قصة جميلة جداً عن الإحسان للمسيء .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
كان هناك رجل صالح أقام سقاية للناس وجعلها وقفاً لله رب العالمين .
وفي اليوم التالي تفاجأ الناس بأن سقايتهم قد لوثها أحد ما بالقاذورات والأوساخ .
فأخبروا الرجل الصالح بهذا الفعل المشين ، فقال لهم الرجل :
لا بأس أعيدوا ترتيبها وبناءها.
فلما فعلوا ذلك فوجيء الناس في اليوم التالي ، أن سقايتهم قد تلوثت مجدداً ، وأخذوا يصرخون : من هذا الذي يلوث صدقة جارية للناس ؟
وذهبوا للرجل الصالح فقال : للعمال أعيدوا ترتيبها ، واختبئوا في الليل وانظروا لي من هذا الشخص ، واكتموا أمره ولا تكلموه وأعطوني الخبر .
وفي اليوم التالي جاء العمال إليه على استحياء وإحباط يقولون له : ماذا نقول لك يا سيدي ؟
قال : ماذا ؟
فقالوا له : إن الفاعل هو ابن عمك .
فقال : لا حول ولا قوة إلا بالله ، خلاص اسكتوا واكتموا أمره ، ولا تحدثوا أحدا عن فعله .
ثم قال لهم وللمرة الثالثة : أعيدوا ترتيب السقاية وبنائها .
ولما جن الليل ذهب يطرق بيت ابن عمه ، وأخذ معه كيس من القمح وآخر من السكر وأخذ معه طيبا وكيسا من النقود ، ثم قرع باب بيته .
قال : من بالباب ؟
فقال الرجل الصالح : خويدمكم (وهي كلمة تصغير لكلمة خادم) . ولما فتح الباب وجد أن الطارق ابن عمه فقال له : ماذا تريد ؟
فقال له الشيخ : جئتك يا ابن عمي معتذرا لك ، فأنا مقصر في حقك ، فلم أزورك منذ فترة طويلة ، ولم أسأل عنك ، أرجو أن تسامحني ، فنحن بيننا صلة رحم . وأخذ يلاطفه ، ولم يذكر له قصة تلويثه للسقاية ، بل إنه أكرمه وأعطاه ما معه من الأكياس مع النقود والطيب وانصرف من عنده .
ثم اجتمع بعماله وأمرهم أن ينظروا الليلة في أمر السقاية ، فلما انتصف الليل أتى ابن عمه مجددا ، ولكن هذه المرة ليس ملوثا للسقاية ، بل مبخرا إياها بالطيب الذي أعطاه ابن عمه الرجل الطيب ، فانبهر العمال من التحول العجيب الذي حصل لابن عمه إذ تحول في لحظة من عدو إلى صديق حميم !!..
الحكمة :
إننا إذا أردنا التخلص من المشاكل التي تواجهنا مع الآخرين ، علينا أن نحسن لمن أساء إلينا ، وأن لا نواجه الإساءة بالإساءة ، قال الله تعالى : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) - 1 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (اعْفُ عمَّنْ ظَلَمَكَ ، وصِلْ مَنْ قَطَعَكَ ، وأحسنْ إلى مَنْ أساءَ إليكَ ، وقُلْ الحقَّ ولَوْ على نفسِكَ) - 2 -
حتى تتصافى قلوبنا فلنمض يداً بيد لعمران بيوتنا وبلادنا وسائر الأمة الإسلامية . فبالأخلاق والقيم تنتصر الأمم .
منقولة مع التصرف .
********************************
الهوامش :
1 - سورة فصلت ، الآية 34 .
2 - بحار الأنوار ، العلامة المجلسي ، ج 68 ، ص 423 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
كان هناك رجل صالح أقام سقاية للناس وجعلها وقفاً لله رب العالمين .
وفي اليوم التالي تفاجأ الناس بأن سقايتهم قد لوثها أحد ما بالقاذورات والأوساخ .
فأخبروا الرجل الصالح بهذا الفعل المشين ، فقال لهم الرجل :
لا بأس أعيدوا ترتيبها وبناءها.
فلما فعلوا ذلك فوجيء الناس في اليوم التالي ، أن سقايتهم قد تلوثت مجدداً ، وأخذوا يصرخون : من هذا الذي يلوث صدقة جارية للناس ؟
وذهبوا للرجل الصالح فقال : للعمال أعيدوا ترتيبها ، واختبئوا في الليل وانظروا لي من هذا الشخص ، واكتموا أمره ولا تكلموه وأعطوني الخبر .
وفي اليوم التالي جاء العمال إليه على استحياء وإحباط يقولون له : ماذا نقول لك يا سيدي ؟
قال : ماذا ؟
فقالوا له : إن الفاعل هو ابن عمك .
فقال : لا حول ولا قوة إلا بالله ، خلاص اسكتوا واكتموا أمره ، ولا تحدثوا أحدا عن فعله .
ثم قال لهم وللمرة الثالثة : أعيدوا ترتيب السقاية وبنائها .
ولما جن الليل ذهب يطرق بيت ابن عمه ، وأخذ معه كيس من القمح وآخر من السكر وأخذ معه طيبا وكيسا من النقود ، ثم قرع باب بيته .
قال : من بالباب ؟
فقال الرجل الصالح : خويدمكم (وهي كلمة تصغير لكلمة خادم) . ولما فتح الباب وجد أن الطارق ابن عمه فقال له : ماذا تريد ؟
فقال له الشيخ : جئتك يا ابن عمي معتذرا لك ، فأنا مقصر في حقك ، فلم أزورك منذ فترة طويلة ، ولم أسأل عنك ، أرجو أن تسامحني ، فنحن بيننا صلة رحم . وأخذ يلاطفه ، ولم يذكر له قصة تلويثه للسقاية ، بل إنه أكرمه وأعطاه ما معه من الأكياس مع النقود والطيب وانصرف من عنده .
ثم اجتمع بعماله وأمرهم أن ينظروا الليلة في أمر السقاية ، فلما انتصف الليل أتى ابن عمه مجددا ، ولكن هذه المرة ليس ملوثا للسقاية ، بل مبخرا إياها بالطيب الذي أعطاه ابن عمه الرجل الطيب ، فانبهر العمال من التحول العجيب الذي حصل لابن عمه إذ تحول في لحظة من عدو إلى صديق حميم !!..
الحكمة :
إننا إذا أردنا التخلص من المشاكل التي تواجهنا مع الآخرين ، علينا أن نحسن لمن أساء إلينا ، وأن لا نواجه الإساءة بالإساءة ، قال الله تعالى : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) - 1 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (اعْفُ عمَّنْ ظَلَمَكَ ، وصِلْ مَنْ قَطَعَكَ ، وأحسنْ إلى مَنْ أساءَ إليكَ ، وقُلْ الحقَّ ولَوْ على نفسِكَ) - 2 -
حتى تتصافى قلوبنا فلنمض يداً بيد لعمران بيوتنا وبلادنا وسائر الأمة الإسلامية . فبالأخلاق والقيم تنتصر الأمم .
منقولة مع التصرف .
********************************
الهوامش :
1 - سورة فصلت ، الآية 34 .
2 - بحار الأنوار ، العلامة المجلسي ، ج 68 ، ص 423 .
تعليق