إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فَاطِمَةُ (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) تُدافِعُ عَنْ مَقَامِ الإمَامَةِ:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فَاطِمَةُ (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) تُدافِعُ عَنْ مَقَامِ الإمَامَةِ:-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ ورَحَمُةّ الله وبُرَكآتُهْ


    الذي قام بمواجة هجمات أصحاب الصحيفة ومن تبعهم من المتخاذلين من المسلمين هي السيدة فاطمة الزهراء (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) فلم تتأثر بجمعهم وهمجيتهم وقسوتهم وجرأتهم بل كانت الصنديدة الشجاعة التي وقفت أمامهم مدافعةً عن إمامها الإمام علي (عَلَيْه السَّلاَمُ) كما كان يدافع هو (عَلَيْه السَّلاَمُ) عن رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فكانت متجردة من كل سلاح أو درع إلا سلاح الإيمان ، فهجموا على البيت فكسروا ضلعها وأسقطوا جنينها المحسن (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) ولم تكترث لهما فكان أول سؤالها عندما أفاقت من الغيبوبة عن إمام زمانها أمير المؤمنين (عَلَيْه السَّلاَمُ) ، فعندما علمت بأخذهم إياه بالقوة لأخذ البيعة بالإجبار رُوِيَ عَنِ اَلصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) أَنَّهُ قَالَ: ( لَمَّا اُسْتُخْرِجَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِ مِنْ مَنْزِلِهِ خَرَجَتْ فَاطِمَةُ (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) فَمَا بَقِيَتْ هَاشِمِيَّةٌ إِلاَّ خَرَجَتْ مَعَهَا حَتَّى اِنْتَهَتْ قَرِيباً مِنَ اَلْقَبْرِ فَقَالَتْ: خَلُّوا عَنِ اِبْنِ عَمِّي فَوَ اَلَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ لَئِنْ لَمْ تُخَلُّوا عَنْهُ لَأَنْشُرَنَّ شَعْرِي وَ لَأَضَعَنَّ قَمِيصَ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) عَلَى رَأْسِي وَ لَأَصْرُخَنَّ إِلَى اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فَمَا نَاقَةُ صَالِحٍ بِأَكْرَمَ عَلَى اَللَّهِ مِنِّي وَ لاَ اَلْفَصِيلُ بِأَكْرَمَ عَلَى اَللَّهِ مِنْ وُلْدِي قَالَ سَلْمَانُ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ: كُنْتُ قَرِيباً مِنْهَا فَرَأَيْتُ وَ اَللَّهِ أَسَاسَ حِيطَانِ اَلْمَسْجِدِ مَسْجِدِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) تَقَلَّعَتْ مِنْ أَسْفَلِهَا حَتَّى لَوْ أَرَادَ رَجُلٌ أَنْ يَنْفُذَ مِنْ تَحْتِهَا نَفَذَ فَدَنَوْتُ مِنْهَا فَقُلْتُ يَا سَيِّدَتِي وَ مَوْلاَتِي إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بَعَثَ أَبَاكِ رَحْمَةً فَلاَ تَكُونِي نَقِمَةً فَرَجَعَتْ وَ رَجَعْتِ اَلْحِيطَانُ حَتَّى سَطَعَتِ اَلْغَبَرَةُ مِنْ أَسْفَلِهَا فَدَخَلَتْ فِي خَيَاشِيمِنَا )، بحار الأنوار ، ج28،ص206 ،
    وبالفعل أخذت أمير المؤمنين (عَلَيْه السَّلاَمُ) من بين أيديهم وأنقذته من سيوفهم وأفشلت هجمتهم : ونعرض في هذه السطور بعض المصادر التي تحتوي تفاصيل الهجوم على بيت فاطمة (عَلَيْه السَّلاَمُ) وكسر ضلعها وإسقاط جنينها :

    (المختصر في أخبار البشر، أبو الفداء إسماعيل، ج1ص،156)
    (أعلام النساء ،ج1،ص114) ،(العقد الفريد، إبن عبد ربه الأندلسي، ج5،ص12)
    ، (الملل والنحل ، الشهرستاني ،ج1،ص56)
    (شرح نهج البلاغة، أبن أبي الحديد المعتزلي ،ج4،ص114)
    (تاريخ الأمم والملوك ، أبن جريرالطبري ،ج3،ص198)
    (أنساب الاشراف ، البلاذري ،ج1،ص586،ح1184)
    (الإمامة والسياسة ، أبن قتيبة الدينوري، ج1،ص30 )
    ( تاريخ مؤتمر بغداد ، ص64)
    وهناك الكثير من المصادر التاريخية التي تثبت هجوم القوم على بيت فاطمة (عَلَيْهَا السَّلاَمُ)
    وكسروا ضلعها وأسقطوا جنينها ، ولم يكترثوا بما أخبرهم به رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) قبل ايام عن مقام الصديقة الكبرى وقدسيتها وخطورتها بل كانوا مصممين على تنفيذ معاهدتهم وبنود صحيفتهم الملعونة ولكن شجاعة الصديقة الكبرى (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) قد أفشلت محتوى صحيفتهم ومخططهم الشيطاني.
