اسم كبير ووجود أكبر حد يحار المرء ماذا يكتب عنها فهي ركن مهم من بيت النبوة وسيدة النساء التي لم تشاركها امراة مهما كان عنوانها وهي وحدها ( نساء النبي ) في نص آية المباهلة الكريمة وهي ريحانة الهادي وبضعته وام أبيها وهي التي فرض الخالق على المسلمين مودتها وهي الكوثر في سورة ( انا اعطيناك ) وهي زوج الرجل الذي كان ولايزال حبه ايمان وبغضه نفاق وهي أم سيدا شباب أهل الجنة وهي صاحبة ميراث النبوة و( فدك ) التي دفعت عنها بغير حق وهي مصدر الم وندم الخليفة الأول في سكرات الموت يوم تمنى ( ليتني لم الي أمركم ولم اسلب فاطمة حقها ) وهي شهيدة خلاف المسلمين واختلافهم بعد موت النبي وصراعهم على السلطة والدنيا وهي التي اعتلت المنبر بشجاعة رسول وفصاحة نبي وألقت خطبتها الفاطمية التي أشارت بها إلى نكوص الأمة وتراجعها وخذلانها ورغبات ولاة الأمر بعد النبي وهي التي توجها النبي بتاج ( سيدة نساء العالمين ) وهي التي قال فيها الخالق سبحانه ( ويطعمون الطعام على حبه ) .
ان عمر فاطمة قصيرا جدا في حسابات الزمن إذ لم يتجاوز الثمانية عشر عاما وقد لا يكفي لأعمال معدودات لكنها رغم قصر العمر خلدت ما بقي الإسلام وما صدح المؤذن بنشيد ( الله اكبر .. الله اكبر ) لكنها تجاوزت سنين عمرها في طاعتها لله وسيرها على نهجه والتزامها بما أتى به الرسول حتى اعلن الرسول العظيم أن الله جل وعلا يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها بحديث متواتر قال فيه : ( أن فاطمة بضعة مني ومن اغضبها فقد اغضبني ومن اغضبني فقد أغضب الله ) .. ترى اين المسلمين من غضب فاطمة ورضاها ؟ هل رضيت يوم سلب ميراثها من أبيها؟ أو يوم قتلت جراء ما نتج عن أحداث سقيفة بني ( ساعدة ) أو يوم اغتصبت الحقوق ؟ أو قتل ولدها البكر مسموما بايدي المسلمين ؟ وهل رضيت يوم أحاطت الجيوش بولدها في طف كربلاء وقتله مع كل ما تبقى من عائلتها ؟
ان ما يتوجب علينا كمسلمين أن نرعوي ونبحث عن رضا الله الذي هو رضا للنبي ولفاطمة وأن نقف عند حدود الله وأن لا نفكر بسلب حقوق أحد وخصوصا النساء ومن أوصى بهن الله سبحانه وأن تسير النساء بسيرة سيدتهن فاطمة عليها السلام
السلام على فاطمة يوم ولدت وقرت بها عين النبي الاعظم
السلام على فاطمة يوم عاشت بين ظهراني الإسلام مثالا للمرأة الصالحة الصديقة القديسة
السلام على فاطمة يوم غصب حقها في ميراثها وحياتها واستشهدت وواجهت وجه رب كريم
راضي المترفي