بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
اهتمّ الإمام الجواد (عليه السلام) بخدمة الناس وبدعوتهم إلى الإسلام المحمدي الأصيل وكسبهم إلى أهل البيت (عليهم السلام)، ومن أمثلة ذلك:
1 ـ لمّا انصرف أبو جعفر (عليه السلام) من عند المأمون ببغداد ومعه أُم الفضل إلى المدينة، صار إلى شارع باب الكوفة والناس يشيّعونه فانتهى إلى دار المسيّب عند مغيب الشمس، فنزل ودخل المسجد، وكان في صحنه نبقة لم تحمل بعد، فدعا بكوز فيه ماء فتوضأ في أصل النبقة وقام وصلّى بالناس صلاة المغرب، فقرأ في الأولى « الحمد » و « إذا جاء نصر الله » وفي الثانية « الحمد » و « قل هو الله أحد » وقنت قبل الركوع، وجلس بعد التسليم هنيئة يذكر الله تعالى، وقام من غير تعقيب فصلّى النوافل أربع ركعات، وعقّب بعدها، وسجد سجدتي الشكر ثم خرج، فلمّا انتهى إلى النبقة رآها الناس وقد حملت حملاً كثيراً حسناً، فتعجبوا من ذلك، فأكلوا منها فوجدوه نبقاً حلواً لا عجم له، ومضى (عليه السلام) إلى المدينة .
لقد قدّم الإمام الجواد (عليه السلام) للناس الدليل على إمامته (عليه السلام) بالأمور المحسوسة.
علاوة على ذلك فإنّ اهتمام الإمام (عليه السلام) بخدمة الناس يعكس أهميّة هذا الأمر وفضله في الإسلام كما يكشف عن توجّهه (عليه السلام) لكسبهم بطريقة عملية وهدايتهم لاختيار منهج أهل البيت (عليهم السلام)، ونقتصر على بعض الأمثلة في هذا الصدد.
2 ـ روي عن الشيخ أبي بكر بن إسماعيل أنه قال: «قلت لأبي جعفر ابن الرضا (عليه السلام): إن لي جارية تشتكي من ريح بها، فقال: ائتني بها فأتيت بها فقال: ما تشتكين يا جارية؟ قالت: ريحاً في ركبتي، فمسح يده على ركبتها من وراء الثياب فخرجت الجارية من عنده ولم تشتك وجعاً بعد ذلك ».
3 ـ وروي عن محمد بن عمير بن واقد الرازي أنه قال: «دخلت على أبي جعفر ابن الرضا (عليه السلام) ومعي أخي به بهر شديد، فشكى إليه ذلك البهر ، فقال (عليه السلام): عافاك الله ممّا تشكو، فخرجنا من عنده وقد عوفي فما عاد إليه ذلك البهر إلى أن مات.
4 ـ قال محمد بن عمير: «وكان يصيبني وجع في خاصرتي في كل أسبوع فيشتد ذلك الوجع بي أيّاماً وسألته أن يدعو لي بزواله عنّي، فقال: وأنت فعافاك الله فما عاد إلى هذه الغاية » .
5 ـ وروي عن علي بن جرير قال : «كنت عند أبي جعفر ابن الرضا (عليه السلام) جالساً وقد ذهبت شاة لمولاة له فأخذوا بعض الجيران يجرّونهم إليه ويقولون: انتم سرقتم الشاة.
فقال أبو جعفر (عليه السلام): ويلكم خلّوا عن جيراننا فلم يسرقوا شاتكم، الشاة في دار فلان»، فاذهبوا فأخرجوها من داره، فخرجوا فوجدوها في داره، واخذوا الرجل وضربوه وخرقوا ثيابه، وهو يحلف انه لم يسرق هذه الشاة، إلى أن صاروا إلى أبي جعفر (عليه السلام) فقال: «ويحكم ظلمتم الرجل فانّ الشاة دخلت داره وهو لا يعلم بها، فدعاه فوهب له شيئاً بدل ما خرق من ثيابه وضربه».
6 ـ وروي عن القاسم بن الحسن، أنّه قال: «كنت فيما بين مكة والمدينة فمرّ بي أعرابي ضعيف الحال فسألني شيئاً فرحمته، فأخرجت له رغيفاً فناولته إيّاه فلمّا مضى عنّي هبّت ريح زوبعة، فذهبت بعمامتي من رأسي فلم أرها كيف ذهبت ولا أين مرّت، فلمّا دخلت المدينة صرت إلى أبي جعفر ابن الرضا (عليه السلام) فقال لي: «يا أبا القاسم ذهبت عمامتك في الطريق ؟ قلت: نعم، فقال: يا غلام أخرج إليه عمامته، فأخرج إليّ عمامتي بعينها، قلت: يا ابن رسول الله كيف صارت إليك؟ قال: تصدّقتَ على أعرابي فشكره الله لك، فردّ إليك عمامتك، وانّ الله لا يضيع أجر المحسنين».
إنّ هذه الأعمال تدلّ على الأهمية الكبيرة التي كان يمنحها أهل البيت (عليهم السلام) لخدمة الناس. ولا يخفى على الناظر المتأمل ما تتركه مثل هذه الأعمال من أثر كبير على الناس باعتبار أنّ لغة العمل هي اللغة الأوضح عند الناس الإمام الجواد (عليه السلام) ومتطلّبات الجماعة الصالحة، والأشد تأثيراً عليهم كما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) في كلمته المعروفة عنه: « كونوا دعاة الناس بغير ألسنتكم ».
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
اهتمّ الإمام الجواد (عليه السلام) بخدمة الناس وبدعوتهم إلى الإسلام المحمدي الأصيل وكسبهم إلى أهل البيت (عليهم السلام)، ومن أمثلة ذلك:
1 ـ لمّا انصرف أبو جعفر (عليه السلام) من عند المأمون ببغداد ومعه أُم الفضل إلى المدينة، صار إلى شارع باب الكوفة والناس يشيّعونه فانتهى إلى دار المسيّب عند مغيب الشمس، فنزل ودخل المسجد، وكان في صحنه نبقة لم تحمل بعد، فدعا بكوز فيه ماء فتوضأ في أصل النبقة وقام وصلّى بالناس صلاة المغرب، فقرأ في الأولى « الحمد » و « إذا جاء نصر الله » وفي الثانية « الحمد » و « قل هو الله أحد » وقنت قبل الركوع، وجلس بعد التسليم هنيئة يذكر الله تعالى، وقام من غير تعقيب فصلّى النوافل أربع ركعات، وعقّب بعدها، وسجد سجدتي الشكر ثم خرج، فلمّا انتهى إلى النبقة رآها الناس وقد حملت حملاً كثيراً حسناً، فتعجبوا من ذلك، فأكلوا منها فوجدوه نبقاً حلواً لا عجم له، ومضى (عليه السلام) إلى المدينة .
لقد قدّم الإمام الجواد (عليه السلام) للناس الدليل على إمامته (عليه السلام) بالأمور المحسوسة.
علاوة على ذلك فإنّ اهتمام الإمام (عليه السلام) بخدمة الناس يعكس أهميّة هذا الأمر وفضله في الإسلام كما يكشف عن توجّهه (عليه السلام) لكسبهم بطريقة عملية وهدايتهم لاختيار منهج أهل البيت (عليهم السلام)، ونقتصر على بعض الأمثلة في هذا الصدد.
2 ـ روي عن الشيخ أبي بكر بن إسماعيل أنه قال: «قلت لأبي جعفر ابن الرضا (عليه السلام): إن لي جارية تشتكي من ريح بها، فقال: ائتني بها فأتيت بها فقال: ما تشتكين يا جارية؟ قالت: ريحاً في ركبتي، فمسح يده على ركبتها من وراء الثياب فخرجت الجارية من عنده ولم تشتك وجعاً بعد ذلك ».
3 ـ وروي عن محمد بن عمير بن واقد الرازي أنه قال: «دخلت على أبي جعفر ابن الرضا (عليه السلام) ومعي أخي به بهر شديد، فشكى إليه ذلك البهر ، فقال (عليه السلام): عافاك الله ممّا تشكو، فخرجنا من عنده وقد عوفي فما عاد إليه ذلك البهر إلى أن مات.
4 ـ قال محمد بن عمير: «وكان يصيبني وجع في خاصرتي في كل أسبوع فيشتد ذلك الوجع بي أيّاماً وسألته أن يدعو لي بزواله عنّي، فقال: وأنت فعافاك الله فما عاد إلى هذه الغاية » .
5 ـ وروي عن علي بن جرير قال : «كنت عند أبي جعفر ابن الرضا (عليه السلام) جالساً وقد ذهبت شاة لمولاة له فأخذوا بعض الجيران يجرّونهم إليه ويقولون: انتم سرقتم الشاة.
فقال أبو جعفر (عليه السلام): ويلكم خلّوا عن جيراننا فلم يسرقوا شاتكم، الشاة في دار فلان»، فاذهبوا فأخرجوها من داره، فخرجوا فوجدوها في داره، واخذوا الرجل وضربوه وخرقوا ثيابه، وهو يحلف انه لم يسرق هذه الشاة، إلى أن صاروا إلى أبي جعفر (عليه السلام) فقال: «ويحكم ظلمتم الرجل فانّ الشاة دخلت داره وهو لا يعلم بها، فدعاه فوهب له شيئاً بدل ما خرق من ثيابه وضربه».
6 ـ وروي عن القاسم بن الحسن، أنّه قال: «كنت فيما بين مكة والمدينة فمرّ بي أعرابي ضعيف الحال فسألني شيئاً فرحمته، فأخرجت له رغيفاً فناولته إيّاه فلمّا مضى عنّي هبّت ريح زوبعة، فذهبت بعمامتي من رأسي فلم أرها كيف ذهبت ولا أين مرّت، فلمّا دخلت المدينة صرت إلى أبي جعفر ابن الرضا (عليه السلام) فقال لي: «يا أبا القاسم ذهبت عمامتك في الطريق ؟ قلت: نعم، فقال: يا غلام أخرج إليه عمامته، فأخرج إليّ عمامتي بعينها، قلت: يا ابن رسول الله كيف صارت إليك؟ قال: تصدّقتَ على أعرابي فشكره الله لك، فردّ إليك عمامتك، وانّ الله لا يضيع أجر المحسنين».
إنّ هذه الأعمال تدلّ على الأهمية الكبيرة التي كان يمنحها أهل البيت (عليهم السلام) لخدمة الناس. ولا يخفى على الناظر المتأمل ما تتركه مثل هذه الأعمال من أثر كبير على الناس باعتبار أنّ لغة العمل هي اللغة الأوضح عند الناس الإمام الجواد (عليه السلام) ومتطلّبات الجماعة الصالحة، والأشد تأثيراً عليهم كما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) في كلمته المعروفة عنه: « كونوا دعاة الناس بغير ألسنتكم ».
تعليق