    لقد أفشلت فاطمة (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) هدف الانقلابين من الهجوم على بيتها بالرغم من كسر ضلعها وإسقاط جنينها وهو أخذ البيعة من أمير المؤمنين أو قتله ، ولكن الصديقة لكبرى (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) استطاعت أن تحافظ على حياة الإمام علي (عَلَيْه السَّلاَمُ) وتنقذه وكذلك لم يعطي البيعة ، وبعد كل هذا بدأت الصديقة الكبرى(عَلَيْهَا السَّلاَمُ) الهجوم على أبي بكر وعمر في مقر حكومتهم وهو المسجد فذهبت اليهم مع مجموعة من نساء بني هاشم والأنصار وخطبت خطبتها المشهورة التي أظهرت بها أهمية الإسلام وتعاليمه كدين بالإضافة الى مكانة أبيها (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وزوجها (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) وكذلك مكانتها (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) فكانت كلماتها (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) ( أَيُّهَا اَلنَّاسُ اِعْلَمُوا أَنِّي فَاطِمَةُ وَ أَبِي مُحَمَّدٌ )، شرح الأخبار ، ج۳،ص34 ، وأظهرت حقيقة مظلوميتها من خلال مبدأ الوراثة الذي قد تعود عليه المجتمع العربي وتناقل افراد المجتمع الأملاك عن طريق مبدأ الوراثة ، وطرحت الآيات القرآنية التي تثبت مبدأ الوراثة فقالت: ( أَيْهاً مَعْشَرَ اَلْمُسْلِمِينَ؛ أَ أُبْتَزُّ إِرْثَ أَبِي، يَا اِبْنَ أَبِي قُحَافَةَ؟! أَبَى اَللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) أَنْ تَرِثَ أَبَاكَ وَ لاَ أَرِثَ أَبِي؟! ﴿ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً فَرِيّاً ﴾، جُرْأَةً مِنْكُمْ عَلَى قَطِيعَةِ اَلرَّحِمِ، وَ نَكْثِ اَلْعَهْدِ، فَعَلَى عَمْدٍ مَا تَرَكْتُمْ كِتَابَ اَللَّهِ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ وَ نَبَذْتُمُوهُ، إِذْ يَقُولُ اَللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ): وَ وَرِثَ سُلَيْمٰانُ دٰاوُدَ . وَ مَعَ مَا قَصَّ مِنْ خَبَرِ يَحْيَى وَ زَكَرِيَّا إِذْ يَقُولُ رَبِّ ..﴿ فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا `يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاِجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾، وَقَالَ (عَزَّ وَ جَلَّ): ﴿ يُوصِيكُمُ اَللّٰهُ فِي أَوْلاٰدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ اَلْأُنْثَيَيْنِ ﴾، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنْ تَرَكَ خَيْراً اَلْوَصِيَّةُ لِلْوٰالِدَيْنِ وَ اَلْأَقْرَبِينَ ﴾، فَزَعَمْتُمْ أَنْ لاَ حَظَّ لِي، وَ لاَ أَرِثَ مِنْ أَبِي! أَ فَخَصَّكُمُ اَللَّهُ بِآيَةٍ أَخْرَجَ أَبِي مِنْهَا؟! أَمْ تَقُولُونَ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ لاَ يَتَوَارَثُونَ ؟! أَ وَ لَسْتُ وَ أَبِي مِنْ أَهْلِ مِلَّةٍ وَاحِدَةٍ؟! أَمْ أَنْتُمْ بِخُصُوصِ اَلْقُرْآنِ وَ عُمُومِهِ أَعْلَمُ مِنَ اَلنَّبِيِّ؟! دُونَكَهَا مَرْحُولَةً مَزْمُومَةً تَلْقَاكَ يَوْمَ حَشْرِكَ، فَنِعْمَ اَلْحَكَمُ اَللَّهُ، وَ نِعْمَ اَلزَّعِيمُ مُحَمَّدٌ، وَ اَلْمَوْعِدُ اَلْقِيَامَةُ، ﴿وَعَمَّا قَلِيلٍ تُؤْفَكُونَ﴾، وَ عِنْدَ اَلسَّاعَةِ مَا تَحَسَّرُونَ، ﴿ وَلِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذٰابٌ يُخْزِيهِ وَ يَحِلُّ عَلَيْهِ عَذٰابٌ مُقِيمٌ ﴾، )، دلائل الإمامة ، ج1،ص109 ...فختمت خطبتها بأن الله هو الحكم العدل بيننا فكانت كلماتها ( وَ نِعْمَ اَلزَّعِيمُ مُحَمَّدٌ، وَ اَلْمَوْعِدُ اَلْقِيَامَةُ...)
