تويت
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
السَلآْم عَلْيُكّمٌ ورَحَمُةّ الله وبُرَكآتُهْ
اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
السَلآْم عَلْيُكّمٌ ورَحَمُةّ الله وبُرَكآتُهْ
قال أمير المؤمنين (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): ( وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُه ورَسُولُه الَمْجُتْبَىَ مِنْ خَلَائِقِه.. والْمُصْطَفَى لِكَرَائِمِ رِسَالَاتِه )،نهج البلاغة ،الخطبة: 178، ص257.
قَالَ اللهُ تَعالَى : ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ﴾، سُورَةُ الفَتحِ ،الآية 29.
وَقَالَ اللهُ تَعالَى: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِين رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾، سُورَةُ التَّوبَةِ ،الآية 128.
وَقَالَ اللهُ تَعالَى :﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلهُكُمْ إِلهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ) الكَهفِ ،الآية 110.
وَقَالَ اللهُ تَعالَى :﴿ يَا أَيُّهَا النِّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * ودَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً ﴾، سُورَةُ الأحزاب، الآيتان 45-46.
وقد دلت الادلة النقلية المؤيدة بالعقلية ان نبينا صلى الله عليه واله نبيا لكل العوالم بل لجميع من دخل عرصة الامكان وتستقي الموجودات منه كل بحسبه ، كل يمد اليه كف مفتقر ،
فلابد والحال هذه ان تكون اسماءه بعدد ذرات الموجودات إذ ان لكل موجود جهة امداد يستمد منها وجوده وبقاءه وهذه الجهة هي اسمه صلى الله عليه واله باعتبار ان جميع المخلوقات لا تصل الى الله الا بواسطته (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) لذلك تعددت اسمائه واختلفت معانيها واثارها ،
ونحن هنا سوف نقصر الكلام على ما وردت به النصوص في تعدد اسمائه واثارها ومنها يعرف ما قدمنا:
لما كان الواضع هو الله كما هو مقرر في الحكمة بدليل النقل لقوله تعالى ( وعلم ادم الاسماء كلها) كان لابد ان يشتق اسم النبي(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) من اسم الله سبحانه لأنه لم يكن غيره شيئا ليشتق منه إلَّا باريه .
ويدل عليه اخبارا كثيرة منها ما عن ابي ذر قال : سمعت رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وهو يقول : ( خلقت انا وعلي من نور واحد-الى ان قال- :وشق لنا اسمين من اسمائه ، فذو العرش محمود وانا محمد ، والله الاعلى وهذا علي )، معاني الاخبار، ص 56، ومنها عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جده (عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ) قال : ( قال رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) ان الله تبارك وتعالى شق لي اسماً من اسمائه , فهو محمود وانا محمد )، معاني الاخبار ص 155، وفي خبر الاشباح التي رآها ادم (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) قال الله تعالى : ( يَا آدَمُ،هَذِهِ أَشْبَاحُ أَفْضَلِ خَلاَئِقِي وَ بَرِيَّاتِي،هَذَا مُحَمَّدٌ،وَ أَنَا الْمَحْمُودُ الْحَمِيدُ فِي أَفْعَالِي،شَقَقْتُ لَهُ اسْماً مِنِ اسْمِي،وَ هَذَا عَلِيٌّ،وَ أَنَا الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ،شَقَقْتُ لَهُ اسْماً مِنِ اسْمِي )، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):102/219.
وبعد ان تم اشتقاق الاسم اظهره تعالى للعوالم والموجودات فظهر في كل زمان وعرفه كل نبي لامته ، ليتم البيان وتبلغ الحجة ويكمل كل موجود ما له ويصل كل ذي حق حقه ،قال أمير المؤمنين (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): ( مكتوب على قائمة العرش قبل أن يخلق الله السماوات والارضين بألفي عام لا إله إلا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله فاشهدوا بهما وان عليا وصي محمد (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) )، تفسير القمي،ج 2،ص 417 ، و بعد ان كان اسما واحدا لاستغراقه في بحر الوحدة ،ولمقتضى عالم الكثرات وتعدد جهات التعلقات تعددت اسمائه .
