إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هؤلاءبناتي/كيف نقرأ التاريخ؟ قصة خولة الحنفية أنموذجاً زينب إسماعيل

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هؤلاءبناتي/كيف نقرأ التاريخ؟ قصة خولة الحنفية أنموذجاً زينب إسماعيل


    التاريخ ملغوم بتفاصيل مكررة ومواقف مكررة منقولة من بريد الى بريد، ومن (عنّ) الى (عنعنة) والمادة نفسها، فما نقرأ من التاريخ سوى ما ندركه بالبحث والتمحيص، سؤال أُثيرَ في محفل من محافل التاريخ ذهبنا اليه.
    ذكر الطبري في جملة من حروب الردة التي حصلت في السنة الثالثة عشرة: أن ربيعة بن بجير التغلبي، قام في جمع من المرتدين، قاتله خالد، وغنم، وسبي، وأصاب ابنة لربيعة نفسه سباها، وبعث بالسبي إلى أبي بكر، صارت ابنة ربيعة إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام)(1).
    هذه العبارة توهم المتلقي أن عليًا (عليه السلام) أخذ نصيبه من سبي اهل الردة، ليصل القصد المضمر الى مثواه بحيث يقال لو لم تكن تلك الحرب مشروعة لم أخذ علي (عليه السلام) من سبي تلك الحروب، والجميع يعرف تمام المعرفة أن القضية كانت لإنقاذ السبايا.
    والمشكلة أن الطبري نفسه يناقض نفسه، اذ يقول في مكان آخر: «إنّ خالداً (بعث بخمس الله إلى أبي بكر مع النعمان بن عوف بن النعمان الشيباني، وقسّم النهب والسبايا، فاشترى علي (عليه السلام) بنت ربيعة بن جبير التغلبي، فاتخذها، فولدت له عمر ورقية»(2).
    لقد تغيّر المعنى من أخذ الى اشترى، والشراء لا يعني إقرار مشروعية السبي بل بذل المال لإنقاذها، سأل رجل الباقر (عليه السلام عن خولة الحنفية كيف تزوجها الامام علي (عليه السلام) وقبل هديتهم، وهي من سبيهم ولم يخالفهم عن أمرهم، قال الباقر (عليه السلام): احضروا جابر بن عبد الله الانصاري ليشهد على الأمر، فشهد جابر (رضي الله عنه).
    سبوا بني حنيفة بعد قتل مالك بن نويرة من قبل خالد بن الوليد، وبينهم جارية مراهقة، نادت: السلام عليك يا رسول الله، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك عبده ورسوله، وأنك تسمع كلامي، وتقدر على ردّ جوابي، وإننا سُبينا من بعدك، ونحن نشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، ثم جلست.
    وثب رجلان من المهاجرين والأنصار، أحدهما: طلحة، والآخر: الزبير. فطرحا عليها ثوبيهما.
    قالت: ما بالكم يا معاشر العرب! تصونون حلائلكم، وتهتكون حلائل غيركم.
    فقيل لها: لمخالفتكم الله ورسوله حتى قلتم: إننا نزكي ولا نصلي، أو نصلي فلا نزكي.
    فقالت:ـ والله، ما قالها أحد من بني حنيفة، وإنّا نضرب صبياننا على الصلاة من التسع، وعلى الصيام من السبع، وإنّا لنخرج الزكاة من حيث يبقى في جمادى الآخرة عشرة أيام، ويوصي مريضنا بها لوصيه.
    لنركز على مهام ووظيفة هذه الكلمة التي تفتح أبواب التفسير لما حدث بالتأريخ ويقدم الصورة الحقيقية لهذه التشوهات التي لا نريد ان نبحر في مغزاها؛ كي لا نُتهم بأمور لا نقصدها، وانما نقصد قراءة صفحة من صفحات التاريخ.
    قالت: والله يا قوم، ما نكثنا ولا غيرنا، ولا بدلنا، حتى تقتلوا رجالنا وتسبوا حريمنا. ان كنتم على حق فلماذا أبيتم أن ترسلوا لنا عليًا (عليه السلام) ليقبض منا الزكاة، والله، ما رضي ولا يرضى، قتلت الرجال، ونهبت الأموال، وقطعت الأرحام، فلا نجتمع معك في الدنيا ولا في الآخرة. افعل ما أنت فاعله.
    : أقسمت بالله، وبمحمد رسول الله، إنه لا يملكني ويأخذ رقي إلا من يخبرني بما رأت أمي وهي حامل بي؟! وأي شيء قالت لي عند ولادتي؟! وما العلامة التي بيني وبينها؟! وإلا فإن ملكني أحد ولم يخبرني بذلك بقرت بطني بيدي، فيذهب ثمني، ويكون مطالباً بدمي.
    قال علي عليه (عليه السلام): أنا أخبرك؟!
    قالت: من أنت أيها المجتري دون أصحابه.
    قال: أنا علي بن أبي طالب.
    قالت: لعلك الرجل الذي نصبه لنا رسول الله (ص) صبيحة يوم الجمعة بغدير خم علماً للناس؟!
    فقال: أنا ذلك الرجل.
    قالت: من أجلك أصبنا، ومن نحوك أتينا، لأن رجالنا قالوا: لا نسلم صدقات أموالنا، ولا طاعة نفوسنا إلا إلى من نصّبه محمد (ص) فينا وفيكم علماً.
    فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن أجركم غير ضائع، وإن الله تعالى يؤتي كل نفس ما أتت من خير.
    قالت: ما العلامة بيني وبين أمي؟!
    قال: إنها لما وضعتك كتبت كلامك والرؤيا، في لوح من نحاس، وأودعته عتبة الباب ثم جمعت بينك وبين اللوح، فقالت لك: يا بنية، إذا نزل بساحتكم سافك لدمائكم، ناهب لأموالكم، ساب لذراريكم، وسبيت فيمن سُبي، فخذي اللوح معك، واجتهدي أن لا يملكك من الجماعة إلا من يخبرك بالرؤيا، وبما في هذا اللوح.
    قالت: صدقت يا أمير المؤمنين، فأين اللوح؟!
    قال: في عقيصتك.
    فعند ذلك دفعت اللوح إلى أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام)، ثم قالت: يا معاشر الناس، اشهدوا أني قد جعلت نفسي له عبدة.
    فقال (عليه السلام): بل قولي زوجة.
    فقالت: اشهدوا أني قد زوّجت نفسي كما أمرني بعلي (عليه السلام).
    فقال (عليه السلام): قد قبلتك زوجة.
    فلعن الله تعالى من اتضح له الحق وجعل بينه وبين الحق ستراً.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) تاريخ الأمم والملوك: ج3/ ص314، و(ط مؤسسة الأعلمي) ج2/ ص528، والكامل في التاريخ: ج2/ ص372.
    علي حسين الخباز, [١٤/٠٣/٢٠٢٢ ١٢:٥٩ م]
    (2) تاريخ الأمم والملوك ج3/ ص382 – 383، و(ط مؤسسة الأعلمي) ج2/ ص582 وراجع: إكمال الكمال لابن ماكولا: ج1/ ص194، والكامل في التاريخ: ج2/ ص399، والإصابة: ج4/ ص352.​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X