(1)
تنوعت سبل التثقيف الأسري وكل منهج له مسعاه التربوي،لبث الوعي والإيمان، نتأمل اليوم في ظاهرة دعاء الأمهات على أولادهن فهي ذات أثر نفسي سلبي على الأبناء والعائلة وخلق أجواء من التوتر والشد العصبي وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) هذه من الأمور التي تبعث الفقر للبيت وتبعد الرحمة عنه وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) لاتدعوا على اولادكم إلا بالخير فان الملائكة يؤمنون على ماتقولون يقول حكيم ان شقاوة الاطفال رحمة تبعث الأجر على صبر الأمهات.
&&
(أ2)
(.. إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ..)
عندما يتعرض الإنسان في حياته لصدمة أو سلسلة متوالية من الخيبات يتوقع أن الله سيعوضه فيما بعد بشيئ ينسيه مافات وغالباًمايتوقع ان الله سيرزقه شخصاً يحمل معه السعادة والفرح والواقع قد لايحصل هذا الأمر بالتحديد وكما هو متوقع اذ إن لطف الله لاينحصر في أشخاص معينين أو أحداث بعينها بل العوض الحقيقي هو لطف الله ،تدابيره،رحمته التي تحرر الإنسان من حوله وقوته الى حول الله وقوته.
&&&
( 3 )
المعروف والمشهور عندنا أن الأزمة تسبب العجز في ضبط التوازن النفسي وتعدم القدرة على حل المشاكل الأسرية حتى الصغيرة منها ،العلم اليوم يدرس مفهوم الأزمة وأساليب استثمارها لمقدرتها على توليد الفرص،دراسة أسبابها وامكانية تجاوزها،وهناك مدرسة أهم في تدارك الأزمة ابتكرت لنا ( التربية الربانية ) إجراء تعويض نفسي بقراءة القرآن والاعتماد على الدعاء يسبب تفريغ شحنات الإنفعال ستجدين الفرص التي كانت غائبة عنك ، وتعني اليقين في أحكام الله وأقداره وما على المرأة المؤمنة الا الإقتداء بسيدة النساء الزهراء وصبر زينب (عليهما السلام) وتأكدي في كل أزمة ان الله معك.
(4)
تغيير اهتمام الفتيات بين الماضي والحاضر أبعدهن عن شغل البيت ، كان حلم فتاة الأمس أن تصبح ربة بيت وعليها أن تتقن الأعمال المنزلية،واليوم أصبح شغل البيت وكأنه عملاً ثانوياً رغم تطور الأجهزة المنزلية التي وفرت الجهد والوقت ، نريد أن ندرس الخلل من مرتكز تثقيفي أسري فالإعلام العربي صور لها البيت سجناً وإدارة المنزل والأسرة انتقاصاً لأنوثتها ،انشغل بعضهن بمتابعة الفضائيات والجلوس لساعات أمام الانترنت، والأغلب يضع اللائمة على دلال الأم وكانهم يشرعون لاستغلالها ، بينما ثقافة البنت الحقيقية تعرفها مسؤوليتها والبر لوالدتها وترك شؤون البيت والأسرة على الأم وحدها يعد من العقوق،لابد من التفكير جدياً بالانتماء الى نهج الزهراء (عليها السلام)كانت تحرص على إدارة بيتها بنفسها رغم ان سيدات المجتمع يتمنين خدمتها .. لهذا نوجه.
(5)
((إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ))/ الأنفال 58/
من أهم منهجيات الثقافة الأسرية هو تثقيف بناتنا على معنى الأمانة، ومفهوم الخيانة لاينحصر في معناها السائد وإنما الخيانة تتسع الى مفردات حياتية نتصورها سهلة لكوننا نجهل أبعادها فتشخيص نبي الرحمة صلوات الله عليه وعلى أهل بيته وسلم الخيانة من صفات المنافقين فهو يقول ( آية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان ) والخائن لا يؤتمن على مال أو عرض او عمل ولا على دين منبوذ ملعون من الله بقوله تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ))/ الحج (38) وهل بعد القرآن من حكمة وموعظة وبيان وقال تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا))/النساء 107/ وقال تعالى: ((وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ)) / يوسف 52/ والنبي (صلى الله عليه وآله) يوضح لنا معنى الخيانة بكل تفاصيلها ( لا إيمان لمن لا أمانة له ) والامام علي (عليه السلام)له الكثير من الأقوال التي تخص الخيانة في معاملاتنا اليومية ( من أفحش الخيانة خيانة الودائع ) ووصف خيانة الأمانة بالغدر والغش،علينا أن نتعلم لنعلم أبناءنا ان الأمانة من أهم الفضائل الأخلاقية والقيم الإسلامية والإنسانية تساهم في بناء الذات والشخصية ، لنعلم أنفسنا لنعلم ابناءنا ان الأمانة رأس مال المجتمع الإنساني والسبب الأقوى في شد أواصر الأسرة والمجتمع وتقوية الروابط بين الناس في نظامهم الاجتماعي ومن الصفات التي تربط الإنسان بالله تعالى وترسخ علاقتنا بمدرسة أهل البيت (عليهم السلام).
&&
علي حسين الخباز, [٠٣/٠٣/٢٠٢٢ ٠٧:١٢ م]
(6)
الحمد لله والشكر عند كل مشكلة تحل وتنقضي ، ويكتمل الحمد حين نشكر كل الأيادي التي أمتدت للعون ، و كل نفس شاركتنا الهم وكل الدعوات الخيّرة التي أحاطتنا بالمعروف وتكون لنا الهمة لمد اليد لكل من يحتاجنا وأن نشارك بأنفاسنا هم الناس ونرفع يد الدعاء الى الله تعالى اللهم أقضي حاجة كل محتاج ، وهذا هو الدين الذي نستطيع ان نشيد به دعائم الأسرة ونتذكر حق الأم والأب والزوج والأهل والناس.