إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مُعانَاةُ فاطِمَةَ(عَلَيْهَا السَّلاَمُ) قَبلَ رَحيلِ رَسولِ اللهِ:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مُعانَاةُ فاطِمَةَ(عَلَيْهَا السَّلاَمُ) قَبلَ رَحيلِ رَسولِ اللهِ:-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ ورَحَمُةّ الله وبُرَكآتُهْ


    في ظروف حساسة وحرجة، حانت ساعة رحيل رسول الله، (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) ، فنعى نفسه بحضور ريحانه الوحيدة
    كانت هذه الساعات الأخيرة لرسول الله
    (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) ، والتي أخبر فيها بحتمية الظلم الذي سيقع على أهل بيته وأولهم ابنته فاطمة(عَلَيْهَا السَّلاَمُ)، كان لتلك الكلمات وقع كبير عليها على الرغم من أنها حملت بين طياتها بشرى ختم بها الرسول نبوءته بالظلم والفراق .
    لقد كان للنبي (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) سبق المواساة لابنته ببكائه قبيل الرحيل، وهو الآخر عبر عما يجري واختزل معاناة فاطمة(عَلَيْهَا السَّلاَمُ) بدموعه التي بلّت لحيته الشريفة، إذاً رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يبكي لمصير فاطمة، فما الذي يمنع الأخيرة أن تبكي هي أيضا أسوة بأبيها وخصوصاً أنها عللت ذلك البكاء بالقول: "أبكي لفراقك يا رسول الله". فتأملوا !.
    لكن كيف ترجمت فاطمة (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) مأساتها هي الأخرى قبل رحيل أبيها؟
    وعن أمالي الشيخ الطوسي ، عن الشيخ المفيد،عن الشيخ الصدوق: عَنِ اِبْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ( لَمَّا حَضَرَ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) اَلْوَفَاةُ بَكَى حَتَّى بَلَّتْ دُمُوعُهُ لِحْيَتَهُ، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: أَبْكِي لِذُرِّيَّتِي وَ مَا يَصْنَعُ بِهِمْ شِرَارُ أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي، كَأَنِّي بِفَاطِمَةَ بِنْتِي وَ قَدْ ظُلِمَتْ بَعْدِي وَ هِيَ تُنَادِي: وَا أَبَتَاهْ وَا أَبَتَاهْ فَلاَ يُعِينُهَا أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِي، فَسَمِعْتُ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا اَلسَّلاَمُ فَبَكَتْ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : لاَ تَبْكِينَ يَا بُنَيَّةُ فَقَالَتْ: لَسْتُ أَبْكِي لِمَا يُصْنَعُ بِي مِنْ بَعْدِكَ وَ لَكِنِّي أَبْكِي لِفِرَاقِكَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ فَقَالَ لَهَا: أَبْشِرِي يَا بِنْتَ مُحَمَّدٍ فَإِنَّكِ أَوَّلُ مَنْ يَلْحَقُ بِي مِنْ أَهْلِ بَيْتِي أمالي الشيخ الطوسي ،ج1،ص 188.
    من بعد حجّة الوداع ، لم يكن أحدٌ يعاني كما عانت فاطمة وعليٌّ والحسنان (عَلَيْهَمُ السَّلاَمُ).
    كان وداع النبي
    (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) بالنسبة لهم وداعاً لعالم أعلى فيه كلّ شيء ، واستعداداً للدخول في عالم مليء بالآلام والأحزان ، ومقارعة العواصف والأفاعي !
    كانوا يدركون أنّ كلّ تأكيدات النبي
    (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) واحتياطاته لم تؤثر في قريش التي ركبت رأسها وأصرت على مؤامرتها ، وهيّأت الأجواء في قبائلها وقبائل العرب وحتّى في بعض أوساط الأنصار ، لمقولتها أنّ بني هاشم تكفيهم النبوّة ، وليس من العدل أن يجمعوا بين النبوّة والخلافة ، ويحرموا منها بطون قريش !!
    لقد شاهدت فاطمة (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) في حجّة الوداع صوراً من الصراع بين الهدى النبوي والضلال القرشي ، ورأت أنّ النبي (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) خطب خمس خطب ، وأوضح للأمّة مراراً موقع عترته وأهل بيته من بعده ، بأساليبه المبتكرة وبلاغته النبويّة ، وأنّه كلّما وصل إلى تعيين الولاة بعده ، وأنّ الله غرسهم في هذا البيت من بني هاشم ، لغطّت قريش وشوش أتباعها المبثوثون في مجلسه ، وصاحوا وقاموا وقعدوا وكبروا ! ثمّ قالوا : إنّ النبي قال : الأئمّة من قريش ، كلّ قريش ، كلّ قريش !!
    لقد أقام النبي (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) الحجّة لربّه بيّنةً صريحةً في مكّة وعرفات ومنى ، ثمّ لم يُبْقِ يوم الغدير لأحد عذراً ، على حدّ تعبير فاطمة (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) !
    لكن قريشاً كانت صماء ، وكأن حجّة النبي (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) لا تعنيها بشيء ! فهذا سهيل بن عمر يمسك بزعامتها في مكّة ويتصرّف كأنّه رئيس دولة مقابل النبي (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) ويقول نحن ، ومحمّد ! ويرسل جابر بن النضر العبدري ليعترّض على النبي (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) ، لأنّه بزعمه لم يكتف بما فرضه على الناس من صلاة وصوم وزكاة وحجّ ، حتّى أخذ بضبع ابن عمّه قائلاً : من كنت مولاه فعليّ مولاه !
