إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

النماذج المقدسة وبساطة التكوين الشعري

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النماذج المقدسة وبساطة التكوين الشعري


    اعادة القراءة لمجموعة شعرية لابد ان ترسخ مفهوم الارتقاء الشعري الذي وظف الرؤية لصالح الفكر والوجدان الانساني واحتواء الرموز المقدسة فنيا من اجل تكثيف التأثير الشعوري الذي لايمكن اختزاله
    بماهية الاشتغالات الفردية اطلاقا لكونها امتلكت ارتباطات عامة بتغلغلها في اعماق الناس، وعلى مر الاجيال متوسدة الوعي العام، أثر تراث فاعل حي من خلال عدة اساليب تدوينية. ويرى بعض النقاد ان اللغة المضمرة، والاسلوب التأملي، قد يعرض النص الى تمزقات تأويلية متباينة، فأرى ان الاشتغال الولائي، والذي غايته تسليط الضوء على تلك النماذج من اجل (النمذجة) الولائية في هذه الحال لسنا بحاجة الى أدلجتها ضمن منظور قناعي معين، بل سيكون الانسب لأي مسعى ابداعي ان يحتويها ضمن لغة مباشرة مبسطة شمولية، وهذا هو الحاصل في مجموعة (قصائد في حب أم الشفيع) للشاعر المبدع عصام الحاج عباس الشمري الذي اتخذ عدة تنويعات فنية مختلفة؛ كاللوحات الخطية، ورسوم بيانية، وصور، وثلاث شهادات، منها شهادة الشاعر عادل حسن العبيدي:
    (لقد نسينا من لها الافلاك غنت وبطيب من سجايا قد شدا فيها عصام)
    والشهادة الاخرى من الشاعر بركان محسن القريشي:
    (أنت ام طالب وأبو مسلم ضناج أو جعفر الطيار للحق شافي)
    والشهادة الثالثة كانت عبارة عن مداخلة انطباعية للأستاذ عبد علي الشمري الذي أكد ما تعانيه المكتبة الاسلامية من افتقار لكتابات جادة تسلط الاضواء على هذه الشخصية العظيمة (فاطمة بنت أسد).
    ومن تلك التنويعات الاشتغالية التي قدمها عصام الحاج عباس في هذه المجموعة، ما هو عبارة عن مسانيد بحثية لنموذجه (أم الشفيع) أي في نصوص تحمل موضوعة وجودها الحياتي لتسليط الضوء على فاعليتها الانسانية. أي انه سعى لمديات السطوع العام لنموذجه الادبي تثمينا لدورها الاجتماعي المؤمن، فتمحور الجهد بعدة مقدمات نثرية منها تعريفية، ومنها شعورية:
    (آنه اهديت الك يا المهدي ها الديوان بحق أم الشفيع وشانها تقبله
    واترجاك بالله ومنزلتها عليك ردت تعذرني من الخطأ والزله)
    ثم قدّم نبذة مختصرة عن حياة نموذجه المقدس (فاطمة بنت اسد...ع) حياتهاـ زواجها ـ وفاتها ـ وقول النبي (ص) في حقها ومدونة زيارتها.. والغاية هي تحويل التدوين الابداعي الى منظومة سلوكية لا تحتاج بطبيعتها الى شفرات شعرية ضخمة، ولا الى تورية وايحاء ورمزية. فدلائل النموذج المعروض تنتمي الى واقعية التاريخ، والاشتغال الفني كان عبارة عن احتواء ايماني عبر نص مفتوح، تحدث كاتبه عن مولد الامام علي (ع) ومقدمة اخرى عن رؤيا إحدى الصالحات لأم البنين وهي تعتب على نسيانها:
    (آنه أم الشفيع اللي نسيتوني ليش ابها المجالس ما ذكرتوني)
    من أقل حسنات هذه المجموعة؛ انها تحمل نموذجها المبارك لذاكرة الناس رشادا، حيث يقول في قصيدته القريضة:
    أم الشفيع لنا الشفيعة في غدِ في حبها حتما افوز بموعدِ
    هذا هو الحب الحقيقي الذي الهمته من يوم أول مولدِ
    ولأن النموذج المعروض، يمتلك روابط تواصلية مع نماذج كثيرة، تواصلت رموزها في المتن الشعري كالنبي (ص) والامام علي (ع) حواء، أم موسى، سارة، آسيا، مريم، فاطمة الزهراء، جعفر الطيار، والكثير من تلك الرموز المقدسة ساعيا الى فتح قناة تواصلية مباشرة مع المتلقي:
    (يا المحب واسي الشفيعة ابها المجالس والمآتم
    يا المحب وأذكر مصائب عترة الهادي الاكارم
    أو عن لسان الشيعة أكلها عظم الله اجرج يفاطم
    عهد للباري نطينه أبحب علي حامي الحميه)
    وهل ثمة احتياج يبقى للمحسنات البديعية والجمالية أمام هذا الزخم الولائي الذي توجته البساطة وعيا وولاء...​

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    ​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X