في الثالث عشر من جمادى الأولى انتهاك الحرمة ومصاب العترة بسم الله الرحمن الرحيم أسمها وكنيتها: فاطمة بنت خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم أمها أم المؤمنين خديجة بنت خويلد ولدت بعد مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخمس سنين في العشرين من جمادى الثانية. صفتها: أشبه الناس بأبيها رسول الله صلى الله عليه وآله حتى في مشيتها وسكناتها وحركاتها ومنطقها وكانت نحيفة الجسد ومشرقة الوجه. مناقبها: قال فيها رسول الله صلى الله عليه وآله: «فاطمة بضعة مني يرُيبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها» «إن الله عز وجل ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها» «فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني» قال لها ولعلي والحسن والحسين: «أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم». الزهراء تجاهد: فاطمة عليها السلام واحدة من الذين ساهموا في بناء الصرح الإسلامي العظيم من خلال مواقفها في مكة والمدينة فقد روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي عند البيت الحرام في بداية البعثة وأبو جهل وأصحابه ينظرون إليه وكان بقربهم ذبائح فقال أبو جهل من منكم يقوم إلى رفث هذه الذبائح ويجعلها على متن محمد فقام رجل وقال أنا فانبعث أشقى القوم فلما سجد النبي وضعه على كتفه ولطخه بهذه النجاسات والنبي صامد يتم صلاته وهم يضحكون عليه وفي هذه الأثناء أقبلت فاطمة عليها السلام إليه فطرحته عنه ثم أقبلت على أبي جهل وأصحابه فوبختهم حتى خجلوا منها. وهكذا كانت ترافق أباها النبي صلوات الله عليه وآله منذ البدء وكانت تدافع عنه بكل بسالة وقوة عندما أتهمة الجاهلون بالسحر فكانت تؤكد عبر الحواريات مع النساء والفتيات أنه ليس بساحر بل نبي هذه الأمة. فكانت فاطمة تدافع وتجاهد بلسانها الرقيق وأسلوبها العذب ومنطقها الرصين كما كان أبن عمها علي مرافقاً وملازما للنبي يذب عنه الحجارة وأذى قريش ويدفع عنه الصبيان عندما يلاحقونه بالحصى والحجارة فكان علي يتقيها بنفسه وكانت تشاهد تضحيات علي عن كثب وترى صمود أبيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكانت تزداد ثباتا في جهادها منذ صغرها. الرحى تدور: من معجزات وكرامات الزهراء عليها السلام: يقول أبو ذر بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أدعو علياً فأتيت بيته فناديته فلم يجبني أحد والرحى تدور وتطحن وليس معها أحد فناديته إلى أن خرج إلي ومازالت الرحى تدور فقلت عجبا من رحى تدور في بيت علي وليس معها أحد فقال: النبي: (إن ابنتي فاطمة ملأ الله قلبها وجوارحها إيمانا ويقينا وإن الله علم ضعفها فأعانها على دهرها أما علمت أن لله ملائكة موكلين بمعونة آل محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ). الشهادة المفجعة: فاطمة الزهراء عليها السلام لم تبق بعد أبيها صلى الله عليه وآله إلا أياماً قليلةً مستديمةً الحزن والبكاء متلقية من المصائب والأذى والآلام ما الله عالم به والمتأمل في خطاب أمير المؤمنين عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد دفنها يعرف عظم ما جرى عليها ومن هذا الخطاب قوله: «وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها فأحفها السؤال واستخبرها الحال فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلاً وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين». البكاؤون الخمسة: روى ابن بابويه بسند معتبر عن مولانا الصادق عليه السلام أنه قال: البكاؤون