    فمن خلال خطبتها أثبتت الصديقة الكبرى (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) ان أبا بكر وعمر لم يحكموا بما أنزل الله بل جعلوا القرآن وراء ظهورهم ونتاج هذا الأمر يظهره القرآن جليا حيث يقول سبحانه وتعالى : ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾، سورة المائدة ،الآية 44، ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾، سورة المائدة ،الآية 45، ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾، سورة المائدة ،الآية 47.
    وقد أظهرت الصديقة الكبرى فاطمة (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) غضبها وعدم رضاها لأبي بكر وعمر وقد صرحت هي بنفسها بذلك ولم ترد على سلامهما بل أعلنت سخطها والدعاء على أبي بكر في كل صلاة تصليها (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) ( فَقَالَ عُمَرُ لِأَبِي بَكْرٍ: اِنْطَلِقْ بِنَا إِلَى فَاطِمَةَ فَإِنَّا قَدْ أَغْضَبْنَاهَا فَانْطَلَقَا جَمِيعاً فَاسْتَأْذَنَا عَلَى فَاطِمَةَ فَلَمْ تَأْذَنْ لَهُمَا فَأَتَيَا عَلِيّاً فَكَلَّمَاهُ فَأَدْخَلَهُمَا عَلَيْهَا فَلَمَّا قَعَدَا عِنْدَهَا حَوَّلَتْ وَجْهَهَا إِلَى اَلْحَائِطِ فَسَلَّمَا عَلَيْهَا فَلَمْ تَرُدَّ عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمَ فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: يَا حَبِيبَةَ رَسُولِ اَللَّهِ وَ اَللَّهِ إِنَّ قَرَابَةَ رَسُولِ اَللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي وَ إِنَّكِ لَأَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عَائِشَةَ اِبْنَتِي وَ لَوَدِدْتُ يَوْمَ مَاتَ أَبُوكِ أَنِّي مِتُّ وَ لاَ أَبْقَى بَعْدَهُ أَ فَتَرَانِي أَعْرِفُكِ وَ أَعْرِفُ فَضْلَكِ وَ شَرَفَكِ وَ أَمْنَعُكِ حَقَّكِ وَ مِيرَاثَكِ مِنْ رَسُولِ اَللَّهِ إِلاَّ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ نَحْنُ مَعَاشِرَ اَلْأَنْبِيَاءِ لاَ نُورَثُ وَ مَا تَرَكْنَاهُ فَهُوَ صَدَقَةٌ فَقَالَتْ: أَ رَأَيْتَكُمَا إِنْ حَدَّثْتُكُمَا حَدِيثاً مِنْ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَ تَعْرِفَانِهِ وَ تَعْقِلاَنِهِ قَالاَ نَعَمْ فَقَالَتْ نَشَدْتُكُمَا بِاللَّهِ أَ لَمْ تَسْمَعَا مِنْ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ رِضَا فَاطِمَةَ مِنْ رِضَايَ وَ سَخَطُ فَاطِمَةَ مِنْ سَخَطِي وَ مَنْ أَحَبَّ فَاطِمَةَ اِبْنَتِي فَقَدْ أَحَبَّنِي وَ مَنْ أَرْضَى فَاطِمَةَ فَقَدْ أَرْضَانِي وَ مَنْ أَسْخَطَ فَاطِمَةَ فَقَدْ أَسْخَطَنِي قَالاَ نَعَمْ سَمِعْنَاهُ مِنْ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) قَالَتْ فَإِنِّي أُشْهِدُ اَللَّهَ وَ مَلاَئِكَتَهُ أَنَّكُمَا أَسْخَطْتُمَانِي وَ مَا أَرْضَيْتُمَانِي وَ لَئِنْ لَقِيتُ اَلنَّبِيَّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) لَأَشْكُوَنَّكُمَا إِلَيْهِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ عَائِذاً بِاللَّهِ مِنْ سَخَطِهِ وَ سَخَطِكِ يَا فَاطِمَةُ ثُمَّ اِنْتَحَبَ أَبُو بَكْرٍ بَاكِياً يَكَادُ نَفْسُهُ أَنْ تَزْهَقَ وَ هِيَ تَقُولُ وَ اَللَّهِ لَأَدْعُوَنَّ اَللَّهَ عَلَيْكَ فِي كُلِّ صَلاَةٍ أُصَلِّيهَا... بحار الأنوار ،ج28،ص354.