    وهؤلاء طلقاء النبي من قريش صاروا ألوفاً في المدينة ، وهم ملتفون حول أبي بكر وعمر ، وعائشة وحفصة تواصلان تظاهرهما على رسول الله
    (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وتفشيان لهم سرّه ! وكلّما علَّمَ جبرئيل النبي خطةً لترتيب الوضع لوصيّه وعترته من بعده ، عملت قريش في إبطالها وتخريبها !!
    ومن أواخر ما خرّبوه أنّ النبي (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) عرض عليهم ما لم يعرضه نبي على أمّته قطّ وطلب منهم أن يلتزموا له بعهد يكتبه ليؤمِّن الأمّة من الضلال إلى يوم القيامة ، ويجعلها سيّدة العالم إلى يوم القيامة ! فبادروا إلى رفضه ، ودفعوا عمر لمواجهة النبي بكلّ صلافة : لاحاجة لنا بكتابك ، ومنعوه من كتابته!!
    ثمّ أراد النبي (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أن تفرغ المدينة من دعاة الفتنة وأرسلهم جميعاً في جيش أسامة إلى فلسطين ، وفيهم سبع مئة رجل من قريش ! وأمره بالتحرّك ، ولعن من تخلّف عن جيش أسامة ! فافتعلوا المشاكل والأعذار حتّى سوفوا الوقت وأفشلوا برنامج أسامة ، وتسلّلوا من معسكره من الجرف لواذاً عائدين إلى المدينة !
    كانت فاطمة (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) تشاهد ذلك ، وتسمع كلام أبيها (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) عن عاصفة قريش التي تنتظر عترته ، وترى دموعه الغزار من أجلهم ، ومن أجلها خاصّة ! لكنّها كانت اليوم تبكي لأعظم من كلّ ذلك ، لفراق أبيها!
    وفي تتمة الرواية التي أوردها المجلسي (ره) عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) ، مشيراً إلى ما قامت به فاطمة بعد رحيل النبي: ( وَ أَمَّا فَاطِمَةُ فَبَكَتْ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) حَتَّى تَأَذَّى بِهَا أَهْلُ اَلْمَدِينَةِ فَقَالُوا لَهَا قَدْ آذَيْتِنَا بِكَثْرَةِ بُكَائِكِ فَكَانَتْ تَخْرُجُ إِلَى مَقَابِرِ اَلشُّهَدَاءِ فَتَبْكِي حَتَّى تَقْضِيَ حَاجَتَهَا ثُمَّ تَنْصَرِفُ...)، وسائل الشیعة ، ج3 ص280. بحار الأنوار ، ج12، ص264.
    لقد كان البكاء خير وسيلة لإظهار حجم المعاناة والألم اللذين نالا من الزهراء، (عَلَيْهَا السَّلاَمُ)
    ، تلك الشابة بدأت تذبل تدريجياً كزهرة تساقطت أوراقها بعد أن يبس عودها.
    وفي البحار: عَنْ عِيسَى اَلضَّرِيرِ عَنِ اَلْكَاظِمِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) قَالَ: ( قُلْتُ لِأَبِي فَمَا كَانَ بَعْدَ خُرُوجِ اَلْمَلاَئِكَةِ عَنْ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) قَالَ: فَقَالَ: ثُمَّ دَعَا عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ اَلْحَسَنَ وَ اَلْحُسَيْنَ (عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ) وَ قَالَ لِمَنْ فِي بَيْتِهِ اُخْرُجُوا عَنِّي وَ قَالَ لِأُمِّ سَلَمَةَ: كُونِي عَلَى اَلْبَابِ فَلاَ يَقْرَبْهُ أَحَدٌ فَفَلَعَتْ ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيُّ اُدْنُ مِنِّي فَدَنَا مِنْهُ فَأَخَذَ بِيَدِ فَاطِمَةَ فَوَضَعَهَا عَلَى صَدْرِهِ طَوِيلاً وَ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ بِيَدِهِ اَلْأُخْرَى فَلَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) اَلْكَلاَمَ غَلَبَتْهُ عَبْرَتُهُ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى اَلْكَلاَمِ فَبَكَتْ فَاطِمَةُ بُكَاءً شَدِيداً وَ عَلِيٌّ وَ اَلْحَسَنُ وَ اَلْحُسَيْنُ (عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ) لِبُكَاءِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فَقَالَتْ فَاطِمَةُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ قَدْ قَطَعْتَ قَلْبِي وَ أَحْرَقْتَ كَبِدِي لِبُكَائِكَ يَا سَيِّدَ اَلنَّبِيِّينَ مِنَ اَلْأَوَّلِينَ وَ اَلْآخِرِينَ وَ يَا أَمِينَ رَبِّهِ وَ رَسُولَهُ وَ يَا حَبِيبَهُ وَ نَبِيَّهُ مَنْ لِوُلْدِي بَعْدَكَ وَ لِذُلٍّ يَنْزِلُ بِي بَعْدَكَ مَنْ لِعَلِيٍّ أَخِيكَ وَ نَاصِرِ اَلدِّينِ مَنْ لِوَحْيِ اَللَّهِ وَ أَمْرِهِ ثُمَّ بَكَتْ وَ أَكَبَّتْ عَلَى وَجْهِهِ فَقَبَّلَتْهُ وَ أَكَبَّ عَلَيْهِ عَلِيٌّ وَ اَلْحَسَنُ وَ اَلْحُسَيْنُ صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِمْ )، بحار الأنوار ، ج22، ص484.

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    ​​​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X