خمسة: آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت محمد وعلي بن الحسين عليه السلام فأما آدم فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال الأودية وأما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره وحتى قيل له: (قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الهالِكِينَ) يوسف: 85. وأما يوسف فبكى على يعقوب حتى تأذى به أهل السجن فقالوا له: أما أن تبكي الليل وتسكت بالنهار وأما أن تبكي بالنهار وتسكت بالليل فصالحهم على واحد منها. أما فاطمة فبكت على رسول الله صلى الله عليه وآله حتى تأذى بها أهل المدينة فقالوا لها: قد آذيتنا بكثرة بكائك، فكانت تخرج إلى المقابر ـ مقابر الشهداء ـ فتبكي حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف. وأما علي بن الحسين فبكى على الحسين عليه السلام عشرين سنة أو أربعين سنة، ما وضع بين يديه طعام إلا بكى حتى قال له مولاه: جعلت فداك يا بن رسول الله إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين. قال: (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) يوسف: 86. أني ما أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقني لذلك عبرة. الرسول ومظلومية الزهراء عليه السلام: روى الشيخ الطوسي بسند معتبر عن ابن عباس أنه قال: لما حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله الوفاة بكى حتى بلت دموعه لحيته فقيل له: يا رسول الله ما يبكيك؟ فقال: أبكي لذريتي وما تصنع بهم شرار أمتي من بعدي. كأني بفاطمة وقد ظلت من بعدي وهي تنادي يا أبتاه فلا يعيها أحد من أمتي. فسمعت ذلك فاطمة عليه السلام فبكت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لا تبكي يا بنية. فقالت: لست أبكي لما يصنع بي من بعدك ولكني أبكي لفراقك يا رسول الله، فقال لها: أبشري يا بنت محمد بسرعة اللحاق بي فأنك أول من يلحق بي من أهل بيتي. الزهراء توصي: روي في كتاب روضة الواعظين وغيره أنه: مرضت عليها السلام مرضاًً شديداً ومكثت أربعين ليلة في مرضها، فلما نعيت إليها نفسها، دعت أم أيمن وأسماء بنت عميس، ووجهت خلف علي عليه السلام وأحضرته فقالت: يابن عم، أنه قد نعيت إلي نفسي وإنني لأرى ما بي ولا أشك إلا أنني لاحقة بأبي ساعة بعد ساعة وأنا أوصيك بأشياء في قلبي، قال لها علي عليه السلام: أوصيني بما أحببت يا بنت رسول الله فجلس عند رأسها وأخرج من كان في البيت ثم قالت: يابن عم، ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك منذ عاشرتني فقال عليه السلام: معاذ الله أنت أعلم وأبر وأتقى وأكرم وأشد خوفاً من الله أن أوبخك غداً بمخالفتي، فقد عز عليّ بمفارقتك وبفقدك، ألا وأنه أمر لا بد منه والله جدد علي مصيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وقد عظمت وفاتك وفقدك فإنا لله وإنا إليه راجعون من مصيبة ما أفجعها وآلمها وأمضها وأحزنها، هذه والله مصيبة لا عزاء عنها ورزية لا خلف لها. ثم بكيا جميعاً ساعة وأخذ علي عليه السلام رأسها وضمها إلى صدره ثم قال: أوصيني بما شئت فإنك تجديني وفياً أمضي كلما أمرتيني به وأختار أمرك على أمري . ثم قالت: جزاك الله عني خير الجزاء، يابن عم أوصيك أولاًً أن تتزوج بعدي بابنة أختي أُمامة فأنها لولدي مثلي فأن الرجال لابد لهم من النساء. ثم قالت: أوصيك يابن عم أن تتخذ لي نعشاً فقد رأيت الملائكة صوروا صورته. فقال لها: صفيه إليّ. فوصفته فاتخذه لها، فأول نعش عمل في وجه الأرض ذلك. ثم قالت: أوصيك أن لا يشهد أحد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني