الأرض من أعظم آيات الله الباهرة، نمرّ عليها ليلاً ونهاراً ونحن عنها معرضون، ولو عرفنا اليسير من منافعها
وطبائعها لتجلى لنا أنها الأم الحنون البارّة بنا التي ولدتنا وأرضعتنا من نعمها وخيراتها وما البشر إلّا غرس من
غرسها وشجرة نامية من أشجارها، أولدتنا على ظهرها وغذّتنا من منتوجاتها وتردّنا إلى أحشائها فلا يمكن
إحصاء خيراتها وهي أمّ المواليد الثلاثة (الجماد، النبات، الحيوان) وتحوطها العناية بالروافد الثلاثة (الماء،
الهواء، الشمس)، فهي الحياة وهي الممات وفيها الداء ومنها الدواء، نعم فهي ذات الآيات الباهرة، تستحق منّا
التكريم والتعظيم والتقديس، فالله عز وجل يعرف قدر الأرض فقال الله تعالى.. (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا )/ (النازعات:30)
يعني جعلها مبسوطة وكروية، وفي يوم الخامس والعشرين من ذي القعدة دحا الله الأرض من تحت الكعبة وكانت
على الماء، يُعدّ هذا اليوم من الأيام الزكية من الشريعة الإسلامية، وهناك روايات واردة عن الأئمة الأطهار
عليهم السلام لإحياء هذا اليوم والقيام بالأعمال المستحبة اللائقة بقداسته وعظمته من صوم وصلاة وغيرها من
الأعمال التي تقرّبنا من الله تعالى، فالإمام الرضا عليه السلام قال في (25) ذي القعدة: "صوموا فإني أصبحتُ
صائما" فهذا اليوم نُشرت فيه الرحمة ودُحيت فيه الأرض ونُصبت فيه الكعبة وهبط فيه آدم عليه السلام، فلذلك
يستحق منّا كلّ التقديس والتكريم.
فائزة عبد الأمير
تم نشره في المجلة العدد62
تعليق