إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قراءة متأخرة في كتاب علي حسين الخباز

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قراءة متأخرة في كتاب علي حسين الخباز


    دراسة الواقع الديني والاجتماعي، ورصد الظواهر من قبل متخصص بالدراسة الحوزوية، مثقف وشاعر يدرك معنى الجوهر الثقافي المرتكز لمناقشة الظواهر الاجتماعية المرتبطة بالرؤى الدينية في كتاب (وذلك اضعف الايمان) للأستاذ ابراهيم بو شفيع.
    قراءة متأخرة لإصدار، وقع الاهداء بتاريخ (3/4/2015م) يجعلني اقف تماما امام امتدادات الرؤى الفكرية عبر اسلوبية كتابة المقال الذي يعده احد مظاهر الوعي الثقافي لدى الشعوب الحديثة.
    السؤال هو: لماذا المقال؟ وهل تستوعب المقالة الافكار؟ يعرفنا الكاتب ابراهيم بو شفيع بأن المقال له ميزة اختزال افكار كثيرة في كلمات قليلة متاحة للجميع، يمكن لي ان اسميها مقالات بحثية؛ كونها تلج العمق الادراكي لقيم الظاهرة وطرحها بوجهات نظر متنوعة لينال بهذا التنوع مؤثرا قويا للتعالق مع رؤى المتلقي، فهو تناول الظواهر بطرح غير مألوف.
    لا قوة تستطيع كما يرى في مقدمته ان تغير قناعاتنا أو عاداتنا الاجتماعية أو الدينية او الفلسفية بل لابد من حراك فكري يحلل ما يستنكره او يعضد ما يراه فهو يناقش ظاهرة التعامل المجتمعي مع القرآن الكريم، امرنا الله سبحانه تعالى التدبر فيه والتمعن في اياته، حتى ان طول النظر في القرآن يجلو البصر، ويكشف عن الحالات التي يتعامل بها المجتمع اليوم مع القرآن الكريم.
    ارى ان المقال بالنسبة الى الاستاذ ابراهيم بو شفيع هو رسالة مباشرة قادرة على الوصول بأقرب الوسائل الاسلوبية، يلتزم بعضهم بالقرآن في امور ظاهرية مثل: دفع العين والحسد والاستخارة وجعله ديكورًا ولبعض العلاجات الروحية في الفواتح والمآتم وفي شهر رمضان بعدّه كواجبات مدرسية!! هيمنة الصوت التحليلي داخل المقال يعطي طابع التفرد ليخلق عبر الموائمة مع القصدي، فهو يشخص الظاهرة ليكون هو المرآة العاكسة للمجتمع.
    يعيبون علينا عدم حفظ القرآن وتناسوا اننا من اكثر المذاهب التي درست وتعمقت فيه وتجاوزت مجرد حفظ اللسان الى عمقه الروحي والتفسيري والتأويلي والعرفاني، فلدينا التفاسير المشهورة والدراسات القرآنية التي لاتكاد تحصى.
    سعى الشيخ بو شفيع الى دراسة الظاهرة، والممارسات السلوكية ودراسة الرموز المقدسة ودلالاتها وتأثيراتها المجتمعية الكونية عبر التحليل والتشخيص الدقيق فهو يرى أن مولاتنا الزهراء (عليها السلام) ليست مجرد امرأة عادية بل لها من التجاذبات بين عالم الشهادة وعالم الغيب ما يجعلها ذات محورية خاصة في حياة المعصومين، فهي امرأة لم تمر في رحلة الاصلاب والارحام وانما هبطت مباشرة من جنة الخلد تفاحة تكونت في صلب النبي(ص) وترائب خديجة (عليها السلام).
    ان الله سبحانه تعالى عقد قرانها على امير المؤمنين وكان رسول الله (ص) يقبل يدها، كان نصيب الامام علي (عليه السلام) ان يكون ميزانًا لتمييز الايمان من النفاق، اما الزهراء (سلام الله عليها) كان نصيبها ميزان عمق الايمان من سطحيته في قلب المؤمن.
    يقول الامام الحسن العسكري (عليه السلام): «نحن حجج الله على خلقه وفاطمة حجة الله علينا»، والامام الحجة (عليه السلام) يقول: «وفي ابنة رسول الله (ص) لي اسوة حسنة».
    وقالت مولاتي الزهراء في خطبتها الفدكية: «وامامتنا امان من الفرقة». الكتاب متنوع وله عدد من المحاور المهمة في حياتنا الاجتماعية ففي محور الانشاد الحسيني يرى انحرافا في خط الامام الحسين (عليه السلام)، من حيث الاطوار والالحان والمؤثرات الصوتية الصارخة والموسيقى وتحولت بعض القصائد الحسينية الى منابر سياسية وتحليلات وانتقادات ينبغي ان تكون القصيدة الحسينية للحسين (عليه السلام) ومقالاته.
    يطرح الكاتب (ابراهيم بو شفيع) اسئلة تؤدي الى خطابات كمفاهيم تحليلية تنطلق من معالم الاسئلة؛ كونها تحمل مقومات البحث، فكم منا قرأ نهج البلاغة؟ وكم منا قرأ رسالة الحقوق والصحيفة السجادية للامام زين العابدين، وحتى الذي قرأ هل طبق ما قرأ في سلوكيات سيرته اليومية؟ يقول الامام الباقر (عليه السلام): «انما شيعتنا من اطاع الله عز وجل»، فهل نحن منهم؟ كتاب اذا اردنا ان نتأمل في فصوله واجزائه لكنا بحاجة الى مجلدات لأهمية ما يعرضه الكتاب، كتاب مهم ومبارك ولو انها كانت قراءة متأخرة من صدى الروضتين.




المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X