إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

غير قابل للكسر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • غير قابل للكسر



    إكتساب العادات وتغييرها عملية مُعقدة وليس بالسهلة فإنك حتى تبني الجديد تحتاج لكي تهدم القديم فلا يصح البناء على الأنقاض

    المشهد الصباحي كان يقتصر بالعادة على فنجان قهوة وممارسة رياضة الركض لمدة نصف ساعة يحاول بها الاستعانة على بقية تفاصيل يومه مُعتقداً أن الرياضة الصباحية تُخفف التوتر وتزيد الانتاجية وتُقلل من أمراض القلب ! وحين بادرته بالسؤال من أخبرك بهذا؟ دكتوري فعل، فقد شدَّد عليَّ وأخبرني بـوجوب جعل ممارسة الرياضة عادة يومية من أجل صحة نفسية وجسدية أعلى وأنا اقتنعتُ بكلامه ومُنذ ذلك الحين وأنا أُمارس رياضة الركض كعادة صباحية! هذه كانت إحدى مشاهد الصباح التي يسعى بها لقتل ملل الروتين وملىء الفضاءات التي تجلب له التعاسة بحد قوله !. المشهد الثاني كان يحتوي صراعاً داخلياً يمتدُ لأجزاء من الثانية ! هل أسير بالمسار المُستقيم أم لا بأس بالسير عكس الإتجاه (رونك سايد) من أجل كسب بعض الدقائق خاصةً وأن هذا الطريق لا رقيب فيه ولا رجل مرور ولا حتى كاميرات! في كل مرة كان يدخلُ في هذا الصراع ويخرجُ منه منتصراً مخاطباً نفسه: هلك من لم يملك (واعظاً من نفسه). أما المشهد الثالث فقد كان حانياً لدرجة إنك تستشعرُ حنانه يحتويك بكل ما فيك من دهشة .. فقد فاجئتني وأنا أراها تحمل بين يديها الزاكيتين (نبتة خضراء) تبسمتُ بوجهها وأخبرتها ما هذا؟ كنا بطريقنا لزيارة إحدى صديقاتنا التي حل المرض ضيفاً خفيفاً عندها إن شاء الله ، قالت هذا شيء بسيط لسلامتها .. ومن أين أتيتِ بهكذا فكرة ، أنكِ تُهدينها نباتاً بدلاً من كيس حلوى كما إعتاد الجميع أن يفعل ؟ فقالت : وهل يصح أننا نُهدي (عادات سلبية) ؟ أليست الحلوى مُضرة بالصحة ؟ ثم كيف يمكن إهداء ما يضرُ بالصحة لروح تأنُ من المرض ؟ تتعدد مشاهد الحياة بتفاصيل لا تكاد تنحصر بين دفتيَّ ورق وحبر ونمارس باليوم الواحد مئات من العادات بعضها نفعلها دون وعي تحت سطوة العقل الباطن والأخرى بوعي ومجهود وقد يتناسى البعض خطورة عاداته وكيف إنها تصنع (ماهو عليه غداً).
    يقول المولى أمير المؤمنين علي أبن أبي طالب (صلوات الله وسلامه عليه) : وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يُحْصِيَ عَلَى نَفْسِهِ مَسَاوِيَهَا فِي الدِّينِ [وَفِي الرَّأْيِ] وَفِي الْأَخْلاَقِ وَفِي الْآدَابِ فَيَجْمَعُ ذَلِكَ كُلَّهُ فِي صَدْرِهِ أَوْ فِي كِتَابٍ ثُمَّ يُكْثِرُ عَرْضَهُ عَلَى نَفْسِهِ وَيُكَلِّفُهَا إِصْلاَحَهُ وَيُوَظِّفُ ذَلِكَ عَلَيْهَا تَوْظِيفًا مِنْ إِصْلاَحِ الْخَلَّةِ وَالْخَلَّتَيْنِ وَالْخِلاَلِ فِي الْيَوْمِ أَوِ الْجُمُعَةِ أَوِ الشَّهْرِ. فَكُلَّمَا أَصْلَحَ شَيْئًا مَحَاهُ وَكُلَّمَا نَظَرَ إِلَى مَحْوٍ اسْتَبْشَرَ، وَكُلَّمَا نَظَرَ إِلَى ثَابِتٍ اكْتَأَبَ وعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَتَفَقَّدَ مَحَاسِنَ النَّاسِ وَيَحْفَظَهَا عَلَى نَفْسِهِ وَيَتَعَهَدَهَا بِذَلِكَ مِثْلَ الَّذِي وَصَفْنَا فِي إِصْلاَحِ الْمَسَاوِئِ ..
    وأكاد أجزم يقيناً أن علماء التنمية والنفس لو إجتمعوا جميعاً على أن يأتو بمثل هذا الدستور السماوي في مراقبة النفس ومحاسبتها وبناء عاداتها الحميدة وإصلاح ما فسد منها لما إستطاعوا الاتيان ولو بكلمة ! فالمولى هنا يُدخلنا في مختبر علمي يجري تجاربه بكل دقة من أجل الوصول لـالهدف المرجو منا في هذه الدنيا !


    ​الكاتبة مروة ناهض-بتصرف
    من موقع بشرى حياة
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X