إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فَاسْتَأْذَنَا عَلَى فَاطِمَةَ(عَلَيْهِا السَّلاَمُ)فَلَمْ تَأْذَنْ لَهُمَا

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فَاسْتَأْذَنَا عَلَى فَاطِمَةَ(عَلَيْهِا السَّلاَمُ)فَلَمْ تَأْذَنْ لَهُمَا

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ ورَحَمُةّ الله وبُرَكآتُهْ

    وبعد أن هاجموا دار علي (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) وأجبروه وأنصاره على بيعة أبي بكر ، حمل علي فاطمة (عَلَيْهِا السَّلاَمُ)على دابة وكانت مريضة لأنها أسقطت جنينها في حادثة هجومهم ، وأخذ معه ابنيه الحسن والحسين (عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ)، وقصد بيوت كبار الأنصار ، وطالبهم هو وفاطمة ببيعتهم للنبي(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) في مكة على أن يحموا أهل بيته وذريته كما يحمون أنفسهم وذراريهم ، ولا ينازعوا الأمر أهله ! فتأثروا بكلامهما ووعدوهما النصرة ، لكنهم خافوا من قريش ، ولم يتحركوا تحركاً مؤثراً .
    وقد وصف أمير المؤمنين (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) موقفه فقال: ( أخبرني رسول الله(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) بما الأمة صانعة بي بعده ، فلم أك بما صنعوا حين عاينته بأعلم مني ، ولا أشد يقيناً مني به قبل ذلك ، بل أنا بقول رسول الله(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أشد يقيناً مني بما عاينت وشهدت ! فقلت يا رسول الله فما تعهد إليَّ إذا كان ذلك ؟ قال : إن وجدت أعواناً فانبذ إليهم وجاهدهم ، وإن لم تجد أعواناً فاكفف يدك واحقن دمك ، حتى تجد على إقامة الدين وكتاب الله وسنتي أعواناً !
    وأخبرني(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أن الأمة ستخذلني وتبايع غيري وتتبع غيري ، وأخبرني أني منه بمنزلة هارون من موسى ، وأن الأمة سيصيرون من بعده بمنزلة هارون ومن تبعه والعجل ومن تبعه...إن موسى أمر هارون حين استخلفه عليهم إن ضلوا فوجد أعواناً أن يجاهدهم ، وإن لم يجد أعواناً أن يكف يده ويحقن دمه ولا يفرق بينهم. وإني خشيت أن يقول لي ذلك أخي رسول الله(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) :لم فرقت بين الأمة ولم ترقب قولي ، وقد عهدت إليك إن لم تجد أعواناً أن تكف يدك وتحقن دمك ودم أهل بيتك وشيعتك...)، مستدرك الوسائل ، ج11، ص74.
    قال الامام علي  (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) يشرح ما جرى بعد النبي (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ):
    ( وَ إِنَّمَا بَدْءُ وُقُوعِ اَلْفِتَنِ مِنْ أَهْوَاءٍ تُتَّبَعُ وَ أَحْكَامٍ تُبْتَدَعُ يُخَالَفُ فِيهَا حُكْمُ اَللَّهِ يَتَوَلَّى فِيهَا رِجَالٌ رِجَالاً أَلاَ إِنَّ اَلْحَقَّ لَوْ خَلَصَ لَمْ يَكُنِ اِخْتِلاَفٌ وَ لَوْ أَنَّ اَلْبَاطِلَ خَلَصَ لَمْ يَخْفَ عَلَى ذِي حِجًى لَكِنَّهُ يُؤْخَذُ مِنْ هَذَا ضِغْثٌ وَ مِنْ هَذَا ضِغْثٌ فَيُمْزَجَانِ فَيُجَلَّلاَنِ مَعاً فَهُنَالِكَ يَسْتَوْلِي اَلشَّيْطَانُ عَلَى أَوْلِيَائِهِ وَ نَجَا اَلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اَللَّهِ اَلْحُسْنَى إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَبَسَتْكُمْ فِتْنَةٌ يَرْبُو فِيهَا اَلصَّغِيرُ وَ يَهْرَمُ فِيهَا اَلْكَبِيرُ يَجْرِي اَلنَّاسُ عَلَيْهَا وَ يَتَّخِذُونَهَا سُنَّةً فَإِذَا غُيِّرَ مِنْهَا شَيْءٌ قِيلَ قَدْ غُيِّرَتِ اَلسُّنَّةُ وَ قَدْ أَتَى اَلنَّاسُ مُنْكَراً ثُمَّ تَشْتَدُّ اَلْبَلِيَّةُ وَ تُسْبَى اَلذُّرِّيَّةُ وَ تَدُقُّهُمُ اَلْفِتْنَةُ كَمَا تَدُقُّ اَلنَّارُ اَلْحَطَبَ وَ كَمَا تَدُقُّ اَلرَّحَى بِثِفَالِهَا وَ يَتَفَقَّهُونَ لِغَيْرِ اَللَّهِ وَ يَتَعَلَّمُونَ لِغَيْرِ اَلْعَمَلِ وَ يَطْلُبُونَ اَلدُّنْيَا بِأَعْمَالِ اَلْآخِرَةِ )، الکافي ، ج8،ص58.
