إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِّمَّن دَعَآ إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَـلِحاً وَقَالَ إِنَّنِى م

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِّمَّن دَعَآ إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَـلِحاً وَقَالَ إِنَّنِى م

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    الطيبين الطاهرين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قال الله عز وجل في محكم كتابه الكريم:
    (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِّمَّن دَعَآ إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَـلِحاً وَقَالَ إِنَّنِى مِنَ الْمُسْلِمِينَ( 33 ) وَلاَ تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَميِمٌ ( 34 )وَمَا يُلَقَّـهَآ إَلاَّ الَّذيِنَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّـهَآ إَلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيم ( 35 )وَإِمَّا يَنَزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَـنِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ( 36 ) سورة فصلت
    مازالت هذه المجموعة من الآيات الكريمة تتحدث عن الصورة الأُخرى; عن المؤمنين الذين يتبعون أحسن القول.
    يقول تعالى: (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين).
    وبالرغم من أنّ الآية استفهامية، إلاّ أنّ الاستفهام هنا إنكاري، بمعنى أنّه ليس هناك أفضل من كلام الشخص الذي يدعو إلى الله وينادي بالتوحيد، ثمّ يؤكّد
    دعوته اللفظية هذه ويقرنها بالفعل والعمل الصالح.
    إنّ اعتقاد هؤلاء بالإسلام وتسليمهم للباري جلّ وعلا، يدعم عملهم الصالح.
    فإن العمل الصالح يكشف عن نية صالحة غير أن العمل الصالح لا يكشف عن الاعتقاد الحق والالتزام به، ولا حسن في قول لا يقول به صاحبه ولذا قيده بقوله: { وقال إنني من المسلمين }
    إنّ الآية الكريمة هذه ترسم ثلاث صفات لذي القول الحسن هي: الدعوة إلى الله، والعمل الصالح، والتسليم، حيال الحق.
    إنّ أمثال هؤلاء فضلا عن تمسكهم بالأركان الإيمانية الثلاثة (الإقرار باللسان; والعمل بالأركان، والإيمان بالقلب) فإنّهم تمسكوا بركن رابع هو التبليغ والدعوة ونشر دين الحق، وإقامة الدليل على أصول الدين، ودفع آثار الشرك والتردد من قلوب عباد الله.
    إنّ هؤلاء المنادين، بصفاتهم الأربع، يعتبرون أفضل المنادين والدعاة في العالم.
    وللآية اتصال بقوله السابق: { وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن، والغوا فيه } الآية --- فإنهم كانوا يخاصمون النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما ينازعون القرآن، وقد ذكر في أول السورة قولهم: { قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه } الآية فأيد سبحانه في هذه الآية نبيه بأن قوله وهو دعوته أحسن القول.
    وبرغم ما ذهب إليه بعض المفسّرين من قولهم بانطباق الصفات السابقة على شخص رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أو هو والأئمّة الذين يدعون إلى الحق، أو المؤذنين خاصة. لكن من الواضح أنّ للآية مفهوماً أوسع بحيث يشمل كلّ المنادين بالتوحيد ممّن تشملهم الصفات المذكورة. بالرغم من أن أفضل مصداق لذلك هو الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) [خاصة في فترة نزول الآية] ثمّ يأتي بعد ذلك الأئمّة من أهل البيت(عليهم السلام)، وبعدهم جميع العلماء والمجاهدين في طريق الحق، والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، والداعين للإسلام من أي طائفة كانوا.
