علي حسين الخباز
المحور الثالث - آراء:
- حضور القصة العراقية عربيًا؟
القصة موجودة قبل اكتشاف الكتابة، حيث كانت تتناقل شفويًا، وأقدم بلد في كتابة القصة هو مصر عربيًا، وهناك اسماء خلدها التاريخ، منهم: نجيب محفوظ، ويوسف ادريس، ويوسف السباعي وغيرهم.
ومن اهم كتاب القصة في العراق: نجم والي، ولؤي حمزة عباس، ومحمد خضير، وحسن بلاسم، وعلي بدر، واحمد السعداوي، يظهر كتاب العراق براعة ادبية، وتعدد الاستخدامات، وتنقل بين الانواع، وتعد ثورة ادبية في تأليف؛ لتصل الى العالم، لنشهد جيلًا ينافس كبار كتاب القصة في العالم العربي، ويحصد الجوائز، ومن امثالهم: القاص علي عبيد، وجائزة الطيب صالح وارد بدر سالم جائزة كتارة من الملتقى الكويتي ضياء الجبيلي.
- مفهوم القصة القصيرة جدا؟
فن قديم عرف عند العرب في القرآن الكريم وهو سرد واقعي أو خيالي لأفعال قد يكون نثرا أو شعرا يقصد به إثارة الاهتمام والإمتاع أو تثقيف السامعين أو القراء وهي على انواع منها: القصة القصيرة جدا جدا والقصة القصيرة جدا، والقصيرة والقصة الطويلة.
وتمتاز القصة بعناصر مهمة ان تحققت داخل القصة اكتملت عناصرها ومن هذه العناصر هي: الفكرة والحدث والعقدة او الحبكة والقصة والشخوص، وحديثا دخل العنوان كعنصر من عناصر القصة. كما هناك قصص ذات نهايات منتهية او مغلقة واخرى ذات نهايات مفتوحة والتي استخدمتها كثيرة في قصصي وميزتها انها تجعل المتلقي يضع النهاية بنفسه وكما يؤول هو.
- المسرح الحسيني؟
بشكل عام المسرح موجود وفن راق من الفنون وهو وسيلة من وسائل ايصال الافكار بعد التلفزيون والسينما وهو اقدم كثيرا من باقي الفنون اما المسرح الحسيني يعتقد بعضهم انه من الفنون المسرحية الحديثة الا ان المسرح الديني موجود قديمًا، بل هو اساس المسرح، لكن التسمية فقط هي التي جاءت متأخرة وحديثة، لكنها تثبت حضورها على الساحة ويتطلب منا تقديم الدعم لها عبر توفير المكان والمعدات والتشجيع الا ان فرقا كثيرة مسرحية وفنانين لهم القدرة على اقناع المقابل وايصال المواضيع المختلفة للناس.
كما اعتقد أنه لو قُدّمَ عرض مسرحي بطريقة مناسبة وحديثة حول قصة الامام الحسين(عليه السلام) ورسالته في الدول الاجنبية للاقى رواجا وقبولا كبيرين، وهذا الامر يحتاج إلى عمل جدي.
- حرية الصحافة؟
بعد تجربة اقول: نعم حرية مطلقة في الكتابة، لكن هذه الحرية غير حقيقية ينتابها التوجه والميول واحيانا تتأثر بالمجاملة والمحاباة لم اجد مقالا او تحقيقا صحفيا حول مشروع من المشاريع المتوقفة او ما يتخللها من امور فساد لم اجد مقالا يقدم ادلة حول الفساد وهو مستشرٍ جدا وواضح وضوح الشمس.
وجدت أغلب اللقاءات لمسؤولين في الدولة تتمحور حول إظهار اعمالهم وافعالهم اليومية ونحن نعلم بأن معظم الصحف والقنوات الاعلامية تابعة لجهة ما وممولة، لذلك يكون التوجه على حسب رؤى تلك الجهة.
كتبت في معظم الصحف ووضحت الكثير لم اجد المصغي بل كنت خائفا مرعوبا من قول الحقيقة كما حولت عمل الوكالة التي اسستها وعملت اكثر من اربع سنوات في العمل الادبي مبتعدا عن السياسة وحريتها حتى انتقلت الى كتابة القصة وترك العمل الاعلامي.
- دور الثقافة الكربلائية؟
للمثقف والثقافة دور مهم جدا في جميع الاصعدة ونجد اليوم في كربلاء اعدادا كبيرة من المراكز الثقافية وانا وثقتها في كتاب (أروقة الثقافة) تلك المراكز التي استضافت ادباء وطرح نتاجهم الادبي كما تشهد كربلاء حركة ثقافية خاصة في شقيها الديني والادبي الثقافي وهي تستحق ان تكون عاصمة الثقافة الادبية والدينية وهنا يكمن دور المثقف.
