إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الزَّهرَاءُ(ع)هيَ المِعيَارُ لِلحَقِّ والبَاطِلِ، ولِلهُدَى والضَّلالِ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الزَّهرَاءُ(ع)هيَ المِعيَارُ لِلحَقِّ والبَاطِلِ، ولِلهُدَى والضَّلالِ

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ ورَحَمُةّ الله وبُرَكآتُهْ

    بالقطع واليقين فإن فاطمة الزهراء (عَلَيْهِا اَلسَّلاَمُ) ليست امرأة عادية ، بل هي استثنائية في جوهر تكوينها كما هي استثنائية في موقفها ، وجهادها ، وعبادتها ، وإيمانها ، وطاعتها أيضاً .
    فقد جرت سنة الله تعالى على أن يخلق من الرجال من هم استثنائيون كالأنبياء ، حيث يخلقهم بشكل مختلف كما فعل بالنسبة إلى آدم ، وعيسى بن مريم ، أو يتدخل في شؤونهم ، ويحافظ على وجودهم مثل موسى بن عمران
    (عَلَيْهَمُ السَّلاَمُ).
    وكما في الرجال كذلك في النساء ، فقد اختار الله مريم لتكون سيدة نساء زمانها ، فكان رب العباد يطعمها كما يقول الله تعالَى في القرآن الكريم : ﴿ ... كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ ... ﴾، سُورَةُ آلِ عمرانَ ، الآية 37.
    وإذا كان الله تعالى ( يتقبّل ) مريم وينبتها نباتاً حسناً وهي سيدة نساء زمانها ، فكيف بمن أرادها الله تعالى لتكون سيدة نساء العالمين ؟
    لقد خلق الله فاطمة لتؤدي دوراً إلهياً . . . وتكون سيدة النساء ، ونموذجاً للمؤمنين والمؤمنات في الحياة الدنيا...
    ولولا أن فاطمة (
    امرأة استثنائية ) لما جعل الله رضاه معلقاً على رضا فاطمة ، وغضبه كذلك معلقاً على غضب فاطمة
    لقد كان العدوان على السيدة الزهراء (عَلَيْهِا اَلسَّلاَمُ)، هو الأوضح والأصرح، والأبعد عن التأويل في إظهار واقع أولئك المتوثبين على مقام خلافة الرسول الأعظم (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)، حيث إنه يوضح لنا :
    أولاً: إنهم قد سعوا إلى اغتصاب حق ليس لهم، وأنهم قد مارسوا في هذا السبيل القوة التي بلغت بهم إلى حد ارتكاب أكثر من جريمة..
    ثانياً: إنهم بفعلهم هذا قد أظهروا أنهم ليس فقط يفقدون أدنى المواصفات التي تؤهلهم للمقام الذي يسعون للحصول عليه، والوصول إليه، بل إن ضد تلك المواصفات هو الحاكم والمهيمن على كيانهم، والمتصرف بوجودهم .
    وذلك لأن ارتكاب أدنى ظلم يكفي لحرمانهم من هذا المقام الخطير.. فكيف إذا كان ما ارتكبوه هو جرائم كبيرة وخطيرة في حق وحيدة الرسول
    (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)، وسيدة نساء العالمين، فاطمة الزهراء (عَلَيْهِا اَلسَّلاَمُ)، والتي أظهرت عظمتها النصوص الثابتة عن رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)، والتي يكون رضاها وغضبها (عَلَيْهِا اَلسَّلاَمُ)، رضا رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)، ورضا الرسول رضا الله سبحانه، مما يعني أنها هي المعيار للحق والباطل، وللهدى والضلال..
    فما اقترفوه في حقها من جرائم يوضح: أنهم غاصبون لأمر ليس لهم، وأنهم معتدون وظالمون.. وأنهم قد أغضبوا الله ورسوله، فهم لا يملكون إذن التقوى والورع، الذي يؤهلهم لخلافة النبوة ..
    كما أنهم قد أثبتوا بذلك أنهم ليسوا أمناء على دماء الناس وأعراضهم وأموالهم.. حتى لو كانت هذه الدماء هي دماء بنت الرسول، وسيدة نساء العالمين
    (عَلَيْهِا اَلسَّلاَمُ)، التي جعل الله ورسوله غضبها ورضاها طريقاً لمعرفة غضب الله ورسوله..
    فإن من لا يتورع عن مهاجمة الزهراء
    (عَلَيْهِا اَلسَّلاَمُ)، بهذا القدر من القسوة والجفاء، لا يمكن أن يحجزه شيء عن اقتراف أية جريمة أخرى. لأن كل الجرائم ستكون أهون عليه وأيسر من جرائمه هذه ..
    وإذا كان يمكن الاعتذار، أو التبرير، أو التأويل، لأي موقف انفعالي لا يتجاوز حدود الكلمة بل قد يمكن التشكيك فيها، أو الإنكار لها، فإنه حين يصل الأمر إلى حدود العدوان على الناس بالضرب، إلى حد الجرح والقتل، وإزهاق الأرواح، وإسقاط الأجنة، فإن الأمر سوف يستعصي على التأويل، ويصير في منأى عن إمكان التشكيك فيه والإنكار له ..
    وتقوم بذلك الحجة، وتعرف النوايا، وتستعلن الدخائل أمام العالم، والجاهل، والكبير، والصغير، والعدو، والصديق، والمسلم، وغير المسلم، ويصبح بإمكان كل أحد أن يكتشف ويميز المعتدي والظالم من المعتدى عليه والمظلوم، ويكتشف كل الناس طبيعة ومزاج، وتربية وتقوى، وأمانة، وصدق، و.. و.. من يدعي ما ليس فيه، ويتوثب على ما ليس له ..
    وليكون من آثار استبعاد هذا الحدث الثابت، وهو ضرب السيدة الزهراء
    (عَلَيْهِا اَلسَّلاَمُ)، وإسقاط جنينها، فضلاً عن كسر ضلعها، أن تسد أبواب الهداية أمام كثيرين من الناس.. خصوصاً، أولئك الذين لم يمكن لهم حسم الأمر فيما يرتبط بصدق هذا الفريق أو ذاك، والذين لا يعرفون الكثير عن حقائق هذا الدين، أو ممن لم يدخلوا فيه، ولم يلتزموا بتعالميه، مما يعني أنهم لا يملكون قاعدة فكرية، أو عقيدية تمكنهم من تمييز المحق من المبطل.. ما دام أن هذا التمييز يحتاج إلى مرتكزات، يفقدها الإيمان والمعرفة بها .
    وحتى الذين يلتزمون بدين الإسلام ويعترفون به، فإن إثبات أمر الإمامة لهم بالأدلة الفكرية العميقة ، لن يكون سهلاً وميسوراً في ظل هذا الجهل، أو التجهيل، بكثير من حقائقه، من خلال الشبهات التي تهيمن على عقليات السواد الأعظم .

