كتب في احدى مدوناته علمني الحسين عليه السلام ان لا اموت وسأعيش بعد موتي الى الأبد.
دخل الروح صديقا يحمل كل مواريث الخلود وكنا نعرف ان له في احداق الحياة تاريخ صوت لا يزول لهذا سنعرفه للناس هو الشاعر الحسيني الحاج عبد الرزاق عبد الحميد السنيد / ال غزي
في ذاكرة الروح تجده حاضرا حين قرأ لنا في صدى الروضتين
حـــــب الامام نـــعمة ووئام
وبها سما التوحيد والإسلام
ولد الرضا وهو الولي امامنا
فيه الرسالة قوة وســــلام
سنحاول أن نكتب مثلما كتبوا عنه لكن بالتأكيد لن نرثيه مثلما يفعلون واذا بكيناه سنبكيه دون بكاء.
منذ وقت مبكر اكتشفوا فيه بياض نصرة ترتقي اوانها ارتقى منابر سوق الشيوخ عام 1958 وكان يقرأ في طقوس الجراح الندية المقتل الحسيني وراح يذوب عشقا في أجواء (يا ليتنا كنا معكم) تصحو القصيدة في رؤيا حضوره الى صدى الروضتين وهو ينشد لنا في محكم هذا الحضور الابهى:
نور الامامة في جبينك يسطع
انت الوصي وحبنا لك يتبع
في مولد حارت عقول ذوي النهى
فيه المعاجز والملائك تطلع
يقول المدون أشياء طبيعية فمثل هذا الطائر الحسيني الحنون لا بد ان يتابعوه ليخنقوا صوته فنفوه بحجة الوظيفة معلما يقطن منفاه 18 عاما هو يحلم ان يكون صرحا من صروح الطف وصوتا يوقظ كل سبات ولهذا منعته السلطات من الخطابة وممارسة أي نشاط حسيني خشية او توقظ صحوته سباتهم العتيد وهو الذي يقول:
تجدد العهد للسبط الشهيد بها
وجده وابيه الطهر حادينا
يرى في احد تصريحاته: ان الانتفاضة الشعبانية في العراق ظلمت من قبل الكثيرين والجميع يعلم انها رفعت الرؤوس عاليا كسرت طوق الخوف عند الناس وزرعت الخوف في ازلام القمع الحزبي وإبراز الرفض الشعبي لأنظمة الحزب وقادتهم عرف العالم من خلالها ما نعيش من المآسي.
ويرى رحمه الله انها كشفت الجرائم واساليب القمع والإرهاب والتعسف والحروب وإبراز أهمية المعارضة هي امتداد لتاريخ الجهاد الشعبي العراقي في ثورة العشرين.
كنا نقرأ في عينيه ما تبقى من كلام , هل يدرك الوجد حديث الصمت ؟ ام هو لا يجيد سوى الكلام كل ما يأتي ليزور يمر بنا لتنفتح المديات على فسحة نور :
في كل يوم نشتكي من حاكم
قتل النفوس بظلمة يتبارى
يا سيدي عجل ظهورك مرحبا
كم فتنة ومصيبة اطوارا
بعد خمس سنوات في رفحاء طلب اللجوء الى السويد مارس الخطابة الحسينية والشعر لديه 22 مؤلفا كانت لدى صدى الروضتين مجموعة مخطوطات لم ننتفع منها لصغر حروفها واندماجها بخط رائع لذلك سلمنا المخطوطات لعائلته في العراق.
تعودنا ان نلتقيه في كل مناسبة يزور بها كربلاء كيف لنا ان نلتقيه اليوم وما يؤلم انه زارنا ليودعنا قبل رحيله بايام وانشدنا:
شعائر الدين احياء لشرعته
وكربلاء نصرة للحق تحيينا
مقياسنا لرضا الرحمن غايته
ان فجرونا فموت الفخر يأتينا
راياتنا نشرت لا خوف ولا وجل
والله ناصرنا نحن الموالينا
ندعو الله ان ينصره في اخرته وله من صدى الروضتين وقرائها سورة الفاتحة.