وأخذوا حقي فأنهم أعدائي وأعداء رسول الله صلى الله عليه وآله وأن لا يصلي عليّ أحد منهم ولا من أتباعهم وادفني في الليل إذا هدأت العيون ونامت الأبصار. أسماء وشهادة الزهراء عليها السلام: وروي في كشف الغمة وغيره أنه: لما حضرتها عليها السلام الوفاة أمرت أسماء بنت عميس أن تأتيها بالماء فتوضأت وقيل اغتسلت ودعت الطيب فتطيبت به ودعت ثياباً جدد فلبستها وقالت لأسماء: أن جبرائيل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وآله لما حضرته الوفاة بكافور من الجنة فقسمه أثلاثاً، ثلث لنفسه وثلث لعلي وثلث لي وكان أربعين درهماً. فقالت: يا أسماء ائتني ببقية حنوط والدي، فضعيه عند رأسي فوضعته، ثم تسبحت بثوبها وقالت: انتظريني هنيئة ثم ادعيني فأن أجبتك وإلا فأعلمي أن قد قدمت على أبي. فانتظرتها هنيئة ثم نادتها فلم تجبها فنادت يا بنت محمد المصطفى، يا بنت أكرم من حملته النساء، يا بنت خير من وطأ الحصا، يا بنت من كان ربه قاب قوسين أو أدنى. قال: فلم تجبها فكشفت الثوب عن وجهها فإذا بها قد فارقت الدنيا فوقعت عليها تقبلها وهي تقول: فاطمة إذا قدمت على أبيك رسول الله صلى الله عليه وآله فأقرئيه عن أسماء بنت عميس السلام. الحسنان وأمهما عليهم السلام: بينما هي كذلك دخل الحسن والحسين فقالا: يا أسماء ما ينيم أمنا في هذه الساعة؟ قالت: يا بني رسول الله ليست أمكما نائمة، قد فارقت الدنيا، فوقع عليها الحسن يقبلها مرة ويقول: يا أماه كلميني قبل أن تفارق روحي بدني، وأقبل الحسين يقبل رجلها ويقول: يا أماه أنا أبنك الحسين كلميني قبل أن ينصدع قلبي فأموت. قالت لهما أسماء: يا بني رسول الله انطلقا إلى أبيكما علي فأخبراه بموت أمكما، فخرجا حتى إذا كانا قرب المسجد رفعا أصواتهما بالبكاء فابتدرهم جميع الصحابة فقالوا: ما يبكيكما يا بني رسول الله لا أبكى الله أعينكما، لعلكما نظرتما إلى موقف جدكما صلى الله عليه وآله فبكيتما شوقاً إليه؟ فقالا: لا أو ليس قد ماتت أمنا فاطمة عليه السلام، قال: فوقع علي على وجهه يقول: بمن العزاء يا بنت محمد؟ كنت بك أتعزى ففيم العزاء من بعدك؟ ثم قال: لكل اجتماع من خليلين فرقة وكل الذي دون الفراق قليل وأن افتقادي فاطماً بعد أحمد دليل على أن لا يدوم خليـل المدينة وشيوع الوفاة: ثم توفيت فاطمة عليه السلام فصاحت نسوة المدينة صيحة واحدة واجتمعت نساء بني هاشم في دارها فصرخن صرخة واحدة كادت المدينة أن تزعزع من صراخهن وهن يقلن: يا سيدتاه يا بنت رسول الله. وأقبل الناس مثل عرف الفرس إلى علي عليه السلام وهو جالس، والحسن والحسين عليه السلام بين يديه يبكيان فبكى الناس لبكائهما وخرجت أم كلثوم وعليها برقعة وتجر ذيلها متجللة برداء عليها تسحبها وهي تقول: يا أبتاه يا رسول الله الآن حقاًً فقدناك فقداً لا لقاء بعده أبداً. جنازة وظلامة: اجتمع الناس فجلسوا وهم يرجون أن تخرج الجنازة فيصلون عليها فخرج أبو ذر فقال: انصرفوا فأن ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله قد أخُر إخراجها في هذه العشية فقام الناس وانصرفوا فلما أن هدأت العيون ومضى من الليل أخرجها علي والحسن والحسين عليه السلام وعمار والمقداد وعقيل والزبير وأبو ذر وسلمان وبريدة، ونفر من بني هاشم وخواصه. صلوا عليها ودفنوها في جوف الليل وسوى علي عليه السلام حواليها قبوراً مزورة مقدار سبعة حتى لا يعرف قبرها وقيل أربعين قبراً كما في رواية. وقيل قبرها سوي مع الأرض مستوياً فمسحها مسحاً سواء مع الأرض حتى لا يعرف أحد موضعه. وذلك لإخفاء قبرها وأن لا يصلي عليها أحد