    وقال(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): ( وايمُ اللَّهِ، لولا مَخافةُ الفُرقَةِ بَيْنَ المسلمينَ ، وأن يَعودوا إلَى الكفرِ ويَعْوَرَّ الدِّينُ، لَكُنّا قد غَيّرْنا ذلكَ ما استَطَعْنا )،الارشاد للمفيد ،ج 1، ص 245.
    لَمَّا أَرَادَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) اَلْمَسِيرَ إِلَى اَلْبَصْرَةِ ، قَامَ فَخَطَبَ اَلنَّاسَ، فَقَالَ - بَعْدَ أَنْ حَمِدَ اَللَّهَ وَ صَلَّى عَلَى رَسُولِهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) -: ( إِنَّ اَللَّهَ لَمَّا قَبَضَ نَبِيَّهُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) اِسْتَأْثَرَتْ عَلَيْنَا قُرَيْشٌ بِالْأَمْرِ، وَ دَفَعَتْنَا عَنْ حَقٍّ نَحْنُ أَحَقُّ بِهِ مِنَ اَلنَّاسِ كَافَّةً، فَرَأَيْتُ أَنَّ اَلصَّبْرَ عَلَى ذَلِكَ أَفْضَلُ مِنْ تَفْرِيقِ كَلِمَةِ اَلْمُسْلِمِينَ ، وَ سَفْكِ دِمَائِهِمْ، وَ اَلنَّاسُ حَدِيثُو عَهْدٍ بِالْإِسْلاَمِ ، وَ اَلدِّينُ يَمْخَضُ مَخْضَ اَلْوَطْبِ يُفْسِدُهُ أَدْنَى وَهْنٍ، وَ يَعْتِكُهُ أَقَلُّ خُلْفٍ ، فَوُلِّيَ اَلْأَمْرَ قَوْمٌ لَمْ يَأْلُوا فِي أَمْرِهِمْ اِجْتِهَاداً، ثُمَّ اِنْتَقَلُوا إِلَى دَارِ اَلْجَزَاءِ، وَ اَللَّهُ وَلِيُّ تَمْحِيصِ سَيِّئَاتِهِمْ، وَ اَلْعَفْوِ عَنْ هَفَوَاتِهِمْ )، بحار الأنوار ، ج29 ،ص632.
    مِمَّا رَوَاهُ اِبْنُ أَبِي اَلْحَدِيدِ مِنْ كِتَابِ اَلسَّقِيفَةِ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ مَكَانَ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ فَسَاقَ اَلْكَلاَمَ إِلَى قَوْلِهِ: ( وَ بَقِيَ عُمَرُ وَ مَعَهُ قَوْمٌ فَأَخْرَجُوا عَلِيّاً وَ مَضَوْا بِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالُوا بَايِعْ فَقَالَ: إِنْ أَنَا لَمْ أَفْعَلْ فَمَهْ قَالُوا إِذاً وَ اَللَّهِ اَلَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ نَضْرِبَ عُنُقَكَ قَالَ إِذاً تَقْتُلُونَ عَبْدَ اَللَّهِ وَ أَخَا رَسُولِهِ فَقَالَ عُمَرُ: أَمَّا عَبْدُ اَللَّهُ فَنَعَمْ وَ أَمَّا أَخَا رَسُولِهِ فَلاَ وَ أَبُو بَكْرٍ سَاكِتٌ لاَ يَتَكَلَّمُ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ أَ لاَ تَأْمُرُ فِيهِ بِأَمْرِكَ فَقَالَ لاَ أُكْرِهُهُ عَلَى شَيْءٍ مَا كَانَتْ فَاطِمَةُ إِلَى جَنْبِهِ فَلَحِقَ عَلِيٌّ بِقَبْرِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَصِيحُ وَ يَبْكِي وَ يُنَادِي يَا اِبْنَ أُمَّ إِنَّ اَلْقَوْمَ اِسْتَضْعَفُونِي وَ كٰادُوا يَقْتُلُونَنِي فَقَالَ عُمَرُ لِأَبِي بَكْرٍ: اِنْطَلِقْ بِنَا إِلَى فَاطِمَةَ فَإِنَّا قَدْ أَغْضَبْنَاهَا فَانْطَلَقَا جَمِيعاً فَاسْتَأْذَنَا عَلَى فَاطِمَةَ فَلَمْ تَأْذَنْ لَهُمَا فَأَتَيَا عَلِيّاً فَكَلَّمَاهُ فَأَدْخَلَهُمَا عَلَيْهَا فَلَمَّا قَعَدَا عِنْدَهَا حَوَّلَتْ وَجْهَهَا إِلَى اَلْحَائِطِ فَسَلَّمَا عَلَيْهَا فَلَمْ تَرُدَّ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمَ) فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: يَا حَبِيبَةَ رَسُولِ اَللَّهِ وَ اَللَّهِ إِنَّ قَرَابَةَ رَسُولِ اَللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي وَ إِنَّكِ لَأَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عَائِشَةَ اِبْنَتِي وَ لَوَدِدْتُ يَوْمَ مَاتَ أَبُوكِ أَنِّي مِتُّ وَ لاَ أَبْقَى بَعْدَهُ أَ فَتَرَانِي أَعْرِفُكِ وَ أَعْرِفُ فَضْلَكِ وَ شَرَفَكِ وَ أَمْنَعُكِ حَقَّكِ وَ مِيرَاثَكِ مِنْ رَسُولِ اَللَّهِ إِلاَّ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ: نَحْنُ مَعَاشِرَ اَلْأَنْبِيَاءِ لاَ نُورَثُ وَ مَا تَرَكْنَاهُ فَهُوَ صَدَقَةٌ فَقَالَتْ: أَ رَأَيْتَكُمَا إِنْ حَدَّثْتُكُمَا حَدِيثاً مِنْ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَ تَعْرِفَانِهِ وَ تَعْقِلاَنِهِ قَالاَ نَعَمْ فَقَالَتْ نَشَدْتُكُمَا بِاللَّهِ أَ لَمْ تَسْمَعَا مِنْ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ: رِضَا فَاطِمَةَ مِنْ رِضَايَ وَ سَخَطُ فَاطِمَةَ مِنْ سَخَطِي وَ مَنْ أَحَبَّ فَاطِمَةَ اِبْنَتِي فَقَدْ أَحَبَّنِي وَ مَنْ أَرْضَى فَاطِمَةَ فَقَدْ أَرْضَانِي وَ مَنْ أَسْخَطَ فَاطِمَةَ فَقَدْ أَسْخَطَنِي قَالاَ: نَعَمْ سَمِعْنَاهُ مِنْ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) قَالَتْ: فَإِنِّي أُشْهِدُ اَللَّهَ وَ مَلاَئِكَتَهُ أَنَّكُمَا أَسْخَطْتُمَانِي وَ مَا أَرْضَيْتُمَانِي وَ لَئِنْ لَقِيتُ اَلنَّبِيَّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) لَأَشْكُوَنَّكُمَا إِلَيْهِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: عَائِذاً بِاللَّهِ مِنْ سَخَطِهِ وَ سَخَطِكِ يَا فَاطِمَةُ ثُمَّ اِنْتَحَبَ أَبُو بَكْرٍ بَاكِياً يَكَادُ نَفْسُهُ أَنْ تَزْهَقَ وَ هِيَ تَقُولُ: وَ اَللَّهِ لَأَدْعُوَنَّ اَللَّهَ عَلَيْكَ فِي كُلِّ صَلاَةٍ أُصَلِّيهَا. ثُمَّ خَرَجَ بَاكِياً فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ اَلنَّاسُ فَقَالَ لَهُمْ: أَ يَبِيتُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ مُعَانِقاً لِحَلِيلَتِهِ مَسْرُوراً بِأَهْلِهِ وَ تَرَكْتُمُونِي وَ مَا أَنَا فِيهِ لاَ حَاجَةَ لِي فِي بَيْعَتِكُمْ أَقِيلُونِي بَيْعَتِي فَقَالُوا: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اَللَّهِ إِنَّ هَذَا اَلْأَمْرَ لاَ يَسْتَقِيمُ وَأَنْتَ أَعْلَمُنَا بِذَلِكَ إِنَّهُ إِنْ كَانَ هَذَا لاَ يَقُمْ لِلَّهِ دِينٌ فَقَالَ: وَ اَللَّهِ لَوْ لاَ ذَلِكَ وَ مَا أَخَافُ مِنْ رَخَاءِ هَذِهِ اَلْعُرْوَةِ مَا بِتُّ لَيْلَةً وَ لِي فِي عُنُقِ مُسْلِمٍ بَيْعَةٌ بَعْدَ مَا سَمِعْتُ وَرَأَيْتُ مِنْ فَاطِمَةَ قَالَ: فَلَمْ يُبَايِعْ عَلِيٌّ حَتَّى مَاتَتْ فَاطِمَةُ وَلَمْ تَمْكُثْ بَعْدَ أَبِيهَا إِلاَّ خَمْساً وَسَبْعِينَ لَيْلَةً )، بحار الأنوار ، ج28،ص354.