    والسؤالُ هُنَا : لماذا لم يظهر الامام علي(عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) حقه ، و يظهر حق فاطمة الزهراء(عَلَيْهِا اَلسَّلاَمُ) و يظهر ما هو حق وما هو باطل بشكل علني .
    إنَّ نظرة الإمام أمير المؤمنين (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) الى الخلافة و الإمامة و كذلك الى حقه و حق السيدة فاطمة الزهراء (عَلَيْهِا اَلسَّلاَمُ) و كذلك أولاده ليس من المنظار الشخصي ، كما انه (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) لم يكن ينظر الى الخلافة من المنظار الذي كان ينظر اليها غيره . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسِ دَخَلْتُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) بِذِي قَارٍ وَ هُوَ يَخْصِفُ نَعْلَهُ فَقَالَ لِي : ( مَا قِيمَةُ هَذَا النَّعْلِ ؟ فَقُلْتُ : لَا قِيمَةَ لَهَا . فَقَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : وَ اللَّهِ لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ إِمْرَتِكُمْ إِلَّا أَنْ أُقِيمَ حَقّاً أَوْ أَدْفَعَ بَاطِلًا )، نهج البلاغة ،الخطبة 33 ، فالامام (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) صبر في فترة الخلفاء الثلاثة حفاظاً على مصلحة الأمة الاسلامية ، لكنه (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) لم يتنازل عن شيء من حقوقه و لا حقوقه الزهراء (عَلَيْهِا اَلسَّلاَمُ) ، كما لم يتنازل عن الخلافة ، بل امتنع عن بيعة أبي بكر حتى اُجبر على ذلك فبايع مُكرهاً حفاظاً على المصلحة الاسلامية و ذلك لخطورة الحالة بعد إرتحال النبي محمد (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) و وجود نوايا من قِبَل الأعداء من الكفار للقضاء على الاسلام ، فقرر الإمام (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) الصبر حفاظاً على الاسلام ، فقد قال (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : ( فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى فَصَبَرْتُ وَ فِي الْعَيْنِ قَذًى وَ فِي الْحَلْقِ شَجًا أَرَى تُرَاثِي نَهْباً حَتَّى مَضَى الْأَوَّلُ لِسَبِيلِهِ فَأَدْلَى بِهَا إِلَى فُلَانٍ بَعْدَهُ ... ) ، نهج البلاغة ، الخطبة الشقشقية . و قال (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) لما عزموا على بيعة عثمان : ( لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي أَحَقُّ النَّاسِ بِهَا مِنْ غَيْرِي ، وَ وَ اللَّهِ لَأُسْلِمَنَّ مَا سَلِمَتْ أُمُورُ الْمُسْلِمِينَ وَ لَمْ يَكُنْ فِيهَا جَوْرٌ إِلَّا عَلَيَّ خَاصَّةً الْتِمَاساً لِأَجْرِ ذَلِكَ وَ فَضْلِهِ وَ زُهْداً فِيمَا تَنَافَسْتُمُوهُ مِنْ زُخْرُفِهِ وَ زِبْرِجِهِ )، نهج البلاغة ،الخطبة 74 . و بعد أن جاءته الخلافة و تسلَّم زمام الأمور بيده انشغل بإطفاء نار الفتن و لم تمهله تلك الحوادث و الفتن من التفرغ للأمور الأخرى كإرجاع فدك الى أولاد فاطمة الزهراء (عَلَيْهِا اَلسَّلاَمُ) و غيرها من الأمور ، فقد انشغل الامام (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) منذ السنة الأولى لتولِّيه الخلافة الظاهرية باحداث المعارك المتتالية : الجمل و صفين و النهروان ، و اختتمت السنوات الأربع من خلافته بشهادته في مسجد الكوفة بمؤامرة من الخوارج ، فعدم إرجاعه فدك الى مستحقيه و كذلك اظهار حق أولاده في الامامة ، و حتى إرجاع الكثير من الأمور الى مجاريها الصحيحة إنما كان بسبب الانشغال بامور هامة و خطيرة من جهة ، و عدم سنوح الفرصة للقيام بسائر مهامه من جهة أخرى .

  • #2
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثييرا
    مأجورين

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X