فقدْ وَرَدَعنْهُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : ( أنا أشبَهُ النّاسِ بآدَمَ ، وإبراهيمُ أشبَهُ النّاسِ بِي خَلقُهُ وخُلقُهُ ، وسَمّانيَ اللَّهُ مِن فَوقِ عَرشِهِ عَشرَةَ أسماءٍ ، وبَيَّنَ اللَّهُ وَصفي ، وبَشَّرَني على لِسانِ كلِّ رَسولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ إلى قَومِهِ ، وسَمّاني ونَشَرَ في التَّوراةِ اسمي ، وَبَثَّ ذِكري في أهلِ التَّوراةِ والإنجيلِ ، وعَلَّمَني كِتابَهُ ، ورَفَعَني في سَمائهِ ، وشَقَّ لِي اسماً مِن أسمائهِ ، فسَمّاني مُحمّداً وهُو مَحمودٌ ، وأخرَجَني في خَيرِ قَرنٍ مِن اُمَّتي ، وجَعَلَ اسمي في التَّوراةِ اُحَيْدٌ، فبالتَّوحيدِ حَرَّمَ أجسادَ اُمَّتي علَى النّارِ ، وسَمّاني في الإنجيلِ أحمَدَ ، فأنا محمودٌ في أهلِ السَّماءِ ، وجَعَلَ اُمَّتي الحامِدِينَ . وجَعَلَ اسمي في الزَّبورِ ماحي ، مَحا اللَّهُ عَزَّوجلَّ بي مِن الأرضِ عِبادَةَ الأوثانِ . وجَعَلَ اسمي في القرآنِ مُحمّداً ، فأنا مَحمودٌ في جَميعِ القِيامَةِ في فَصلِ القَضاءِ ، لا يَشفَعُ أحدٌ غَيري . وسَمّاني في القِيامَةِ حاشِراً ، يُحشَرُ النّاسُ على قَدَمي ، وسَمّاني المُوقِفَ ، اُوقِفُ النّاسَ بَينَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ ، وسَمّاني العاقِبَ ، أنا عَقِبُ النَّبيِّينَ لَيس بَعدي رَسولٌ ، وجَعَلَني رَسولَ الرَّحمَةِ ورَسولَ التَّوبَةِ ورَسولَ المَلاحِمِ والمُقتَفي ، قَفَّيتُ النَّبيِّينَ جَماعَةً ، وأنا المُقِيمُ الكامِلُ الجامِعُ . ومَنَّ علَيَّ ربِّي وقالَ لي : يا مُحمّدُ صلّى اللَّهُ علَيكَ فَقد أرسَلتُ كُلَّ رَسولٍ إلى اُمّتِهِ بلِسانِها ، وأرسَلتُكَ إلى كُلِّ أحمَرَ وأسوَدَ مِن خَلقي ، ونَصَرتُكَ بالرُّعبِ الّذي لَم أنصُرْ بهِ أحَداً ، وأحلَلتُ لَكَ الغَنيمَةَ ولَم تَحِلَّ لأحَدٍ قَبلَكَ ، وأعطَيتُكَ لَكَ ولاُمّتِكَ كَنزاً مِن كُنوزِ عَرشِي : فاتِحَةَ الكِتابِ ، وخاتِمَةَ سُورَةِ البَقرَةِ ، وجَعَلتُ لَكَ ولاُمّتِكَ الأرضَ كُلَّها مَسجِداً وتُرابَها طَهُوراً ، وأعطَيتُ لَكَ ولاُمّتِكَ التَّكبيرَ ، وقَرَنتُ ذِكرَكَ بذِكري حتّى لا يَذكُرَني أحَدٌ مِن اُمّتِكَ إلّا ذَكرَكَ مَعَ ذِكري ، فطُوبى لكَ يامُحمّدُ ولاُمّتِكَ )، علل الشرائع ،ج 3،ص 127.