أو يهم بنبشه ولذا وقع الخلاف في موضع قبرها عليها السلام قيل أنه بالبقيع جنب قبور الأئمة وقيل أن قبرها بين قبر رسول الله وبين منبره لقوله صلى الله عليه وآله: «بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة». وقيل أنها دفنت في بيتها. وهذا أصح الأقوال كما تدل عليه الروايات الصحيحة. روى ابن شهر آشوب وغيره أنه: لما صار بها إلى القبر المبارك خرجت يد تشبه يد رسول الله صلى الله عليه وآله فتناولها وانصرف. أمير المؤمنين عليه السلام وفراق الزهراء سلام الله عليها: فلما حضرتها الوفاة أوصت أمير المؤمنين عليه السلام أن يتولى أمرها ويدفنها ليلاً ويعفي قبرها، فتولى ذلك أمير المؤمنين عليه السلام ودفنها وعفى موضع قبرها، فلما نفض يده من تراب القبر، هاج به الحزن، فأرسل دموعه على خديه وحول وجهه إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك من ابنتك وحبيبتك وقرة عينك وزائرتك والبائتة في الثرى ببقيعك، المختار الله لها سرعة اللحاق بك، قَلَّ يا رسول الله عن صفيتك صبري، وضعف عن سيدة النساء تجلدي، إلا أن في التأسي لي بسنتك والحزن الذي حل بي لفراقك موضع التعزي، ولقد وسدتك في ملحود قبرك بعد أن فاضت نفسك على صدري، وغمضتك بيدي، وتوليت أمرك بنفسي. نعم وفي كتاب الله أنعم القبول، أنا لله وأنا إليه راجعون قد استرجعت الوديعة وأخذت الرهينة واختلست الزهراء فما أقبح الخضراء والغبراء يا رسول الله. أما حزني فسرمد وأما ليلي فمسهد لا يبرح الحزن من قلبي أو يختار الله لي دارك التي فيها أنت مقيم، كمد مقيّح وهمّ مهيّج، سرعان ما فرق الله بيننا وإلى الله أشكو. وستنبئك ابنتك بتظاهر أمتك عليّ وعلى هضمها حقها فاستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلاً وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين. سلام عليك يا رسول الله، سلام مودع ولا قال، فأن أنصرف فلا عن ملالة وأن أقم فلا عن سوء ظنيّ بما وعد الله الصابرين، والصبر أيمن وأجمل ولولا غلبة المستولين علينا، لجعلت المقام عند قبرك لزاماً والتلبث عنده معكوفاً ولأعولت إعوال الثكلى على جليل الرزية فبعين الله تدفن بنتك سراً ويهتضم حقها قهراً ويمنع أرثها جهراًً ولم يطل العهد ولم يخلق منك الذكر فإلى الله يا رسول الله المشتكى وفيك أجمل العزاء فصلوات الله عليها وعليك ورحمة الله وبركاته. ونقل العلامة المجلسي عن مصباح الأنوار مروياً عن الصادق عليه السلام عن آبائه الكرام أنه: لما وضع أمير المؤمنين عليه السلام فاطمة عليه السلام في قبرها قال: بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله سلمتك أيتها الصديقة إلى من هو أولى بك مني رضيت لك بما رضى الله تعالى، ثم تلى: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى) طه: 55. فلما دفنها أمر برش الماء على القبر ثم جلس عنده بقلب كئيب حزين وعين دامعة فجاء إليه عمه العباس فأخذ بيده ونحاه عن القبر من موقع الشيرازي نت |
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
شهادة السيدة الزهراء (عليها السلام ) انتهاك الحرمة ومصاب العترة
تقليص
X
-
شهادة السيدة الزهراء (عليها السلام ) انتهاك الحرمة ومصاب العترة
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس
-
رسالة سيدة الجنة.. اياكم وترك إمام زمانكم
لم نجد في تاريخ البشرية امرأة أعظم وأشرف وأطهر من فاطمة الزهراء سلام الله عليها
