تأخذ الكتابة مكانتها في التعبير المعرفي لتسليط الضوء على اليقين الفكري الذي اهملته السلطات الثقافية والفكرية منذ ازمنة غابرة حتى ان الكتاب التربوي المدرسي صار يخلو عن ذكر اهل البيت عليهم السلام والتركيز على رموز خاملة من اجل تفعيلهه لتكون هي البديل الذي يرسخ في ذهنية الأجيال ، وكانت مسؤولية الناهضين الى الثراء الثقافي والمعرفي الإبداعي من التعريف بالكثير من الأسماء النسوية المهمة في التأريخ الإسلامي والتي وضعت على رفوف الإهمال ، وام فروة عليها رضوان الله هي والدة الامام الصادق عليه السلام ، زوجة الامام الباقر باقر علوم الاولين والآخرين ، السيدة فاطمة كنيتها ام فروة هي والدة الامام الصادق عليه السلام وزوجة الامام الباقر باقر علوم الاولين والاخرين ، وقيل ان كنيتها ام القاسم أيضا ، وابوها القاسم بن محمد بن أبي بكر احد فقهاء النمدينة ،
كانت هذه المرأة تعد مرجعا للسيدات في المهام الدينية يقول عنها الامام الصادق عليه السلام ، كانت امي ممن آمنت واتقت واحسنت والله يحب المحسنين ، يقول عنها حفيدها الامام الكاظم عليه السلام ،كان أبي يبعث امي وام فروة تقضيان حقوق اهل المدينة ، سيرة حياة امرأة زكية نحن بحاجة الى قراءة واعية لكل مفردات حياة هذه الشخصيات وهي فعلا مسؤولية الكتابة لخلق جواذب التأثير شعوريا وفكريا وترصين فكر الجيل بهذه القدسية الحصينة ،
:
«في سنة تسعين من الهجرة انتشر مرض الجدري في يثرب، فأصاب مجموعة كبيرة من الأطفال، وكان الإمام الصادق(عليه السلام) في السنة السابعة أو العاشرة من عمره، فخافت عليه أُمّه من العدوى، ففرّت به إلى الطنفسة من ريف المدينة.
ولمّا استقرّت السيّدة أُمّ فروة مع ابنها الصادق فقد أُصيبت هي بهذا المرض دون أن تشعر به في بادئ الأمر، فلمّا ظهرت عليها الأعراض، تنبّهت إلى خطورة الموقف، ولم تهتمّ السيّدة أُمّ فروة بعلاج نفسها، وإنّما كان همّها الوحيد إنقاذ ولدها جعفر، فأبعدته عنها إلى مكان آخر، وأخذت تعاني آلام أعراض المرض، وسريانه في جسمها.
ولمّا انتهى الخبر إلى الإمام الباقر(عليه السلام)، أوقف بحوثه ودروسه العلمية واتّجه لعيادة زوجته، وقبل أن يغادر المدينة زار قبر جدّه رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ودعا الله تعالى أن ينقذ زوجته أُمّ فروة من هذا المرض.
ولمّا انتهى إليها عَظُم عليها مجيئه، وخافت عليه من العدوى، وشكرته على تصدّعه لزيارتها، والتفت إليها الإمام وبشّرها بالسلامة، قائلاً: لقد دعوت الله عزّ وجل عند قبر جدّي رسول الله(صلى الله عليه وآله) أن ينجيكِ من هذا المرض، وإنّي واثق أنّ جدّي لا يردّني، وسيقضي لي حاجتي، فثقي بأنّكِ ستشفين من هذا المرض، وأنا أيضاً مصون منه إن شاء الله.
واستجاب الله دعاء وليّه الإمام، فقد عوفيت السيّدة أُمّ فروة من مرضها، ولم يترك أيّ أثر على جسمها، ومن الجدير بالذكر، إنّ هذا المرض لا يصيب الكبار إلّا نادراً، فإن أصابهم كان خطراً على حياتهم فلا ينجو منه إلّا القليل»).
&&