. فَدَتكَ بِنَفسِها كَرَماً و عِشقا ....... و نُحْتَ لِفَقدِها عِزاً و شوقا
و قامَ الدَّمعُ بَيْنَكُما فَصِيحاً .......... يُمِيرُ الحُزْنَ إِبْداعاً و ذَوْقَا
هي الزَّهراءُ حَيثُ دُعيتَ أماً ....... و أنتَ حُسَيْنُها فيما سَتَلْقى
و إنَّ كِلَيْكُما في الخَلْقِ نَفْسٌ ..... تُريقُ المَجْدَ أخلاقاً و خَلْقا
و لا كَهَواكُما في الدَّهرِ حُكمٌ ...... دَعا الأيامَ للأشجانِ رِقا
. بَراها اللهُ لِلإِسلامِ ثَغْراً .............. و لِلإيمانِ فيهِ بَراكَ نُطْقا
و أَنْشَأَها كَما قد شاءَ قَلباً ......... مِنَ التَّوْحِيدِ فيهِ سَمَوْتَ عِلقا
. و أَرسَلَها على الدُّنيا سَحاباً ....... و لَولا أَنتَ لم نَرَ فيهِ بَرْقا
كِتابُ اللهِ أَنتَ و أيَّ ذِكرٍ ............. فُؤادُ مُحَمَّدٍ لما تَلَقى
و أمُّكَ رُوحُهُ فبِقَلْبِ طه ............ سَما لَكُما بِأَرْضِ القُدْسِ مَلقى
. هي الكَلِماتُ إذْ أَوحى تَعالى .... وقَبْلَ العَدْلِ تَمَّتْ فيكَ صِدْقا
. وكانَتْ لَيْلَةً لِلقَدْرِ فينا .............. وكُنْتَ بِها مِنَ النِّيرانِ عِتقا
. تمثَّلَ يَومُها في الأَرضِ شَخْصاً ... و كُنْتَ ظِلالَهُ في الطَّفِّ حَقا
. فَدُونَ الخَيلِ صُبحاً قد رَأَيْنا ......... الذي بالبابِ لَيْلاً قد تَوَقّى
. و عَنكَ الماءَ إذْ مَنَعُوهُ حِقداً ........ قُبَيْلَكَ نَوْحَها مَنَعُوهُ فِسقا
و دَفنُ الطُّهرِ سِراً يا ابنَ طه ....... دَعاكَ على الثَّرى في الجَهرِ مُلقى
. لذلِكَ قَبرُها أَبدى غُروباً .............. و قَبرُكَ لم يَزَل في الأُفقِ شَرقا
. ألا لَكُما بِقَلبي كُلُّ صَبرٍ .............. إذا ما بَرَّني في الحُبِّ عَقّا
قصيدة فدتك بنفسها كرماً و عشقا للشاعر محمد عبد الرضا الحرزي
تعليق