آراء كثيرة عن التعالقات الروحية (المحبة) من أول نظرة، لكن السؤال الذي أثارني: هل نفس الحالة ممكن أن تُطبّق على التقاطع السلبي (الكره)؟ وجدت مواضيع كثيرة جداً منشورة في الانترنت، أي أن هناك اهتمامًا كبيرًا بهذا الموضوع، نحن نستطلع الشباب في أماكن عملهم ولقاءات مباشرة وهذه حسنات الاستطلاع.
قبل أن نستطلع اتصلنا بالأستاذة (ساهرة مهدي الحجية/ باحثة في مجالات علم النفس) فقالت:ـ
«القضية مرتبطة بالنوايا، فحسن النوايا ممكن ان يفترض المودة في من يقابل، وسيء النوايا ممكن ان يفترض وجود المزايا السلبية، بعضهم يتعامل بالحدس، به يحب وبه يكره ومنه تصدر قائمة تحديد الميول وطبيعة التفكير يتأثر بلقاء عابر، وكثير منا يحدد مواقفه بالتجربة والتعايش السلمي.
كرار الصافي/ فنان مسرحي:
أنا لا أمتثل للمشاعر تجاه أي حكم لتقييم الانسان، لكني أدرك أن معظم الناس ينتابهم شعور بعدم الراحة حتى الضجر من اشخاص ووجوه ربما تكون مقبولة، من أين تأتي تلك المشاعر والبعض يعلن عن عدم الارتياح لفلان أو علان، هذه الاحكام بدون وجه حق، بدون تجربة تُطلق جزافا، هذه القضية المثارة مهمة جدا، أبارك للأخت الاعلامية هذا الاستطلاع وأراه مثمرًا؛ لكونه يحمل قضية حقيقية اتوقع انها ستتحول الى عادات سلبية وتقاليد تحكم على الشخصيات من منظور احادي المشاعر، وهذه تعد من الاخطاء الكبيرة.
علينا أن ننتبه لقضية اصدار الاحكام دون تمييز، ورؤية واضحة، وأن لا نحكم على الشكل والمظهر، بل نحترم العقل والقلب السليم، وأن نحذر اتخاذ موقف من النظرة الأولى.
ــــــــــــــــــــــــــــ
أميرة مزبان خضير/ معلمة:
كثير من الامور تقدر أن تجذب اهتمام الناس الى احترام الانسان، وترك انطباعات وجدانية عند الناس من خلال احترام النفس والاخرين والتواضع، بينما المغرور لا يمكن ان يمنحنا الارتياح فهو لم يكن اجتماعيًا ومظهره المتعالي يشعرنا بالنفور، فهو يرى نفسه فوق الاخرين، وأما طريقة كلامه واسلوبه الشخصي لها انعكاسات نفسية عند الناس منها: التقبل أو الاستياء، فمن يتمتع بأسلوب جذاب يأسر القلوب ومن اللقاء الاول، ومن لا يراعي مشاعر الناس ويلقي الكلام دون وعي أو تمحيص ليس له إلا الامتعاض ومن أول نظرة.
ـــــــــــــــــــــــــــ
خيري الخزعلي/ إعلامي - كاتب وفنان:
اعتبر التعرف على الاخرين نقطة تحول في الحياة، الحب والكره معيارا السعادة، ولهذا هو عصي التعريف، او حصر المفهوم من نمطية معينة، من الممكن أن تكتشف فجأة أن صلادتك لم تكن محقة، وما هي الا وساوس شيطان (لعنة الله عليه)، وللظروف مكامن في التقييم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هيام خضير عبد/ محاسبة:
النظرة الاولى عند الانسان المدرك تكون صائبة، ودائما يكون هذا الاحساس هو الاكثر صوابا، والتعامل يكشف الكثير من معلومات الاحساس الاول؛ لأن هذا الاحساس أساسه انعكاس لمقومات الشخصية المقابلة، من حيث الملامح التي بلغت دورًا كبيرًا في القبول مع وجود جمال الأخلاق وحسن التصرف.
اغلب الناي يمتلكون الاحساس المرهف والمتمثل بـ(الحاسة السادسة) القادرة على قراءة الانسان؛ لأن النفسية ممكن أن تحدد السلوك الخارجي ونظرات العيون والابتسامة التي هي من أهم سمات الارتياح.
الخلاصة:
فرحت جدًا بنتائج هذا الاستطلاع؛ لأن الشباب جميعهم لم يتحدثوا عن الكره بمعناه الصرف، وانما تحدثوا وعبروا عن دواخلهم النظيفة، العراقي من طبعه لا يعرف الحقد، وانما عبروا عن عدم الاستلطاف، وعن ثقل الدم، وهذا يكشف لنا طيبة من حاورناهم من الشباب.