المنبر الحسيني هو أحد وسائل الاعلام التي اختزلت قضية نهضة الامام الحسين (عليه السلام)، واقترن المنبر بالثورة المباركة؛ لكونه يحمل نفس سمات الإصلاح، تسليط الضوء على الدور الحقيقي للإمام الحسين (عليه السلام)، ومنه تشع معالم القدوة بجميع اشعاعاتها الفكرية والتأثيرية، والمنبر الحسيني يكشف معاناة الشعوب ويعرّي السلطات القمعية، ويصور بشاعة الجرائم التي مُورست ضد عترة النبي (ص)، ويوجه الأمة الى العمل والتكافل الاجتماعي ويتصدى للاختراقات الثقافية والفكرية الناتجة عن العولمة، يقول الامام الصادق (عليه السلام): «أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا» لذلك كان المنبر الحسيني هو الخطاب المفتوح مع الجماهير المعبرة عن نهضة الامام الحسين .(عليه السلام)، فكانت لنا هذه الجولة المباركة، لنستطلع من خلالها جوانب مشرقة من فيوضات المنبر الحسيني الخالد:
الدكتور عماد جاسم حسن الموسوي:
المنبر الحسيني لا يتعاطى مع الامام الحسين وقضيته واستشهاده في كربلاء على أساس عاطفي أو عصبي فارق أو مجرد حلقة تاريخية وانما تعاطى؛ ليسهم بصورة جذرية في بلورة شخصية الفرد المسلم وفقًا للقيم الرسالية للثورة الحسينية وأهدافها النبيلة.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الشيخ فيصل الكاظمي:
يطرح المنبر مختلف القضايا والشؤون التي تهم الانسان المسلم ويناقش العديد من المسائل الاجتماعية والعقدية والتربوية، وله دور مهم في اصلاح الفكر وفي المؤثر الشعوري القادر على قيادة الجمهور, جاء في آمالي الصدوق، قول الامام الرضا (عليه السلام): «من تذكر مصابنا فبكى وأبكى، لم تبكِ عينه يوم تبكي العيون» .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
باسم حسين الزيدي:
للمنبر مديات تأثير فاعلة في الجمهور، ولذلك كان الاهتمام به للحفاظ على روح المنبر وتطويره بالاتجاه الذي يخدم الدين والقضايا الجوهرية التي تمس حياة المجتمع، ولشدة التأثير الفاعل الذي يملكه المنبر كانت وما زالت السلطات الحاكمة تخشاه .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
أستاذ عمار كاظم:
المنبر الحسيني منبر توعية، ومنبر حركة، ومنبر ثورة، ومنبر الإسلام كله، لم يكتفِ المنبر بجانبه المصائبي المؤجج للعاطفة، لكنه امتدّ ليحتوي الوعظ والإرشاد، وأصبح مدرسة يسهل فيها التعلم والاستفادة لجميع طبقات الناس يتعلمون فيها التاريخ والأخلاق والتفسير والخطابة .
الخاتمة:
نحن نرى أن وفرة المنابر الحسينية وتنوع الخطابات في ثقافاته وأساليب الطرح قد أسهمت الى حدّ كبير في تثقيف الانسان المسلم لنصل الى قناعة أن لا بد لموضوعه أكثر من عودة.