تعرض العراق للكثير من الهجمات الاعلامية لتتكون لدى المتلقي افكار مختلفة ومشوشة حول الوضع السياسي والديني مما يستوجب ان يقف المثقف العراقي وقفة جادة في تصحيح هذا المسار كما كان لهم دور في حرب داعش، ونحن نمر اليوم بفتن كثيرة لابد لنا ان نقف وقفة جادة في توحيد الخطاب العراقي الموحد
- أخلاقيات الاعلام؟
علي حسين الخباز, [١٠/٠٣/٢٠٢٢ ٠١:٠٧ م]
للإعلام أخلاقيات وثوابت حالها حال المهن الأخرى الطبيب والمعلم والمحامي يتعامل من خلالها كل من موقعه ومن يعبر عن المؤسسة الإعلامية هو الإعلامي ذاته؛ لأنه عنوان لتلك المؤسسة ويمثلها كذلك الإعلامي يمتهن الإعلام لكن يعمل على حسب ما تريد تلك المؤسسة التي ينتمي إليها ليست معادلة بل واقع من خلاله يمكن ان نحصل على أحقية الكسب المادي للإعلامي؛ لأنه يمتهن المهنة التي يكسب عيشه منها ويتسلح بأفكارها وما تريد ان تروّج وليس عليه ذنب او غبار فمثلا نحن نعتبر إسرائيل ليست دولة، بل عدو طامع محتل لكن لديهم مؤسسات إعلامية تعمل بمهنية وتتصف بأخلاقيات الإعلام لكن بالنسبة لنا هي عدو وإعلاميوهم يعملون على حسب الكفاءة المهنية وليس على حسب الدولة عليه ليس على الإعلامي اي شائبة او ضباب فيما يقدم من إنتاج سواء كان مع الحكومة او الضد او الحياد لكن نقف عند المؤسسة التي يعمل عندها او بها وهناك فرق بينهما وهنا أيضا أبواب فالمؤسسة تحتاج الى تمويل مالي وطبعا معظم المؤسسات تُموّل من أشخاص او من الدولة فإذا كانت من أشخاص فإنّ ما يُطرح يمثل الشخص الممول وأفكاره بأنواعها السلبية او الإيجابية وأما ان كانت من الحكومة فإن تلك المؤسسة تعمل على نظام حكومي بحت وعلينا ان نفهم بأن الدولة يجب ان تكون لها مؤسساتها ويجب ان ترتقي الى مفهوم أخلاقيات الإعلام في أدائها وعدم التسييس باتجاه معين.
- تكريم مبدع؟
ظاهرة حضارية وحافز مهم واعتقد أنه مغيب قليلا من الجهة الحكومية لكن على مستوى مؤسسات فهو موجود ويعتمد على الامكانات المحدودة واحيانا نجد الكفة تميل نحو معارف واصدقاء المؤسسة لكننا مع تكريم المبدعين بشكل اوسع وهذا التكريم يعد حافزا ومشجعًا.
- فاعلية المراكز الثقافية وتأثيرها على المسيرة الابداعية؟
ليست كربلاء كبيرة المساحة لكنها كبيرة بمثقفيها وعلمائها تنتشر بين مركزها ونواحيها وأقضيتها المراكز الثقافية والجلسات الادبية التي تعج بها صفحات الفيس بوك والمواقع الثقافية والصحف والمجلات.
لكربلاء خصوصية وخاصة في مجال الثقافة حيث تمتزج فيها كل العروق؛ لأنها محط ترحال كل البلدان ومن كل المحافظات لتتنوع بين بصري وذي قاري وبين بغدادي وحتى المناطق الغربية والشمالية والجنوبية لتكون فروعا يانعة تبزغ من كربلاء.
كما تجد الفرق المسرحية التي تزداد يوما بعد اخر وتبرز على الساحة الكربلائية كما تنتشر الفرق التطوعية والتي تنمي الشارع الثقافي بالإبداع الشبابي وفرق التصوير الفوتوغرافي والفن التشكيلي واتحاد الخطاطين في كربلاء.
المحور الرابع - المحور التنظيري:
- تحديد فترة النضوج الابداعي اعلاميا؟
لا يمكن تحديد فترة للنضوج الابداعي في كل المجالات وليس فقط في الاعلام مهما قلنا نحن نعرف ونتمكن الا اننا نكتشف الجديد دائما ونسعى للنضوج الابداعي بين المحاولات هناك مسيرة طويلة مدعومة بتراكم الخبرة عن طريق التصحيح والمطالعة والبحث.
- حضور التجمعات الادبية قادرة على خلق مبدع؟
جزء مهم جدا من المعرفة وهو الاستماع واعتقد انا وتجربتي مثل حي حيث صقلت موهبتي القصصية عن طريق الحضور المستمر للندوات الثقافية وهي كانت الحافز لتقديم والعطاء والتنوع في الصيغة الواحدة لطرح الفكرة كذلك التعرف على خبرات من هم قدماء في مجال الادب والخوض في مجمل العناوين الثقافية بين المسرح والفن التشكيلي والرواية والشعر والقصة كذلك فن الحديث والخطاب ليس فقط المراكز الثقافية مهمة للمتلقي بقدر اهميتها للمحاور او الضيف.
- تنوع النشاط الابداعي حين يعد عيبا؟
يشكل الكثير على متعدد المواهب مثلا شاعر يكتب رواية ويكتب في المسرح والقصة وكذلك هو ناقد، او يجمع بين الاعلام والادب وانا اقول والكثير ايضا معي في هذا التصور: مهما ابدعت في تعدد المواهب الا انك تتميز في نوع واحد والتمسك به وتطويره وتقديمه بشكل اجمل وافضل، في احدى الجلسات احتار المقدم في تقديم الاديب بين الشعر والرواية والصحافة، لكنه امتهن الاعلام والصحافة كمهنة، اما كتابة الرواية فقد ابدع فيها واصبح من الاسماء الكبيرة لذلك التنوع يشوش على الاسم والنتاج.
- التجربة التوثيقية بين الاسماء والمنجز؟
لدينا في العراق عامة وكربلاء خاصة اسماء كبيرة تستحق التوثيق وكنت اوثق الجلسات وكذلك عملت لقاءات وحوارات عديدة انتجت ثلاثة كتب حوارات (زبد الايام) الجزء الاول والثاني، و(عطاء الايام) ومخطوطة الكتاب الرابع اعتقد تجربة مهمة تستحق العناء والمجهود والمال تلك الكتب الثلاثة كلفتني مبلغا كبيرا قطعته من عائلتي من اجل ان اوثق هذه الاسماء وعسى ان تكون مصدرا للباحثين وتاريخا مهما لحقبة معينة من الزمن.