هي قطب الرحى، حلقة الوصل بين النبوة والإمامة والفاصل بين أهل الجنة وأهل النار بين عبيد الدنيا وأصحاب الآخرة، هي حجة الله على حجج الله. لم نجد في تاريخ البشرية امرأة أعظم وأشرف وأطهر من فاطمة الزهراء سلام الله عليها، إنها خير أسوة لجميع النساء بل العالمين أجمع، هناك أحاديث كثيرة في فضائلها وعظمة شأنها في كتب الفريقين باستطاعة الباحث الرجوع إليها والتعرف على عظمتها ولكنها فدت بنفسها لأجل الدفاع عن إمام زمانها وبينت للبشرية أن الحق مع علي حيثما دار يدور. استشهدت وهي غاضبة على الغاصبين فقد روى البخاري في صحيحه في الخمس: أن فاطمة بنت رسول الله (ص) غضبت على أبي بكر ، فهجرته قال: فلم تزل مهاجرته حتى توفيت. - فقالت: نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول: رضا فاطمة من رضاي، وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني؟، قالا: نعم سمعناه من رسول الله (ص)، قالت: فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه. رفضت الصمت أمام الباطل وبينت أن الحق لابد وأن يُقال والحق يُضحّى لأجله وأي حق أجل قدراً وأعلى منزلة من حق أمير المؤمنين علي؟ سيدة نساء العالمين بينت بأن الدفاع عن صاحب الزمان واجب لايمكن التنازل عنه لأجل علي والدفاع عن الحق فلتكسر الأضلاع وتسقط الأجنة وتُلطم الخدود ويفقدالمرء الحياة! لو نركز على كيفية دفاع سيدتنا ومولاتنا عن هذه الرسالة العظيمة والحق المغصوب وبعدئذ كيفية ايثار الشهداء على مر التاريخ من اللذين فقدوا أعينهم وأرجلهم وحياتهم وحياة عائلتهم بسبب الدفاع عن إمام زمانهم ياترى أين سنكون؟ هل نحن مستعدون لإعطاء يد أو عين أو رجل لأجل إمام زمامنا هل نحن واثقون بهويتنا وندافع عنها بكل ثقة ومستعدين للتخلي عن عيوننا وأيدينا وأرجلنا، سؤال صعب، لنبسط الأمر أكثر هل نحن مستعدين أن نغض الطرف عن المعاصي ونتراجع خطوات إلى الوراء عند مواجهة المعاصي؟ هل نحن مستعدين أن ندافع عن الحق بأبسط طريقة ممكنة؟ أم أننا مجرد أرقام تزيد الكتاب سواداً دون فائدة. العمر دون التمسك بهم والدفاع عن حقوقهم مجرد ساعات فانية تزيد الحياة سواداً نحتاج إلى قوة في المواقف كي نثبت مواقفنا الجميلة بقوة ودقة. نحتاج بأن نكون أقوياء في عقيدتنا وفي الدفاع عنها وفي التضحية لأجلها، نحتاج إلى أفعال توقع صدق أقوالنا، نحتاج ألى قوة في ارسال رسالتنا ودعواتنا وفي كل شيء يتعلق بإمام زماننا. سيدة نساء العالمين قدوتنا في قوة الموقف وقوة الكلمة وقوة التضحية وقوة الفداء، انتهى الأمر إلى قبر مجهول وخد مسطور وضلع مكسور ولكن البشرية لازالت أمام علامة سؤال كبيرة لماذا وبأي ذنب قُتلت؟.
منقووول
- اقتباس
- تعليق
-
هجوم الدار.. من فضاضة أهل المدار
عن فاطمة الزهراء أتكلم، وحي قد أصاب قلب الوجود وزاده تسبيح من فم الحوراء الأنسية قد غلف ب مأساة
ولنا عودة، في مبدأ الانفطار حديث، يقينا لإقامة الدليل، وكشف المستور، وليفصح القلم عن خوابي بعض الكتب، عمق له باع في كتابة الحقيقة، وتفصيل موجبات التوضيح، يستدرج فيها بعض الدواهي العظمى لتفرد ذكرياتها بلون الصراحة. عن فاطمة الزهراء أتكلم، وحي قد أصاب قلب الوجود وزاده تسبيح من فم الحوراء الأنسية قد غلف بمأساة، وحبكت بمعاضل، فكانت باب حطة للذين آمنوا.. (إِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ۚ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) ١. وقد قض الصمت حقيبة الكلمات، وأظهر بعض الموانع، لبيت أهل النبوة ل تكون الحقيقة أقرب إلى الواقع من سواد العين إلى بياضها.. نعم، إذا زلزلت الأرض زلزالها، وأحرق الدار، ومعقل الرسالة ونور العرش بين الباب والبسمار، فأخرجت السياط أثقالها، ولم يقل مالها، بل قنفذ الظلام، آذى عينها، فأحمرت السماء وبكت على طفلها.. فجاءت أخبارها، أن خرجوا وعنق النور في ذمة ذنوبهم جزاء بما أجرموا خانعين. اليوم عمل بلا حساب، وغدا حساب بلا عمل يوم على الظالمين عسيرا، يتكلم الوتر هنا وتستنهض من دماءه، ثورة، ولعل أحد الأحزان ضراوة، أن يكون الوجع قد تصبغ بألوان مختلفة النطاق، لا تطاق، نعم مظلومية تعددت أوجه الوجع فيها، فكان ال آه. محل لا يعرب أبدا، لكثافة الحضور، وحجم الرواية على كافة الأصعدة، وموارد الأسباب التي تكشف سعتها ب أضرار. في مصاب، حرق الدار، خطاب موجه إلى كل ذي لب يخاف من الله عقاب، مسؤولية التصريح، وحق بيان للجميع، وتوضيح زاوية الفكرة فيها، دفاعا عن المظلوم، وإذاعة تخوم قد أخذ بعض من لا رأي لحجته سوى بضع تلجلجات واهية دفاعا عن نظراته الضيقة ونظره المتعب. (وأذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)٢. أي طور، قد حمل التوراة ومافيها، مسؤولية الفصح وذكر المبايعة، أليس في ذلك ذكر للذاكرين؟! إن الميثاق عهد أن لا تطرق الباب إلا بإذن أصحابه، لا أن تحرق الباب بأصحابه، حتى قالوا إن فيها فاطمة!، قال: وإن.. ألا أن كل اللعائن ترافق صندوق الحفر، وعليها سيل الفضائح، وجلد لا يزكى ف يموتوا وهم كافرون.. يتفق الكتاب، وتبصم الرواية فيه حقيقة الهجوم أن لا اشتباه فيما وقع.. روي عن فاطمة الزهراء أنها قالت: (.... *فجمعوا الحطب الجزل على بابنا، وأتوا بالنار ليحرقوه ويحرقونا، فوقفت بعضادة الباب وناشدتهم بالله وبأبي أن يكفوا عنا وينصرونا، فأخذ عمر السوط من يد قنفذ* - مولى أبي بكر - *فضرب به عضدي، فالتوى السوط على عضدي، حتى صار كالدملج، وركل الباب برجله فردّه عَلَيّ وأنا حامل، فسقطتُ لوجهي، والنار تسعر وتسفع وجهي، فضربني بيده حتى انتثر قرطي من أذني، وجاءني المخاض فأسقطت محسناً قتيلا بغير جرم، فهذه أمة تصلي علي؟! وقد تبرأ الله ورسوله منهم، وتبرأت منهم*. )٣. حقيقة، أن الدملج ، هو مخاض فكر السقيفة، إن تكلم وعائهم، ف كل إناء ما فيه ينضح، وغيض الفاسد فيها، أن تكون الناشئة حبر من هجير نارها الموقودة من سلالة المنافقين، التي سعت ولا زالت تثبت ذلك إلى وقتنا الحالي جل حنقها وسفاهة قوتها وبث ذاريات خذلانها، وشرارة عقيدتها الموسومة ب ظل الاستهتار، لتحيل ملف عدائها إلى جيلها المستتر بين طيات الزمن. ولعل المسؤول هنا، فريق من هم المواطنون على ذكر اللآل، ولكن ب شيفرة يدعون أنها التقية، إلا أنها غير نقية.. إلا أن محكمة، تتطاير فيها الكتب، ويستعد لها قلب اللبيب، ويرتبك لعظمتها سربال ظلم الظالم ويكشف عن مستور الهجوم، بمستوى الوضوح وحق من سقط على عتبة الرسالة مضرج بدمه الطاهر، السبط المحسن الشهيد سلام الله عليه، أوَّلُ مَن يُحْكَم فيهِ وفي مظلوميته في يوم القيامة، المُحسن بن علي وفاطمة.. الإمام الصَّادق "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه" يقول: (إذا كانَ يومُ القيامة.. يأتي المحسن مُخضَّباً محمولاً تحمِلهُ خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت أسد أمُّ أمير المؤمنين "عليهم السَّلام"، وهُنَّ صارخات، وأمُّهُ فاطمة "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليها" تقــــول: ﴿هذا يومكُمُ الَّذي كُنتم تُوعدون﴾ اليومَ ﴿تجدُ كلُّ نفسٍ ما عملتْ مِن خيرٍ مُحضراً وما عملتْ مِن سُوءٍ تَودُّ لو أنَّ بينها وبينهُ أمداً بعيدا﴾. فتقولُ الملائكة لها: إنَّ اللهَ قد حكَّمكِ في خلقهِ فمَن ظلمكِ وظلمَ ولْدك فاحكمي فيهِ بما أحببتِ فإنّي أجيزُ حكومتكِ فيهم. فتشهد العرصة، فإذا أُوقِفَ مَن ظَلَمها أمرتْ بهِ إلى النَّار، فيقول الظَّالم: واحسرتاه على ما فرَّطتُ في جنْب الله، ويتمنَّى الكرَّة، ويعضُّ الظَّالم على يديهِ ويقول: يا ليتني اتخذتُ معَ الرَّسولِ سبيلا، يا ويلتى ليتني لم أتخذْ فُلاناً خليلا، وقــــال: حتَّى إذا جاءنا قال: يا ليتَ بيني وبينكَ بُعْدُ المَشرقينِ فبئسَ القرين ولن ينفعكم اليوم إذْ ظلمتم أنَّكم في العذاب مشتركون...)