الايمان بالمعجزات يختلف ان تعيش بنفسك المعجزة، ان تدرك تماما ما حدث هو خرق لنواميس الطبيعة، ان تبلغ المتعة ابعد من حدود الحياة، كل من معي كان يشهد ،مثلا الارض والشمس والطيور ودهشة مقاتلي الحشد اصدقائي ومنهم ابن عمي فؤاد الذي عايش دقائق حياتي ينظر الي الى حالتي بين باك ومندهش القضية ليست قضية ان لا بد ان يصدق الانسان ما يرى، لكن القضية تكمن في محور التعايش مع مثل هذه المعجزات ,، عالم غريب تكون امام بلحظات، صرت افهم اني تركت كل شيء ورائي واني منتقل الى عالم ثان، ومع هذا ابتسمت اذ تعلمت من هذه اللحظة حكمة جديدة لم اعرفها في حياتي من قبل ، حكمة هي ان الايمان بالائمة عليهم السلام يقوي صلتنا بالاخرة ولكن الذي اكتشفته الان بلحظاتي الاخيرة ان الايمان بائمة اهل البيت وقيمة وجودهم في حياتي تقوي صلة الانسان بالحياة أيضا
, لكن ان تفقد جذرك الحياتي... لا اعتقد لان الحياة عزيزة وخاصة عندما تكسب هذه الحياة بمعجزة، ان تعانقها تحت اطلالة وجود مولاي امير المؤمنين عليه السلام , ناديت مولاي اميرالمؤمنين
فتعثر عند صرختي الموت , اسمع الربع ينادون ابو صكر استشهد حتى اني صدقت موتي، بالمناسبة انا رأيت الموت اكثر من مرة عاشرته عرفته ،ثلاث سنوات في الجبهة تعلمت منها كيف اتحدى الموت كيف اقفز على هامة موتي شاهدت نفسي تفارقني مع كل شهيد، واليوم افارق نفسي، كنت اقف لاودع الشهداء من اصدقائي وجميل ان اقف اليوم لاودع نفسي , لا ادري هل كنت انتظر المعجزة ا انتظر الموت؟ منذ ايام الجامعة عرفت المعجزات في حياتي لارتباطي الوثيق بامير المؤمنين عليه السلام ، قال احد الاصدقاء انا ما كنت اصدق ما حدث لو لم ار بعيني قلت لا يغير من حقيقة المعجزة شيئا حقيقة ما حدث لا يعتمد على المشاهدات وكلمات الاعجاب يعتمد على الالفة الروحية مع الائمة عليه السلام طهر الرسالة المحمدية وعمق مغزاها الفكري ومحتواها الايماني، .
الايمان بالقضية يعني الايمان بوجود الرعاية الالهية ،بوجود رعاية النبي صلى الله عليه واله وسلم ، واهل بيته عليهم السلام انا كنت اشعر لحظة القتال اني اقاتل في صفين مع مولاي الامام عليه السلام،لانه قال لاحد مقاتليه ... سيقاتل معنا ناس من كل الاجيال ،سيقاتل معنا من لم ير صفين ومن لم يعايش سنوات صفين سيقاتل معنا ناس يعيشون حياتهم بعد الالاف السنوات هذا ما اؤمن به لذلك كنت القريب الى هذه الفكرة، تعرض داعشي مباغت تصديت له ومجموعتيلمشاغلة هذه القوة الكبيرة الى حين يأتينا الامداد، لكن قبل ان ارتقي الموقع واذا بقذيفة هاون لعينة تجعل المشهد الحياتي يتلاشى امام عيني , يبدو اني اصبحت اشلاء انسان فيدي اليمنى اراها بجانب رأسي وجزء من رجلي اليمنى ودع بقاياي, القضية التي ارعبتني لحظة موتي حين اكتشفت ان الساتر من حصة الدواعش ،وهذا يعني اني سأعاني الكثير والموت اهون من اسري، وانا اشلاء مقاتل بحثت عن سلاحي فلم اجده واذا بداعشي يقصدني فصار على مقربة عشرة امتار لم يبق امامي سوى مولاي ابو الحسن مولاي انا مقاتل صفين يا مولاي، اريد ان اموت بين اهلي وناسي، واذا برصاصة من بنادق الحشد تردي الداعشي ويهرب البقية ،ويعود الساتر ليعانق انفاس الحشد وهم يحملوني الى المستشفى سمعت ابن عمي فؤاد يناديني( محمد اتشاهد) والمقاتلون ينادون محمد اتشاهد ورددوا لي الشهادة وانا اردد خلفهم الى ان فارقت روحي جسدي، احسستها تخرج وتصعد الى الاعلى وصرت اسمع بكاء اصدقائي علي وضعوني في الكيس واغلقوه علي ووضعوني مع الجثث وذهبوا .
لا معجزة الى حد هذا المسار , انتهى المشهد على وداعي وانا في الكيس المغلق،توقف المشهد امام هيبة حضوره.... من يناديني ؟(قم يا محمد) واذا بي اراه يمتلك هيبة حضوره يسحبني من يدي اليمنى المقطوعة اخرجني من الكيس واقامني واقفا ناديتهم فاندهشوا لا احد يصدق ما حدث كيف عادت لي الحياة؟كيف خرجت من الكيس؟ كيف استطعت النهوض؟ قلت لا عليكم انهضني مولاي ابو الحسن عليه السلام فبكى الجميع وهم ينادون دخيلك يا ابا الحسن