    إنّ هذه الآية فخر عظيم وعزّ كبير لكل أُولئك، كي تتقوى عزائمهم ويربط على قلوبهم.
    واذا قيل بأن الآية مدح لبلال الحبشي المؤذن الخاص لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فذلك بسبب أنّه أطلق نداء التوحيد في فترة من أحلك الفترات وأوحشها في تأريخ الدعوة الإسلامية، وعرّض روحه للخطر.
    ثم كمّل هذه الأوصاف بإيمانه الراسخ، واستقامته التي لا نظير لها، وأعماله الصالحة، والاستمرار على نهج الإسلام الصحيح.
    أمّا قوله تعالى: (وقال إنني من المسلمين) فللمفسّرين فيه قولان:
    الأوّل: أنّ (قال) هنا من (قول) وتعني الاعتقاد، ويكون المعنى: الذي عنده الاعتقاد الراسخ بالإسلام.
    الثّاني: أنّ (قول) بمعنى الحديث والتحدّث، وحين ذلك يكون المعنى: الذي يفتخر ويتباهى بالدين الإلهي، وينادي بصوت مرتفع إنني من المسلمين.
    المعنى الأوّل يبدو أكثر قبولا بالرغم من أنّ مفهوم الآية يتحمل المعنيين.
    ولما أمكن أن يدعو الداعي إلى الله لغرض فاسد وليست الدعوة التي هذا شأنها من القول الأحسن قيده بقوله: { وعمل صالحاً } فإن العمل الصالح يكشف عن نية صالحة غير أن العمل الصالح لا يكشف عن الاعتقاد الحق والالتزام به، ولا حسن في قول لا يقول به صاحبه ولذا قيده بقوله: { وقال إنني من المسلمين }
    فإذا تم الإِسلام لله والعمل الصالح للإِنسان ثم دعا إلى الله كان قوله أحسن القول لأن أحسن القول أحقه وأنفعه ولا قول أحق من كلمة التوحيد ولا أنفع منها وهي الهادية للإِنسان إلى حال سعادته.
    وأحسن قولا لأن اسلوب دعوته سليم ، فلأنها مجردة عن ذاته لا تتأثر بالمصالح الشخصيــة ، أو بالظروف المتغيرة ، فيختار أفضل السبل للدعوة ، يتواضع للناس ، و يحسن أليهم ، ولا يتجبر عليهم ولا يبحث في دعوته عن شهرة أو سمعة ، ولا يتأثر بعصبية .
    إن دعوته بذاتها خير عظيم حظي به فهو يحمد الله أبدا على هذا التوفيق ، فلا يطلب على دعوته أجرا من الناس أو شكرا ، وإذا واجه إعراضا أو كفورا لا يلويه ذلك عن سبيل الدعوة ، لأن دعوته مدفوعة الثمن سلفا من عند ربه .
    ثم إن دعوته ليست مجردة عن سلوكه . أنه يسارع الى تنفيذ شرائع الله ، و العمل الصالح ، و التسليم للقيادة الشرعية ، و الرضا بها ، مما يشهد بصدقه في دعوته ، كما يشهد على صدق دعوته ، فمن دعا الى الله حقا فقد عرف ربه ، ومن عرف ربه صلحت أفعاله ، ولم يطلب علوا في الأرض ولا فسادا ، بل سلم الأمر لله و لأولى الناس برسول الله .
    فهو أول من يسلم وجهه لربه .
    وهكذا تبصرنا الآية - بكلمات وجيزة بليغة - بشواهد الصدق في الدعاة ، وكيف أنهم الأحسن قولا ، و الأسبق الى تهذيب النفس من شوائب الهوى في الدعوة ، و تهذيب اسلوب الدعوة من الرعونة و الخشونة و الكلمات النابية ..
    و الإسلام هو التسليم ، و التسليم يتنافى و الصراعات المصلحية عند الدعاة يقول أمير المؤمنين الامام علي - عليه السلام - :
    لأنسبن الإسلام نسبة لم ينسبها أحد قبلي ، الإسلام هو التسليم ، و التسليم هو اليقين ، و اليقين هو التصديق ، و التصديق هو الإقرار ، و الإقرار هو الأداء ، و الأداء هو العمل "
    ************************************************** ***************************** ***
    تفسير الأمثل
    تفسير الميزان
    تفسير من هدي القرآن






    من فضلك اذا أحببت/ي نقل الموضوع لمنتدى آخر أكتب/ي تحته منقول ولك الأجر والثواب
    سجاد=سجاد14=سجادكم

  • #2
    عمل موفق جزاكم الله خيراً

    تعليق


    • #3
      بوركت
      عزيزي
      موفق
      من فضلك اذا أحببت/ي نقل الموضوع لمنتدى آخر أكتب/ي تحته منقول ولك الأجر والثواب
      سجاد=سجاد14=سجادكم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X