 ،ح 79.

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد

    احسنتم

    وبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    ​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X