إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الزيادة والنقصان في الحياة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الزيادة والنقصان في الحياة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    ورد في الحديث الشريف( من لم يرى الزيادة في نفسه فهو إلى النقصان ومن كان إلى النقصان فالموت خير له من الحياة) أمالي الصدوق: 321 / 4

    في هذا الحديث الشريف دعوة إلى أمرين يهمان كل إنسان .
    الأمر الأول أن الإنسان لا ينبغي له أن يكون ساكناً أن يكون متحرك في حياته .
    حياته مليئة بالحركة مليئة بالنشاط مليئة بالعمل .
    الفراغ والدعة والأسترخاء والخمول والكسل هذه الإمور تضر بالإنسان أضراراً كبيرا وتضيق عليه الحياة وتسيء أخلاقه فلابد للأنسان أن يكون متحرك فاعلاً نشطا بأي عمل من الأعمال يشغل نفسه يملأ فراغه يقضي على الخمول والكسل .
    الأمر الثاني لابد وأن تكون هذه الحركة والزيادة والأنشغال نحو الأفضل لأن الأنسان إذا وقف ساكناً ولم يعمل أو عمل ولكن لاينظر إلى الأفضل فإنه سيكون إلى الأسواء كما يستفاد من الحديث الشريف والأسوء هنا هو النقصان.
    الحديث الشريف يقول من لم يرى الزيادة في نفسه فهو إلى النقصان ومن كان إلى النقصان فالموت خير له من الحياة والسبب في ذلك أن الإنسان إذا لم يزدد ولم يرتقي ولم يتغير إلى الأفضل فإنه سيكون إلى الأسواء ومن كان إلى الأسواء خرب دينه وخرب دنياه وخرب أخرته.
    الحياة ستكون ساحة لأرتكاب مزيد من الأخطاء مزيد من المساوىء وربما مزيد من الذنوب وحينئذا لا أشكال لا كلام في أن الإنسان يحشر إلى ربه قليل الذنوب أفضل من أن يحشر إلى ربه وهو ممتلئ بالذنوب كثير الذنوب أو ممتلئ بالأخطاء والهفوات فعلى الإنسان أن يجعل نظره متجه إلى ذاته إلى نفسه هل أنا في زيادة هل أنا في ارتقاء هل أنا نحو الأفضل ؟؟
    أم أنا باقي على حالي كما كنت قبل عام الأن نفس الشيء كما كنت في مراهقتي الأن في شبابي نفس الشيء كما كنت في صغري الأن في كبري نفس الشيء ؟!
    اذا يكون الإنسان ساكناً أو متحرك نحو الأسوء الحديث المبارك يقول الموت خير له من الحياة وهذه حقيقة واقعية يدركها كل من يحرص على نفسه وتهمه ذاته وتهمه أخرته وقبره.
    لعل سأل يسأل الزيادة إلى ماذا تكون ؟؟
    كيف يرى الإنسان الزيادة في نفسه ؟؟
    الزيادة تكون من جهات عديدة لكن نختصر للإشارة إلى أمرين فقط .
    الأول الزيادة في كل خير فإن الحياة البشرية تقوم على الخير تقديم الخير للغير تقديم الخدمات للغير تقديم النصح للغير ، أزالة الأمور التي تعكر الحياة وتنغص الأجواء البشرية النميمة الكذب الحسد الحقد سوء الظن الأنانية الغضب حب الذات ونحو ذلك من الأمور التي تشوه الفطرة السليمة هذه كلها شرور فمتى ما تمكن الإنسان أن يزيل هذه الشرور عن نفسه وغيره كان إلى خير وإذا كان الإنسان فاضلاً ورعا متقي ولكنه قدم النفع إلى الأخرين هذا خير هذه زيادة لو وجد نزاع بين أثنين أصلح بينهم هذه زيادة لو كان جاهلاً فتعلم هذه زيادة لو كان مذنب فتاب هذه زيادة فكل فضيلة يتحلى بها الإنسان وكل رذيلة يتخلى عنها الإنسان معناه أنه في زيادة فالحياة خير له من الموت.
    الأمر الثاني الزيادة في العلم فأن الأنسان حقيقته بعلمه جوهره بعلمه حتى في الأخرة الله عز وجل سيحاسب الناس على حسب علومهم وبمقدار علومهم ومعارفهم يرتقون.
    فمتى ما تمكن الإنسان أن يزيل الجهل عن نفسه يزداد معرفة يزداد علم معناه أنه في زيادة وليس في نقصان .
    أما إذا بقي ساكناً جهله بلأمس هو جهله اليوم وجهله في شبابه هو جهله الأن هذا ليس إلى زيادة هذا إلى نقصان لأن العمر يزداد والأيام والأعمال تحصى على الانسان ولم يكن إلى خير فلابد أن يزداد معرفة علم حتى يتجاوز النقصان .
    المراد من زيادة العلم هنا العلم بالله تعالى العلم بالنفس العلم الذي يصنع من الإنسان أنسانا ويرتقي بلإنسان إلى مدارج الكمال لذلك ورد في الحديث الشريف عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ((إذا أتى علي يوم لا أزداد فيه علما ، يقربني إلى الله ، فلا بارك الله لي في طلوع شمسه )) تفسير مجمع البيان ج 7
    النبي المصطفى وهو خير من خلق الله أشرف الموجودات لا يتمنى أن يكون في يوم لا يزداد فيه علم يقربه إلى الله عز وجل فما بالك بغيره.
    لذالك حتى يتجاوز الإنسان المؤمن النقصان وتكون الحياة خير له من الموت لابد ان يزداد خيراً ويزداد علما .
    كيف يمكن أن أزداد علما وخيرا ومعرفة؟؟ الجواب طويل ومفصل نختصر بلأشارة إلى ثلاثة أمور:

    الأول: التعلم من الحياة والأتعاظ من التجارب فإن الإنسان لا ينبغي له أن يعيش في الدنيا غافل لايلتفت إلى مايجري حواليه وما يمر به من تجارب ، التجارب خير معلم وخير مرشد للانسان .
    ثانيا: أن يجعل لنفسه وقت ومحال لقراءة أيات القرآن الكريم والتدبر فيها وقراءة الأحاديث الشريفة الواردة عن أهل البيت عليهم السلام فإنها مصباح تهدي الإنسان إلى الخير وتزيده علم وعقيدة وخلق.
    الأمر الثالث: الالتقاء بالعلماء الذين يذكرون الإنسان بالله ويزيدونه علم ويرفعون عنه الجهل الظلمة و الغفلة وهم الهداة للبشرية .

    التعديل الأخير تم بواسطة يازهراء; الساعة 01-12-2022, 05:54 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X