* نور العترة*..
في الخامس من جمادى الاخرة وُلدت عقيلة بني هاشم (أي: الكريمة على قومها، والعزيزة في بيتها)، العالمة، عابدة آل عليّ، الكاملة، الفاضلة..
أقام الإمام أمير المؤمنين على وليدته المراسيم الشرعية، فإذّن في أُذنها اليمنى، وأقام في اليسرى.
وسارع النبي صلّى اللهُ عليهِ وَآله إلى بيت بضعته، ليحتضن وليدته ويوسعها لثماً وتقبيلاً..
*فهبط أمين السماء على النبي، فقال له: سمّ هذه المولودة زينب، فقد اختار الله لها هذا الاسم*.
وأخبره بما سوف تعانيه حفيدته من أهوال وخطوب فأغرق هو وأهل البيت في البكاء.
نشأت الصدِّيقة زينب عليها السّلام *في بيت النبوة ومهبط الوحي والتنزيل، وقد غذّتها اُمها سيّدة نساء العالمين بمكارم الأخلاق وحفظتها القرآن، وعلّمتها أحكام الإسلام*..
وقد بهر الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام من شدّة ذكائها، فقد قالت له: أتحبّنا يا أبتاه.
فأسرع الإمام قائلاً: وكيف لا اُحبكم وأنتم ثمرة فؤادي.
فأجابته بأدبٍ واحترامٍ: يا ابتاه، إنّ الحبّ لله تعالى، والشفقة لنا..
وممّا يدلّ على مزيد فضلها أنّها كانت تنوب عن أخيها الإمام الحسين عليه السلام في حال غيابه، فيرجع إليها المسلمون في المسائل الشرعية..
ولمّا كانت في الكوفة في أيام أبيها *كان لها مجلس خاص تزدحم عليها السيّدات تلقي عليهن تفسير القرآن الكريم، وأحكام الدين وتعاليمه وآدابه*..
انبرى الأشراف والوجوه إلى خطبتها، فامتنع الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام من إجابتهم، وتقدّم لخطبتها فتىً من أنبل فتيان بني هاشم وهو ابن أخيه: عبد الله بن جعفر، فأجابه الإمام إلى ذلك ورحّب به..
فكان لهما اربعة أولاد: عون، علي الزينبي، محمد، عباس.
*وكانت عليها السلام صوت الحق الصادح الذي لا يخشى طواغيت العصر، وكيف لا يكون كذلك وهي ابنة أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء* عليهم السلام.
*🌹رزقنا الله واياكم زيارتها وشفاعتها🌹*