إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرحمة من صفات الخالق سبحانه تعالى أمونة جبار الحلفي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرحمة من صفات الخالق سبحانه تعالى أمونة جبار الحلفي


    الرحمة صفة من صفات الإسلام، وميزة من مميزات الرسول الكريم (ص) قال الله تعالى: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ» [الأنبياء/107] وهي مستمدة من صفات الخالق الرحمن سبحانه تعالى، ومن الرحمة سمات تتخصص في كلّ شأن منها الرحمة الاجتماعية حيث حثّ الإسلام على إشاعة المحبة والرحمة داخل الأسرة؛ كونها اللبنة الأساسية للمجتمع، وجعل الرحمة أدبًا من الآداب الاجتماعية التي يتعامل بها المجتمع، قال النبي (صلوات الله وسلامه عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين): «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا»، وكي يصل الإنسان الى ساحة الحق، عليه أولًا أن يتعرف على هذه الصفة التي أولاها المولى أيما اهتمام، حيث جعلها منطلقًا للشرائع والأعمال، والسبب الرئيسي من إرسال الأنبياء والرسل ليس فقط للتعلم وغيره، وإنما لرحمة الخلق بكلّ أقسامها، واللطيف أن الآية قالت: «الْعَالَمِينَ» فلم تكن لشريحة خاصة من البشر، ولا عامة البشر فقط، بل لكل العوالم، قال سبحانه: «أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» [البقرة/218] أي قصد بـ(رحمة الله)، فالجنان رحمة من الله، والمطر رحمة، حتى الليل عبر عنه سبحانه بالرحمة: «وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ» [القصص/73].
    ومنها الرحمة الاجتماعية التي هي عنوان من عناوين التراحم مثل: مساعدة الفقراء المحتاجين، وكشف الكرب عن المؤمنين، أي يتعامل مع أبناء مجتمعه وجلدته في مسوغات الرحمة سواء في التعاملات أو الامانات أو غيرهما، ولذلك عبّر المولى سبحانه أن هناك من يرحم من المخلوقات حيث لم تكن الرحمة، خاصة به سبحانه وتعالى، ولكنه هو أرحم الراحمين كما في جملة من الآيات حتى لا تقاس رحمة المخلوق مع رحمة الخالق، فسبحانه أرحم الراحمين: «وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ {83} فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ...» [الأنبياء/84] فالملجأ الى الله تبارك وتعالى.
    ومن فوائد هذه الصفة وهذه الشعيرة التي أكد عليها سبحانه إفشاء المحبة والألفة بين الناس، ويصبح المجتمع كالجسد الواحد، كما في الحديث عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّى»، وأيضًا يلزم منه الاتحاد على البر، وعدم التفرقة والتحاسد، وأيضًا قلة العنف في المجتمع، وتقوية الروابط الأسرية، وانتشار السلام والوئام بين أفراد المجتمع، والله سبحانه وتعالى رحمان رحيم، فقد كتب على نفسه الرحمة.
    ومن هنا نجد أن كل الروايات ترفض القنوط؛ لأن رحمته وسعت كل شيء، فالقنوط واليأس من رحمة الله يعدّ أكبر ذنب ومخالفة كيف ما صنع العبد وصدر الذنب، فهناك باب مفتوح وهو التوبة، ولا يقطع الله عليه رزقه بل يقول له: عندك الباب مفتوح، والوقت ميسر، ارجع الى رشدك، فهو ارحم الرحمين.
    ولذلك نجده سبحانه وتعالى وصف نفسه بالرحمن الرحيم، دون باقي الصفات والأسماء؛ ليقول: إني أتعامل بهذا المنطق والمبدأ وهو الرحمة، وهذا كرم إلهي وفضل من فضائله على الخلق، وعلى الخلق أن يكونوا بهذا المستوى من الرحمة والرأفة، وأن تكون من القضايا الايمانية الجوهرية التي تعني الوقوف على أبعاد المعرفة في شعيرة الرحمة الالهية: «قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ» [الأنعام/12]، وعلى المخلوق أن يكون متّصفًا بالرحمة، كما في الحديث النبوي: «الراحمون يرحمهم الرحمان يوم القيامة، ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء».​

  • #2
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثييرا
    مأجورين

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X