إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قراءة انطباعية في كتاب (أنوار الهدى في تحرير كلام المرتضى) علي حسين الخباز

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قراءة انطباعية في كتاب (أنوار الهدى في تحرير كلام المرتضى) علي حسين الخباز


    عدّ الكثير من المفكرين أن علم الكلام هو الفقه الأكبر، وعلم الأصول التي يقوم عليها الدين الاسلامي بأحكامه العملية وآدابه وثقافته والبحث في جوهر العقيدة وهو التوحيد، ويضع الأساس الفكري لنهضة حضارية.
    لعلم الكلام دور مهم في دفع الشبهات التي تثار حول صفات الله وافعاله ونبوة الأنبياء وإمامة الائمة الاطهار في عصمتهم وأفعالهم وأقولهم وسائر أحوالهم.
    ولهذا نرى أن علم الكلام هو أكثر العلوم التي تحتاج الى الموضوعية والإنصاف في سعي فهم الافكار والمواقف وتقويتها والحكم عليها؛ كونه مغلقًا بإثبات العقائد.
    أشار الإمام الصادق (عليه السلام): «يا يونس لو كنت تحسن الكلام لكلمته»، والأمر اختلف مع هشام بن الحكم: «يا هشام لا تكاد تقع تلوي رجليك إذا هممت بالأرض طرت، مثلك فليكلم الناس». وكان (عليه السلام) ينهى عن الكلام من لا معرفة له فيه.
    ويرى الدكتور حسن شافعي الأستاذ المساعد بكلية دار العلوم جامعة القاهرة: إن ازدهار علم الكلامية يرجع إلى التحدي الفكري الذي مثلته الثقافة الغربية والمذاهب الفكرية الجديدة، والعقلية المعاصر.
    في حال ركز كتاب (أنوار الهدى في تحرير كلام المرتضى) وهو من أعلام القرن الحادي عشر، هذا الكتاب هو من تحقيق مركز إحياء التراث في العتبة العباسية المقدسة.
    إن بدايات تأسيس هذا العلم كان للشيعة الإمامية قصب السبق فيه، في كتاب (تأسيس الشيعة الكرام لعلوم الإسلام) للسيد حسن الصدر، فصل في تقدم الشيعة في علم الكلام:
    (1) أول من تكلم في مباحث الكلام.
    (2) أول من صنف علم أصول العقائد.
    (3) مشاهير المتكلمين.
    وكتاب أنوار الهدى جرى على نهج السيد المرتضى في كتابه (تنزيه الانبياء)، في بيان معنى ما توهم في تشبه الذنوب والمعاصي الى الانبياء، ونحن لسنا أمام مقارنة إلا اللهم من باب المقارنة الوجدانية، إذ يرى الدكتور حسن الشافعي في أن اقدم التعاريف التي وصلتنا ينسبها الى أبي حنيفة، بينما كتاب البسطامي الف على نهج السيد المرتضى (تولد 436 هـ)، عن اختلاف المذاهب في مسألة العصمة.
    الشيعة الإمامية تقول: لا يجوز على الأنبياء شيء من المعاصي والذنوب، لا قبل النبوة ولا بعدها الخلاف بين علماء الشيعة والمعتزلة انهم يجوزون من الذنوب ما لا يستقر له استحقاق عقاب، وإنما يكون خطأ ينتقص الثواب، كأنهم يتوافقون مع الشيعة بأنهم لا يقع منهم ما يستحقون به الذم والعقاب، يعني يتوافقون مع الشيعة في المعنى، الشيعة تنفي عن الأنبياء جميع المعاصي كيف لنبيّ يمتلك الزلة والناس إلى اليوم تنفر ممن يعهدون منه القبائح وان وقعت التوبة؟
    التعريف الفلسفي للكلام باب من الاعتبار في أصول الدين يدور النظر فيه على محض العقل في التحسين والتقبيح والإحالة والتصحيح، الغزالي يرى أن مهمة علم الكلام المحافظة على عقيدة المذهب، أي دفاع عن عقيدة، وحراسة العقيدة وحمايتها.
    الدكتور الشافعي يستغرب من الغزالي، فهو يتكلم بحدود مذهبية صعبة، مع أن علم الكلام يضمّ مدارس ومذاهب، يرى السيد المرتضى أن التوبة عندنا غير موجبة لإسقاط العقاب، وإنما يسقط الله تعالى العقاب عندها تفضلًا، والتوبة قد تحسن ان تقع ممن لا يعهد من نفسه قبحا، على سبيل الانقطاع الى الله تعالى والرجوع، التوبة من التقصير عن الارتقاء في درجات الكمال.
    ولذلك يرى ان الاخراج من الجنة لا يكون عقابا؛ لأن سلب اللذات والمنافع ليس بعقوبة، العقاب لا يجوز ان يستحقه الانبياء، فماذا يمكن ان نسميها ان لم تكن عقوبة؟ الجواب لا يمنع ان يكون الله تعالى علم ان المصلحة تقتضي تبقية ادم في الجنة وتكليفه فيها متى لم يتناول من الشجرة، ومتى تناولها تغيرت المصلحة وصار اخراجه عنها وتكليفه في دار غيرها هي المصلحة.
