تويت
من بين زهور صدى الروضتين الشريفتين، أحببت أن أتعرف على إحدى الزهرات الجميلات من زهراتنا الفواحة بالحب والعطاء، وكانت تلك الزهرة هي الطالبة شفاء طارق الشمري، تولد محافظة بابل عام (2005)، التي لبت دعوتنا متفضلة، فكان لنا معها هذا الحوار الجميل:
- من أين بدأت، وما الذي دفعك للكتابة؟
بدأت بالكتابة في الصف الثاني متوسط حين شاركت بتأليف كتاب عن الامام الحسين (عليه السلام) في مهرجان ربيع الشهادة الخامس عشر.
والذي دفعني للكتابة أولًا هو الإمام الحسين (عليه السلام)، حيث كانت انطلاقتي الأولى من كتابه، وكنت أرى أننا مهما كتبنا فلن نوفي حقه، وبعدها بدأت أرى تأثر الشباب بالحركات المنحرفة وابتعادهم عن الدين، فرأيت أن من واجبي ان أكتب واستثمر قلمي في خدمة مجتمعي وديني .
- هل تمارسين الكتابة كهواية وموهبة أم هي اكتساب، وكيف قمت بتقويتها وتقويمها؟
الكتابة بالنسبة لي موهبة قبل أن تكون عملًا مكتسبًا، فمنذ صغري وأنا أحبّ المطالعة والكتابة حيث اني عندما كنت صغيرة، كنت أكتب دائمًا كلمات قصيرة ومسرحيات أؤديها مع صديقاتي، لكن تبقى الموهبة ناقصة إذا لم تُصقل في إطار وتتبع سلم التطوير وتعلم أساسياتها، فأنا عندما بدأت بالكتابة اعتمادًا على موهبتي فقط واجهت صعوبة كبيرة، فأنا لم أتعلم أساسيات الكتابة وهذا ما جعل بداياتي بالكتابة صعبة، لكن لم تكن سيئة فقد نجحت بمقدار لا بأس به حيث نشرت لي مقالات عدة في مدونة الكفيل، ومجلة رياض الزهراء، بعدها حزمت أمري أن أخوض وأبحر في مجال الكتابة، فبدأت بتعلم أساسيات الكتابة، وحضور الورشات سواء الإلكترونية أو الحضورية، وكانت لورشات مدونة الكفيل الأثر الكبير في كتاباتي، وحتى الآن لا أجد نفسي بين من يحمل لقب كاتبة، فأنا مازلت أرى نفسي حبة خردل في الكتابة.
- من الذي يؤثر فيك من الكتاب وتأثرت بأسلوبه وحذوت حذوه؟
الشخص الذي جعلني أحبّ الأدب والكتابة وكلما رأيت عجزًا أو توقفًا في كتاباتي ألجأ إليه وأقرأ كلماته، فقد أحببت الارتواء من نور كلماته المقدسة؛ لأنه سيد البلغاء فمن يريد أن يكون كاتبًا حقيقيًا ليقرأ ويتغذى من فيض الكلمات العلوية، فللإمام علي أثر كبير بحبي للكتابة والأدب، ودعوت الله تعالى ان تحظى هذه الكتابات بقبول لدى الأمير المرتضى.
أما عن الكُتّاب الذين أثروا بي فأنا أرى جميع الكتاب أسلوبهم جميل وكل منهم له بصمة رائعة في الأدب، لكن ممن أثر فيّ أسلوبًا وكتابة الشهيدة (بنت الهدى) فأسلوبها وروعة قلمها تجعلني أبحر بين طيات حروفها .
وكذلك المؤلف الكبير كمال السيد، والدكتورة خولة حمدي صاحبة رواية (في قلبي أنثى عبرية)، وأيضًا بعض الكُتّاب من الدول الاخرى، وفي الحقيقة مهما كتبت فلن أصل إلى إبداعهم وكتاباتهم الراقية.
- ما هي المقومات الفنية والادوات الابداعية التي تستخدمينها في كتابة نصّ أدبي أو علمي؟
أحبّ أن أجعل في كتاباتي مقومات عدة:
أولًا: الرسالة: أحبّ ان أوصل من خلال ما أكتب رسالة هادفة للقارئ .
ثانيًا: الهدف: أحبّ أن تحمل كتاباتي هدفًا إنسانيًا، ودينيًا، وثقافيًا، وتنمويًا.
الأدوات الإبداعية التي استخدمها في النص الأدبي هي الآيات القرآنية حيث تضيف الآيات للنص لمسات إيمانية خاصة فمهما كان النص جميلًا يكون اجمل واروع اذا حمل بين طياته وحروفه آيات قرآنية، والأحاديث والروايات الشريفة كذلك حيث لا أجد جمالًا في كتاباتي اذا لم تحمل أحاديث وروايات اهل البيت (عليهم السلام)، فأنا أجدها تفقد روعتها اذا لم تتغذى بكلمات الأنوار.