    وفي كتاب سُليم ص 216 ، من جواب أمير المؤمنين (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) للأشعث بن قيس ، قال : ( ثمّ حملتُ فاطمة وأخذت بيد ابني الحسن والحسين ، فلم أدَع أحداً من أهل بدر وأهل السابقة من المهاجرين والأنصار إلّا ناشدتهم الله في حقّي ودعوتهم إلى نصرتي. فلم يستجب لي من جميع الناس إلّا أربعة رهط : سلمان وأبو ذر والمقداد والزبير ، ولم يكن معي أحد من أهل بيتي أصول به ولا أقوى به ، فقلت كما قال هارون لأخيه : ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي ! فلي بهارون أسوة حسنة ولي بعهد رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) حجّة قويّة ... الخ) .
    وفي الإختصاص ص 183 ، من حديث فدك : ( ثمّ خرجَتْ وحَمَلها عليٌّ على أتان عليه كساء له خمل ، فدار بها ـ أربعين صباحاً ـ في بيوت المهاجرين والأنصار والحسن والحسين معها وهي تقول : يا معشر المهاجرين والأنصار أنصروا الله فإنّي ابنة نبيّكم ، وقد بايعتم رسول الله يوم بايعتموه أن تمنعوه وذريّته ممّا تمنعون منه أنفسكم وذراريكم ، ففوا لرسول الله ببيعتكم ! قال : فما أعانها أحد ولا أجابها ولا نصرها ! قال : فانتهت إلى معاذ بن جبل فقالت : يا معاذ بن جبل إنّي قد جئتك مستنصرة وقد بايعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم على أن تنصره وذريّته وتمنعه ممّا تمنع منه نفسك وذريّتك ، وأنّ أبا بكر قد غصبني على فدك وأخرج وكيلي منها ! قال : فمعي غيري ؟ قالت : لا ، ما أجابني أحد. قال : فأين أبلغ أنا من نصرتك ؟ قال : فخرجت من عنده ودخل ابنه فقال : ما جاء بابنة محمّد إليك ؟ قال : جاءت تطلب نصرتي على أبي بكر فإنّه أخذ منها فدكاً ، قال : فما أجبتها به ؟ قال قلت : وما يبلغ من نصرتي أنا وحدي ؟ قال : فأبيتَ أن تنصرها ! قال : نعم ، قال : فأيُّ شيء قالت لك ؟ قال : قالت لي : والله لاُنازعنّك الفصيح من رأسي حتّى أرد على رسول الله ، قال فقال : أنا والله لا نازعتك الفصيح من رأسي حتّى أرد على رسول الله إذ لم تجب ابنة محمّد (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) ! قال وخرجت فاطمة من عنده وهي تقول : والله لا أكلّمك كلمة حتّى اجتمع أنا وأنت عند رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وسلم ، ثمّ انصرفت !
    ومعنى قولها (عَلَيْهِا اَلسَّلاَمُ) لا نازعتك الفصيح من رأسي : معناه لا كلّمتك كلّ عمري.
    ولعلّ معاذاً كان يراجع حسابه في خذلانه لأهل بيت النبي (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) في هذه الرواية التي روتها مصادرهم وصحّحوها ، وهي أنّ عمر رآه عند قبر النبي(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يبكي فقال له : ( ما يبكيك يا معاذ ؟ قال : يبكيني شيء سمعته من صاحب هذا القبر ! قال : وما سمعته ؟ قال : سمعته يقول : إن اليسير من الرياء شرك ، وإن من عادى ولي الله فقد بارز الله تعالى بالمحاربة ، وإنّ الله يحبّ الأتقياء الأخفياء الذين إن غابوا لم يفتقدوا وإن حضروا لم يعدوا ولم يعرفوا ، قلوبهم مصابيح الهدى ، يخرجون من كلّ غبراء مظلمة ). الحاكم ،ج 4 ،ص 328 ، وصححه ، والكبير للطبراني ،ج 20 ،ص 154 ، ومسند الشهاب ،ج 2 ،ص 148 ، و 252 .

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    ​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X