    ومن المواضيع الحساسة موضوع عصمة الانبياء الملازمة لنفي كل ما من شأنه ان يطعن من خلاله بشخص النبي او سلامته الفكرية والعقيدية، وتكامله الاخلاقي ولأن العصمة تصل بالنبوة الخلاف بين المسلمين حول عصمة الانبياء، بعض الآيات استغلها من يخطئ الانبياء؛ لأنهم تمسكوا بظاهر يمسّ في اعتقادهم عصمة الانبياء، فتطاولوا وتجاوزوا في المس بالأنبياء، واصدروا ان حقهم اللوم والعتاب والتوبيخ وجوزوا على الانبياء ارتكاب بعض الذنوب والمعاصي.
    عندهم الانبياء كغيرهم من البشر يخطئون ويذنبون ويتوبون ثم انهم يعاقبون كما يعاقب سائر الناس، لذلك الكتاب اصبح مسألة في معنى نوح (عليه السلام)، ومعنى إبراهيم (سلام الله عليه)، يقول الإمام الرضا (عليه السلام): «إن ابراهيم بعث الى ثلاثة أصناف: صنف يعبد الزهرة، وصنف يعبد القمر، وصنف يعبد الشمس، فلما رأى الزهرة: «قَالَ هَذَا رَبِّي» على الانكار والاستخبار لا على الإقرار: «قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ» [الأنعام/78].
    علي حسين الخباز, [٠٣/٠٣/٢٠٢٢ ٠٥:٤٠ م]
    واستدل المخطئة لعصمة الانبياء على عدم عصمة النبي نوح (عليه السلام)، وليس من أهلك يعني ليس من دينك، وحتى تأويل قوله تعالى في امرأة نوح وامرأة لوط «فخانتاهما» ان الخيانة لم تكن تهما بالزنا، بل احداهما تخبر الناس بأنه مجنون، والأخرى تدلّ على الأضياف.
    ولأهمية علم الكلام ومهمته الدفاع عن عصمة الانبياء، كرهوا علم الكلام ونبذوه كابن تيمية وجماعة من علماء ابن العامة، رغم أن أبا حنيفة والشافعي وابن حنبل ألفوا في هذا العلم.
    روّاد المدارس الكلامية دافعوا عن مشروعية العلم، لكنهم أيضًا طعنوا في العصمة، ودافعوا ضد من يؤمن بها، طعنوا في نبي الله يعقوب في تفضيله ليوسف على اخوته، والتقريب والمحبة حتى اوقع ذلك التحاسد فيما بينهم وبينه، بينما ليس فيما نطق به القرآن ما يدل ان يعقوب (عليه السلام) فضله بشيء من فعله وواقع من جهته، وقولهم: «إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ» [يوسف/8]، لم يريدوا الضلال عن الدين، وانما أرادوا الذهاب عن التسوية بينهم، حتى لو أرادوا الضلال عن الدين اخطأوا في اعتقادهم، وقالوا ايضا في اخوة يوسف لم يكونوا انبياء والأسباط الأنبياء غير هؤلاء الاخوة، وطعنوا في يوسف (عليه السلام): «وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ» [يوسف/53].
    وهذا الكلام ورد في باب الدعاء والمنازعة والشهوة، ولم يرد العزم على المعصية، وفي قوله تعالى: «ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ» [يوسف/52] من كلام المرأة ويكون المكنى عنه هو يوسف دون زوجها؛ لأن زوجها قد خانته، انما أرادت أني لم أخن يوسف (عليه السلام)، وهو غائب في السجن، ولم أقل في حبه لما سُئلت عن قصتي معه الا الحق.
    وهناك من جعل الكلام كلام يوسف محمولا أني لم أخن العزيز في زوجته بالغيب، ولذلك طعنوا في أيوب (عليه السلام) بأن الامراض والمحن كانت جزاء على ذنب لقوله تعالى: «وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ» [ص/41]، القرآن الكريم لا يعطينا دلالة ان أيوب عُوقب بما نزل به من المضار.
    النصب هو التعب وهو المضرة التي لا تختص بالعقاب، وقد يكون على سبيل الاختبار والامتحان، وفي النبي شعيب قوله تعالى: «وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ» [هود/3]، ومعناه استغفروا ربكم سلوه التوفيق للمغفرة. وطعنوا في نبي الله موسى قالوا: ما معنى قول فرعون لموسى (عليه السلام): «وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ» [الشعراء/19]، وقوله (عليه السلام): «قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ» [الشعراء/20] كيف نسب الضلال الى نفسه، ولم يكن عندكم في وقت من الاوقات ضالا؟ قلنا قوله: (وأنت من الكافرين) يقصد الكافرين لنعمتي، وحق تربيتي، فهو كان المربي لموسى (عليه السلام)، وقول موسى يعني من الذاهلين الذاهل عن الشيء انه الضال عنه، وطعنوا في جميع الانبياء عهليهم السلام​

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    ​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X