عنه (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) - لَمّا سألَهُ يَهوديٌّ عَن وَجهِ تَسمِيَتِهِ بمُحمّدٍ وأحمَدَ وأبي القاسِمِ وبَشيرٍ ونَذيرٍ وداعٍ ؟ -قَالَ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : ( أمّا مُحمّدٌ فإنّي مَحمودٌ في الأرضِ ، وأمّا أحمَدُ فإنّي مَحمودٌ في السَّماءِ ، وأمّا أبو القاسِمِ فإنَّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ يَقسِمُ يَومَ القِيامَةِ قِسمَةَ النّارِ ؛ فمَن كَفَرَ بِي مِن الأوَّلينَ والآخِرينَ ففي النّارِ ، ويَقسِمُ قِسمَةَ الجَنّةِ ؛ فمَن آمَنَ بي وأقَرَّ بِنُبُوَّتي ففي الجَنّةِ . وأمّا الدّاعي فإنّي أدعُو النّاسَ إلى دِينِ ربّي عَزَّوجلَّ ، وأمّا النَّذيرُ فإنّي اُنذِرُ بالنّارِ مَن عَصاني ، وأمّا البَشيرُ فإنّي اُبشِّرُ بالجَنّةِ مَن أطاعَني )، معاني الأخبار ،ج 2،ص 52 .
رسولُ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : ( أنا مُحمّدٌ ، وأنا أحمَدُ ، وأنا الماحي الّذي يُمحى بيَ الكُفرُ ، وأنا الحاشِرُ الّذي يُحشَرُ النّاسُ على عَقِبي ، وأنا العاقِبُ والعاقِبُ الّذي لَيسَ بَعدَهُ نَبيٌّ )، صحيح مسلم ،ج 4 ،ص 1828 ،ح 124.
الطبقات الكبرى عن حُذَيفَةَ : سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يقولُ في سِكَّةٍ مِن سِكَكِ المَدينَةِ : ( أنا مُحمّدٌ ، وأحمَدُ ، والحاشِرُ ، والمُقَفّي ، ونَبيُّ الرَّحمَةِ )، الطبقات الكبرى ،ج 1 ،ص 104.
ولما كان البلاغ للمكلفين لا يتم الا بنبي وكتاب فكان هو صلى الله عليه واله والقرآن كتابه وكان جامعا ومهيمنا على جميع الكتب فجاء اسمه فيه مبينا ومكررا فصار يدعو الى نفسه من نفسه من الحق بالحق الى الخلق فهو النون، عن محمـد بن الفضيل ، عن أبي الحسن مـوسى (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) قال : ( سألتـه عن قـول اللـه عـز وجل: ﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴾،سُورَةُ القَلَمِ ، الآية 1 · فالنـون إسم لرسول الله و القلم إسم لأمير المؤمنين وطه وياسين واحمد ومحمد وغير ذلك وقد سمي في القرآن بعشرة اسماء ورمز في اكثر من اربعمائة )، عـن الكلبي عـن ابى عبدالله (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) قال: ( قل لي يا كلبي كم لمحمد (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) من اسم في القـرآن فقلت اسمان او ثلاثة فقال يا كلبي له عشـرة اسماء لقولِهِ تَعَالَى: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ... ﴾،سُورَةُ آلِ عمرانَ،الآية 144 ، وقوله :﴿ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ﴾،سُورَةُ الصَّفِ ، الآية 6، وقوله: ﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ﴾ الجِّنِّ ، الآية 19، وقوله :﴿ طه * مَاۤ أَنزَلۡنَا عَلَیۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ لِتَشۡقَىٰۤ ﴾،سُورَةُ طه ، الآيتان 1-2، وقوله :﴿ يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾،سُورَةُ يس ، الآيات 1-4،
وقوله :﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴾، سُورَةُ الْمُدَّثِّرِ ، الآية 1، وقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴾، سُورَةُ الْمُزَّمِّلِ ، الآية 1 ، وقوله: ﴿ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا ﴾، سُورَةُ الطَّلاقِ ، الآية 10، فالذكر من اسماء محمـد (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) ونحن اهل الذكر )، بصائر الدرجات ،ص512 ، ح26. والكثير الكثير من إسمائه وردت في القرآن الكريم يطول المقام بذكرها كيف لا وهو سيد الخلقِ أجمعين .
تعليق