٤. فتكون الواقعة، وما أدراك ما الواقعة، وجوه يومئذ مسودة، بلهيب الفاجعة، مردود عليها فعل السوط وحريق القارعة. يقولُ الإمام الصادق "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه": (أوَّلُ مَن يُحْكَم فيهِ -أي في يوم القيامة- محسن بن علي "صلوتُ اللهِ وسلامهُ عليه" وفي قاتلهِ -أي ابنُ صهاك لعنة الله عليه- ثُم في قنفذ -لعنةُ اللهِ عليه- فيؤتيان هُو وصاحبه فيُضربان بسياطٍ مِن نـــار، لو وقعَ سوطٌ مِنْها على البِحار لغلتْ مِن مشرقها إلى مَغربها، ولو وُضِعتْ على جبالِ الدُّنيا لذابتْ حتَّى تصيرَ رماداً فيضربان بها)٥. إذن، يبقى الكائن على الكاهل، ولابد من إعلام يتبعه إعلان.. ومظلومية تتحملها السواعد، وأفكار الموائد، ومنبر يدعو المواعظ، ولسان، الله عليه شاهد، ودمع يثأر عند المواقد، وكتاب المجالس لا يفقد الشواهد، ولا يبرح يعلن حتى تبيض وجوه المواساة، ويكون هو المرابط. وتتدخل عافية الكلمة، لتتسلق قمة الولاء، وشكر العناء، وأن غدا لناظره قريب، يوم تبلى السرائر فماله من قوة ولا ناصر، إلا دثار فاطمة الزهراء.
سورة البقرة ، الآية ،٥٨,٦٣… (١,٢)
بحار الانوار ٣٠: ٣٤٨- ٣٤٩..(٣)
كامل الزيارات .. (٤,٥)
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
في ذكرى الصديقة الزهراء و أزمة البحث عن القدوة
حياة زوجية رائعة، وأسرة سعيدة بكل المعايير، تلك التي كانت لدى بنت رسول الله، الصديقة فاطمة الزهراء، وهي ابنة التسع سنوات مثلها، مثل أية فتاة في هذا العمر تستشعر النضج والحيوية والاندفاع، ثم الحماس لاستنشاق السعادة المنبعثة من العاطفة و الودّ.
نعم؛ كان لجبرائيل، ولفاكهة الجنة، الدور المباشر في تكوّن لحم وعظم فاطمة في أحشاء أمها خديجة، بيد أنها كانت كأية فتاة قرشية في مكة من حيث الظاهر، ولم تكن من جنس الملائكة، وقد عالج القرآن الكريم منذ البداية هواجس دعاة الغلو في التقديس عندما بيّن أن الانبياء والمرسلين من قبل الله –تعالى- إنما هم من البشر {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ}.
كانت، سلام الله عليها، تكنس الدار، وتطبخ الطعام، وتغسل الملابس، وهي أعمال نساء اليوم –البعض طبعاً؛ وليس جميعهنّ- بيد أن الزهراء كانت تقوم بأعمال أخرى يصعب تصورها اليوم، مثل؛ غزل الصوف، أي تحويل صوف الخراف الى خيوط لاستخدامات مختلفة آنذاك، و أعتقد جزماً أن التاريخ القاصر عجز عن الإحاطة بكل ما كانت تقوم به الزهراء في حياتها اليومية، إن داخل بيتها، أو في تعاملها مع ابناء جنسها، ومع الجيران، وحتى مع افراد أسرتها.
عاشت حياة الكفاف والعفاف والبساطة، ولكن لم تكن فقيرة مطلقاً، وكذا الحال زوجها أمير المؤمنين، يكفي أن نتذكر أنها لفترة طويلة كانت تمتلك أرض فدك الزراعية الغنية بالموارد المالية، ربما لو كان لواحدة من نساء اليوم جزءاً بسيطاً منها لاشترت السيارة الفارهة والقصر المنيف وأشكال المجوهرات والمقتنيات، ولكانت تحمل راية الشهرة والتسيّد على الآخرين في كل مكان، بيد أن الباحثين؛ من الشيعة وغيرهم، يجمعون على أن هذه المرأة العظيمة صنعت العظمة والسعادة من حياتها البسيطة وغير المكلفة.
