تويت
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "ثلاثة يشكون إلى الله عز وجل: مسجد خراب لا يصلي فيه أهله، وعالم بين
جهال، ومصحف معلق قد وقع عليه غبار لا يقرأ فيه"
باعتبار الإمام المهدي عليه السلام الوارث الحقيقي للأنبياء عليهم السلام كما ورد في دعاء الإمام السجاد عليه السلام (أللَّهُمَّ يَا مَنْ خَصَّ مُحَمَّداً وآلَهُ بِالْكَرَامَةِ وَحَبَاهُمْ بِاْلرِّسَالَةِ وَخَصَّصَهُمْ بِالْوَسِيلَةِ وَجَعَلَهُمْ وَرَثَةَ الانْبِياءِ)
والمصداق الأكمل للعالِم الرباني فإن شكواه تكون أشد وأوسع نطاقاً.
وتتمثل شكوى الإمام عليه السلام في التشكيك بقضيته التي نصت عليها الأديان السابقة وبشر بها الأنبياء أقوامهم
وهذا دليل علمي على أنّ قضيته ليست من مختصات الفكر الشيعي أو الإسلامي وإنما هي قضية عالمية تنتظرها
البشرية على اختلاف ألوانها ولغاتها لأنه عليه السلام المنقذ الغيبي الذي يمد يده الكريمة لانتشال الإنسان في آخر
الزمان من حيرته وضياعه فيُعيد المسيرة الإنسانية إلى الخط الإلهي المرسوم لها والذي انفصلت عنه فلا يبقى إلاّ
دينٌ واحدٌ هو الإسلام ولا رئيسٌ إلاّ الإمام المهدي عليه السلام يحكم العالم بأجمعه.
إنّ عالمية الإمام المهدي عليه السلام التي نصت عليها الأحاديث الواردة (يملأ الأرض قسطاً وعدلاً) تُثبت أنّ
قضيته ليست وليدة الظروف السياسية الخانقة التي تعرضت لها الجماعة الشيعية المؤمنة بحق أهل البيت عليهم
السلام من صراع مرير مع الظالمين والمتضمن المطاردة والتنكيل وإنما هي تحقيق عملي لأهداف الأنبياء عليهم
السلام وتتويج لجهودهم في إقامة دولة العدل الحقيقي.
وأن وجود المنقذ الغيبي الإلهي في الديانات الرئيسة الأخرى يجعل البشرية على مر الأجيال تمد بأنظارها إلى
يومه الموعود بعدما عجزت الحلول الوضعية عن خلق النظام الاجتماعي الكامل، وكيف يُكشَف هذا النظام
والباحثون عنه يغرقون في لجة الظلم والشهوات؟ فتصل البشرية إلى مرحلة اليأس المطلق من جدوى الارتباط
بهذه الحلول الساذجة فلا يبقى إلاّ ظهور هذا المنقذ الغيبي الذي يبرز في لحظة الضياع كالنجم الثاقب فينير
الأرض بنوره ويملأها قسطاً وعدلاً.
من هنا تبرز شكوى الإمام عليه السلام إلى ربه بسبب ظلم مجتمعه وتجاهله أو التشكيك بوجوده بعد إجماع
الديانات على وجوده عليه السلام وإجماع المسلمين على صحة الروايات الواردة.
تم نشره في المجلة العدد50
تعليق