تويت
بات مألوفا مشهد الحركات الثورية والوقفات الاحتجاجية التي يشهدها عدد من بلداننا العربية لأسباب عدة: كالفساد والحروب والويلات وغيرها. لكن ما هو الطفل من هذه الحركات التي يشاهدها بمظاهرها السلمية تارة، والتخريبية تارة أخرى، وربما يتشارك بها مع أفراد عائلته أو يراها عبر التلفاز أو يسمع بها؟ وهل يعي معناها؟
هنا يكمن واجب الكادر التعليمي التربوي في توجيه الأطفال حول معنى هذه المظاهر، وعلاقتها بالانتماء الوطني، وفي عصر تحرر الشعوب وتغيير الأنظمة الاستبدادية والقمعية السائدة.
إنّ مرحلة التعليم المدرسي هي الأكثر تأثيرا بعد الأسرة على مستقبل الطفل، ولأن مرحلة الطفولة ليست نقيضا للنضج وللرشد؛ لأنها مرحلة تكوين وإعداد، وفيها تتشكل اهتمامات الشخصية من خلال التوجيه لمجالات الحياة كافة، كما تؤثر في غرس القيم وتعزيز كينونته، وأهمّ هذه القيم المواطنة وتعريفه حقوقه وواجباته اتجاه وطنه ومجتمعه.
من هنا يجب فتح حلقات حوارية مع الطلاب حول المظاهرات والوقفات المطلبية، وتعريفه قوانين التظاهر والتعبير عن الرأي بطرقه السلمية والحضارية، وتشجيعهم على التعبير وإعطاء رأيهم حول ما يجري مع التركيز على أهمية المظاهرات والثورات بالنسبة للوطن والأمة، وتحصيل الحقوق، ورفض الإساءة، والتعدّي على حدوده الجغرافية.
ومن ناحية أخرى، توعية الطفل على تقبّل الآخر المختلف عنّا دينيّا مثلا؛ لأنه شريك له في الوطن، ولديه الحقوق والواجبات نفسها، وإن له ما لنا وعليه ما علينا، وكلنا معنيّون بالحفاظ على البلد .