أما الأبيات الشعرية والحكم فهي تضيف رونقًا خاصًّا للمقالة، لذلك أسعى أن أضعها بين كتاباتي، وكل مقال وبحث له اداته الخاصة من حيث موضوعه ومعلوماته.
- هل تقيّمين مواضيعك وفق أطر معينة ام تطرحينها على أهل الخبرة؟
بالتأكيد اعرض كتاباتي على من هم أعلى مني ويتمتعون بالخبرة والثقافة والحسّ الأدبي، فأنا أعرض كتاباتي على الأدباء والكتاب والكاتبات الذين لهم بصمة أثر في الأدب، وكذلك أساتذة الحوزة العلمية الذين أعطوني كثيرًا من نصائحهم الذهبية التي استفدت منها كثيرا .
- وهل للنقد دور في صقل مهاراتك الكتابية؟
ربما ستستغربون لو قلت: إن النقد يهمني أكثر من الإطراء وهذه حقيقة لأني أجد في كل كلمة نقد مرحلة تطور في كتاباتي تجعلني أقوي من قلمي.
- كيف تكون الاستهلالية لديك هل هي تلقائية ام ضمن مفهوم مخطط لديك؟
أحيانًا تكون الاستهلالية تلقائية مني فتأتي كالخواطر واحيانا تكون ضمن مخطط ارتبه واجمع كلماته ثم أبدأ به .
- وبالنسبة للشخصيات هل تتقمصينها أم تكونين محايدة لها؟
بالرغم من عدم انتشار أي رواية لي أو قصة وذلك لبعض الأسباب، لكني أكتب الكثير من القصص، وأعمل الآن على رواية أنا أعيش في عالم قصصي، فعندما أكتب القصة أعيش بين أحداثها وشخصياتها.
أحيانا عندما أشعر بالوحدة اذهب لأبطال قصصي؛ لأني أشعر بهم اصدقائي كل واحد منهم علمني شيئًا مهمًّا في حياتي، تعاملي مع ابطالي ليس تعامل قلم مع ورق بل تعامل حقيقي، فكثيرا ما اذهب لأقرأ حواراتهم واعيش بين احزانهم وافراحهم وحواراتهم الشيقة .
- وكيف ترسمين الخاتمة اعتمادًا على ماذا؟
أنا عندما اكتب القصة او الرواية لابد لي ان اعرف الخاتمة فلا أكتب عبثا بل من حروف البداية اعرف النهاية، لكن احيانا تكون الخاتمة متروكة للقارئ فلا اختم بحدث اساسي، لكن هذا الاسلوب لم أتبعه كثيرا، فأنا أراه أسلوبا غامضًا، وانا لا أحب الغموض في الكتابة، بل أحب السلاسة والبساطة والمرونة لتصل فكرتي للقارئ .
- هل لاقيت تشجيعاً جعلك تثابرين على الكتابة؟
نعم لاقيت تشجيعا قويا من والدي ووالدتي من أولى كتاباتي وأيضا شجعني وشجعتني كثير من الكتاب والكاتبات ورجال الدين وأيضًا المجلات.
- كيف تتعاملين مع النص التاريخي هل تأخذين منه اقتباسا للتذكير ام تسعين لتفسير الواقعة ام لك قراءة خاصة مع الحدث التاريخي والشخصيات ليصبح لديك نوع من انواع الابداع الخلق الابداعي؟
أحب ان اجعل قراءة خاصة لي لكن التعامل مع النصوص التاريخية ليس بالأمر السهل, قرأت الكثير من الروايات التاريخية التي علمتني فالروايات تعلم أكثر من الكتب.
أحيانًا آخذ اقتباسة واجعلها امامي واتمعن فيها أكثر من مرة لأكتب، والنص التاريخي الروائي أجده من أفضل الأساليب الأدبية التي ترتقي بالكاتب الى سلم الإبداع .
- هل تعتقدين أن الاعلام النسوي سيخدم مسيرة الاعلام؟
نعم، فالإعلام النسوي له صدى مؤثر وكبير في المجتمع، خاصة ما رأيناه في الفترة الأخيرة، فقد وجدت الإعلام النسوي وحركته الإعلامية المؤثرة في المجتمع بالأخص الطبقة الشبابية سواء كان الإعلام بالتلفاز او الإذاعة، كذلك (الإعلام الأدبي او القلمي)، هذا ما أطلقته على أقلام الادبية فهي بمثابة أكبر إعلام مؤثر في الصدى النسوي خاصة والمجتمع عامة.
ورأيت هذا في الاقلام المبدعة لكاتبات مجلة رياض الزهراء ومدونة الكفيل وكثير من الكاتبات اللواتي حملن همّ الرسالة الإسلامية ونشرنها من خلال اقلامهن، بفكرها الصحيح .
تعليق