    ولم تكتفي الصديقة الكبرى (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) بما قدمت من مقاومة ومواجهة لمن أراد تغير طريق الله ورسالته السمحاء بل استعملت دموعها وبكاءها لإظهار رفضها لأعمالهم التي تخالف شرع الله سبحانه وتعالى حيث قالت : ( مَا أَقَلَّ مَكْثِي بَيْنَهُمْ وَ مَا أَقْرَبَ مَغِيبِي مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِهِمْ فَوَ اَللَّهِ لاَ أَسْكُتُ لَيْلاً وَ لاَ نَهَاراً أَوْ أَلْحَقَ بِأَبِي رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فَقَالَ لَهَا عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) اِفْعَلِي يَا بِنْتَ رَسُولِ اَللَّهِ مَا بَدَا لَكِ ثُمَّ إِنَّهُ بَنَى لَهَا بَيْتاً فِي اَلْبَقِيعِ نَازِحاً عَنِ اَلْمَدِينَةِ يُسَمَّى بَيْتَ اَلْأَحْزَانِ وَ كَانَتْ إِذَا أَصْبَحَتْ قَدَّمَتِ اَلْحَسَنَ وَاَلْحُسَيْنَ (عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ) أَمَامَهَا وَ خَرَجَتْ إِلَى اَلْبَقِيعِ بَاكِيَةً فَلاَ تَزَالُ بَيْنَ اَلْقُبُورِ بَاكِيَةً فَإِذَا جَاءَ اَللَّيْلُ أَقْبَلَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) إِلَيْهَا وَسَاقَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِلَى مَنْزِلِهَا )، بحار الأنوار، ج43،ص177.
    كل هذه الأدوات التي استعملتها الزهراء (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) في مقاومة القوم قد جعلت التساؤلات في عقول الإنسانية قاطبةً من يوم السقيفة الى هذا الزمان بل الى يوم القيام ، لماذا لم تسلم عليهما عندما سلموا عليها ؟؟؟؟ لماذا كانت تبكي ليلاً ونهاراً ولم تهدأ ؟؟؟ لماذا أخفي قبر الصديقة الكبرى (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) ؟؟ هذه الأسئلة التي أثارتها الزهراء (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) في ذلك الزمان قد جعلت طريق الهداية الى الولاية الكبرى أكثر جذباً ووضوحاً لطالبي الحق وأثبتت بطلان خلافة كل من تقمص الخلافة ولولا موقف الزهراء (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) وقيادتها للمواجهة لكانت البشرية اليوم تتخبط بأوحال الجاهلية والجهل والكفر والانحطاط ، ولأصبح طريق الهدى من الضبابية ومن الوعورة لا يسلك وتعاليم الله سبحانه وتعالى لا يعمل بها وعبادته سبحانه وتعالى قد تركها الخلق وأصبحوا يعيشون في تعاسة الدارين ، فسلام عليها حين ضحت بضلعها من أجل إضاءة طريق الهدى وسلام عليها حين أفدت بجنينها المحسن من أجل أن تبقى الأجيال سالكةً طريق الحق القويم وسلامة عليها حين صبرت وبكت من أجل تعريف البشرية بطريق محمد وال محمد صلوات الله عليهم أجمعين.

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    ​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X