تُرى، مع كل هذه الاوصاف، ما الذي يمنع المرأة اليوم من الاقتداء بالصديقة الزهراء في كل ما أوصلتها الى السعادة في الحياة؟
إن سألت أي امرأة مسلمة في أي مكان بالعالم، حتى وإن كانت غير محجبة، ولا تلتزم بالفرائض الدينية، عن شخصية الصديقة الزهراء، سيأتيك الجواب؛ أنها –على الاقل- أيقونة الأخلاق والعفاف والشجاعة والصبر، كونها ابنة رسول الله، أما اذا سألت عن معايير السعادة لديك، وهل يمكن ان تلمسيها في حياة هذه الشخصية التي تمدحينها؟ هنا يأتي الجواب مختلف بعض الشيء، لأن معايير السعادة اليوم غير التي كانت لدى فاطمة في تلك الفترة، فما قدمته لنا، عليه السلام، من معايير وموازين نزن بها السعادة، تفيد المرأة في تلك الفترة والى يومنا هذا، والى يوم القيامة، لأنها تأخذ ترتكز على القيم الأخلاقية والدينية، والمشاعر الانسانية، وليس على المظاهر المتغيرة التي تنتجها الرغبات النفسية والمصالح الشخصية للبشر.
مثلاً؛ أن تختار المرأة أي عمل او مهنة تهواها، يمثل مصدر ارتياح، وشعور بالسعادة والفخر بينها وبين نفسها، وبينها وبين الآخرين بأنها حققت طموحها وآمالها بالوصول الى ما تريد وترغب، وكذا الحال بالنسبة لمسألة استقلال المرأة اقتصادياً بامتلاكها مورد مالي خاص يفصلها عن المورد المالي لزوجها وحتى أبيها، يمكّنها من الخروج بكل فخر واعتزاز الى الاسواق والمطاعم لتشتري ما تُحب ويلبي رغباتها، وتأكل ما لذّ وطاب، وتفعل كل ما يحلو لها.
نحن جميعاً نحب فاطمة بنت رسول الله، ونعبر عنه في مظاهر مختلفة؛ من الفرح في ذكرى مولدها، والحزن في ذكرى استشهادها، والحضور في مجالس الذكر الخاصة بها، بل حتى ثمة من يقرأ ما كُتب عنها، وأكثر؛ من ينظم الشعر –من الرجال والنساء- في مدحها أو رثائها، بالمقابل هي أيضاً تحب جميع الناس؛ من ابناء جيلها و زمنها، والى هذا اليوم، والى يوم القيامة، فهي كالشمس سخية بما تضيء للناس طريق السعادة في هذه الحياة، إنما الذي يفصلنا عن هذه الشخصية العظيمة؛ المظاهر الخادعة والمغريات التي يتصور البعض أنها تصنع المرأة العصرية ذات التفكير الحديث، والتي تكون قادرة على تحقيق ما يريد.
إن الزهراء، سلام الله عليها، لم تُخلق لتجرع الأحزان الآلام، وحاشا الله –تعالى- أن يكلف الانسان ما لا طاقة له، إلا أن يكون جهاداً وقتلاً في سبيله، فما بالنا بامرأة هي من أزكى وأنقى وأطهر ما خلقه الله –تعالى- إنما الظلم والطغيان هو الذي وضعها في تلك المواقف التي سوّدت صفحات التاريخ، بل العكس؛ خلقت لتكون رمزاً للرقّة والعفاف، والأمومة، والتربية الحسنة، وللحياة الزوجية الناجحة، وإلا فانها كانت سعيدة الى جانب أولادها و زوجها أمير المؤمنين، وفي ظل أبيها رسول الله، وقد كتب الكثير عن قناعة فاطمة و رضاها بما قسمه الله لها، و زهدها، و كرمها.
فمن يبحث عن السعادة والحب والاستقرار النفسي ما عليه إلا يقترب من هذه السيرة، ويقرّب حياته منها ايضاً من خلال تكريس الحب والولاء لهذه السيدة العظيمة، "فالمحب يندفع شعورياً او لا شعورياً وبأيحاءات من الوعي الباطن نحو التأسّي بمن أحب، او حسب تعبير علماء النفس؛ "تقمص" شخصية المحبوب، وكلما ازداد الانسان حبّاً ازداد اتباعاً وولاءً وعطاءً، وكلما ترسخ الحب في أعماق كيانه وتجذر أكثر فأكثر، تأقلمت حياته وتحددت مسيرته على ضوء إشعاعات ذلك الحب، أكثر فأكثر"
. (شعاع من نور فاطمة- آية الله السيد مرتضى الشيرازي).
- اقتباس
- تعليق
- معحبون 1
تعليق
تعليق