يروى: أنه لما استشهدت فاطمة " عليها السلام " احتجب أمير المؤمنين (عليه السلام) في منزله عن الناس وصار لا يخرج إلا للصلاة ولزيارة قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاغتمت الشيعة لذلك غما شديدا وقالوا: كيف الرأي؟ وهذا أمير المؤمنين قد احتجب عنا، وكنا نستفيد من علمه وأخباره وأحاديثه وقد انقطع عنا، فعزم رأيهم على أن يرسلوا إليه عمار بن ياسر، فدعوه وقالوا: إمض إلى سيدنا ومولانا أمير المؤمنين وعرفه في حقنا، فلعلك تأتينا به.
قال عمار: فمضيت إلى دار سيدي ومولاي أمير المؤمنين فاستأذنت الدخول عليه؟ فأذن لي فدخلت عليه فوجدته جالسا جلسة الحزين الكئيب والحسن عن يمينه والحسين عن شماله وهو يلتفت إلى الحسين ويبكي، فلما نظرت إلى حاله وحال ولده، لم أملك على نفسي دون ان أخذتني العبرة وبكيت بكاء شديدا، فلما سكن نشيجي قلت سيدي تأذن لي بالكلام؟ قال: تكلم يا أبا اليقظان، قلت: سيدي انكم تأمرون بالصبر على المصيبة، فما هذا الحزن الطويل؟ وان شيعتك لا يقر لهم قرار باحتجابك عنهم، وقد شق ذلك عليهم.
قال: فالتفت إلي وقال: يا عمار ان العزاء عن مثل من فقدته لعزيز، اني فقدت رسول الله بفقد فاطمة، انها كانت لي عزاء وسلوة، وكانت إذا نطقت ملأت سمعي بصوت رسول الله، وإذا مشت لم تخرم مشيته، واني ما حسسته تألم الفراق إلا بفراقها، وان أعظم ما لقيت من مصيبتها واني لما وضعتها على المغتسل وجدت ضلعا من أضلاعها مكسورا وجنبها قد إسود من ضرب السياط وكانت تخفي ذلك علي، مخافة ان يشتد حزني، وما نظرت عيناي إلى الحسن والحسين الا وخنقتني العبرة وما نظرت إلى زينب باكية الا وأخذتني الرقة عليها.
الانوار العلوية ص٣٠٦-٣٠٧
قال عمار: فمضيت إلى دار سيدي ومولاي أمير المؤمنين فاستأذنت الدخول عليه؟ فأذن لي فدخلت عليه فوجدته جالسا جلسة الحزين الكئيب والحسن عن يمينه والحسين عن شماله وهو يلتفت إلى الحسين ويبكي، فلما نظرت إلى حاله وحال ولده، لم أملك على نفسي دون ان أخذتني العبرة وبكيت بكاء شديدا، فلما سكن نشيجي قلت سيدي تأذن لي بالكلام؟ قال: تكلم يا أبا اليقظان، قلت: سيدي انكم تأمرون بالصبر على المصيبة، فما هذا الحزن الطويل؟ وان شيعتك لا يقر لهم قرار باحتجابك عنهم، وقد شق ذلك عليهم.
قال: فالتفت إلي وقال: يا عمار ان العزاء عن مثل من فقدته لعزيز، اني فقدت رسول الله بفقد فاطمة، انها كانت لي عزاء وسلوة، وكانت إذا نطقت ملأت سمعي بصوت رسول الله، وإذا مشت لم تخرم مشيته، واني ما حسسته تألم الفراق إلا بفراقها، وان أعظم ما لقيت من مصيبتها واني لما وضعتها على المغتسل وجدت ضلعا من أضلاعها مكسورا وجنبها قد إسود من ضرب السياط وكانت تخفي ذلك علي، مخافة ان يشتد حزني، وما نظرت عيناي إلى الحسن والحسين الا وخنقتني العبرة وما نظرت إلى زينب باكية الا وأخذتني الرقة عليها.
الانوار العلوية ص٣٠٦-٣٠٧
تعليق