بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
عقيدتنا في البداء
وهنا امور
الاول: تعريف البداء لغتة واصطلاحاًوالصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
عقيدتنا في البداء
وهنا امور
الثاني: معاني البداء
الثالث :معنى اللوحين( المحفوظ والمحو والاثبات )
الامر الاول : تعريف البداء : البداء في اللغة معناه الظهور او الابانة من بدا اي ظهر لي كذا اي بدا لي, او تجلى بعد ان كان خافياً .
واما اصطلاحاً : فيطلق على معنيين
الاول : الظهور بعد الخفاء اوالوضوح اوالتجلي
الثاني : العلم بعد الجهل او ان يبدي للانسان بشيء لم يكن سابقاً عنده
والاول هو الموافق للذات اللهية دون الثاني كما هو واضح ,لاستلزام الجهل تعالى الله عنه .
الامر الثاني : في معاني البداء
الاول :البداء التكويني وهو المتعلق بعالم الاسباب والمسببات من قبيل الامور المادية المتعلقة بالواقع الخارجي نحو الصحة والمرض والفقر والحوادث الكونية الخارجية .
الثاني :البداء التشريعي وهو إظهار حكم شرعي لم يكن سابقاً وموجوداً وهذا يتحقق في امرين الاول نسخ الشرائع السابقة عموماً والنسخ الواقع في القران الكريم .
ويدل على نسخ الشرائع السابقة قوله تعالى (ومن يبتغي غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه) واما مافي القران الكريم (ياايها الذين امنوا اذا ناجيتم الرسول فقدموا بين نجواكم صدقة )المجادلة 12
ثم رفع الله تعالى هذا الحكم وقالءاشفقتم ان تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فأذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم ...) المجادلة 13
واذا تقرر هذا نقول :ان الحكمة من البداء الشرعي تابعة للمصالح التي كانت في الزمن السابق والتي لم تكن في الزمان اللاحق فان الله تعالى ينسخ هذا الحكم لمناسبته مع الطائفة تبعاً للنظام الاصلح ومن هنا نقول : هل كان الله تعالى لم يعلم ان هذا القانون لم يكن صالحا حتى بدله بحكم ناسخ وكذا السؤال في البداء الكوني نقول :هل كان الله تعالى لم يعلم ان فلان كان عمره خمسين سنة وببركة الدعاء صار ستين سنة مثلا ؟
الجواب :تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا ان الله تعالى يعلم بمصالح العباد ويعلم بحقائق الاشياء منذ الازل, كل ماهنالك ان الامر كان خافيا علينا ثم اظهره تبعا للمصالح ولزيادة الايضاح نشرع بمطلب جديد في معنى اللوح المحفوض ولوح المحو والاثبات
الامر الثالث : معنى اللوح المحفوظ ولوح المحو والاثبات
عند الله تعالى لوحين اللوح الاول هو اللوح المحفوظ وهو علم كل شيء ماكان وما لم يكن من الامور التكوينية والامور الشرعية ففيه قوانين كل شيء .
اللوح الثاني المعبر عنه لوح المحو والاثبات وهو المعبر عنه بالقضاء والقدر ,فان الله تعالى جعل هذا اللوح لتقادير الامور وتدابيرها فمثلاً : الروايات المعبرة عن ان من وصلة رحمه اطال الله عمره من الخمسين الى الستين مثلاً وقوله تعالى (ولو ان اهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض) الاعراف 97
فمثل هذا اللوح اعني لوح المحو والاثبات ان الله تعالى يمحوا منهم ماكان بلاءً عليهم ويعطي البركات وهو كما ترى حافز للبعث من قبل المكلفين فان المكلف اذا علم انه اذا فعل كذا له من الاجر كذا .
والسر الذي يكمن في القضية هو ان الله تعالى يعلم بتدابير الامور من الاول باللوح المحفوظ فلماذا يرشد الناس الى الخير والى الدعاء والى اطالة العمر مع فرض علمه بالواقعيات الحتمية ؟
وهذا ما اشار اليه المصنف في باب القضاء والقدر ( فعقيدتنا إن القضاء والقدر سر من أسرار الله تعالى ، فمن استطاع أن يفهمه على الوجه اللائق بلا إفراط ولا تفريط فذاك ، وإلا فلا يجب عليه أن يتكلف فهمه) .
لكن في مقام الجواب انا نقول : ان الله تعالى بعد فرض علمه بالواقعيات فان مطلع على اسرار العباد فيعلم ان من العباد لايطيعه ولو كان مخلدا في دار الدنيا ابدا فلهذا كان مخلدا في النار . الى ان المتتبع للقضية حصل له الخلط بين علمه تعالى فعله فان الله تعالى في مقام العلم انه يعلم بحقائق الاشياء واما في مقام الامتثال فلا علاقة له بافعال العباد . لان نظرية الامر بين الامرين تعطي طابع اختياري للانسان فان الله تعالى يعلم ان هذا المخلوق قد اختار ان يكون شقياً كمن هوى من اعلى السطح الى الارض فمن المعلوم ان النصيحة والارشاد لايعطي دوره هنا لان مصيره السقوط على ما اختاره الانسان .
ــــــــــــــــــــــــــــ
تتمة :في نقاط
النقطة الاولى : ان الله تعالى عندما خلق الانسان خلق معه الخيار بين الامور فقال : ان عمر زيد مثلا كذا اذا وصل رحمه واذا لم يصل رحمه فانه يكون كذا وبعلم الله تعالى الازلي يعلم ان زيد سوف يختار احدهما دون الاخر والعلم بالحال لا ينافي الاختيار, والسبب يعود للانسان هو الذي اختار احدهما والوجدان خير شاهد على ذلك .
قال تعالى ((واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين))172 الاعراف
النقطة الثانية : ان العلم الازلي بما كان وما يكون والعلم باختيار الانسان كذا هو اللوح المحفوض .اي العلم العيني او الذاتي الذي لا يتغير .
النقطة الثالثة : ان لوح المحو والاثبات هو مرحلة نزول العلم الازلي الى ساحة المشاهدة والوجود الفعلي ومن المعلوم ان الملائكة والرسل لا تعلم مصير هذا الانسان طيلة حياته فلهذا نجد الانسان كل يوم هو في شان ,ولعل سائل يسال ويقول : ماهي الحكمة من ذلك نقول ان افعال الانسان خير وشر ويظلم ويعدل ومن العدل اللهي ان يحاسب الانسان على اعماله يوم القيامة لينال ما يستحقه وهذا يعلم عن طريق الملائكة الكاتبين (لوح المحو والاثبات)
النقطة الرابعة : اذا كان الله تعالى يعلم المصير الحتمي لكل موجودٍ اذاً ماهي الحكمة من هذا السير نحو الجزاء ؟
الجواب :قد اجابوا بعدة اجوبة
منها : ان الله تعالى خلق الوجود للعبادة وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون
منها : لبلوغ الكمال ليصل كل انسان الى كماله بحسب ما اختاره من هذه الخيارات العرضية
منها : للحديث القدسي كنت كنزاً مخفيا ...فخلقت الخلق
منها : ان الذات اللهية هي ذات فياضة ومن شانها العطاء المطلق فهي دائما وابدا تفيض الكمال فهي دائمة الفيض والعطاء بمقتضى وجوده الّا متناهي اي : شانه العطاء والفيض ولعل الاخير هو الادق .
تعليق