بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم وظالميهم من الأولين والأخرين
وبعد اضع بين أيدي القراء الكرام جهل عمر بن الخطاب من اصح كتب اهل السنة وكيف
يعترف أنه جاهل ويرجع الى أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام
فقد اخرج الرازي في مفاتيح الغيب ج 32 ص 11:
ما روى أن عمر كان يقبل الحجر ، ويقول : إنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك ،
فقال له علي عليه السلام : إما أنه يضر وينفع إن الله تعالى لما أخذ على ذرية آدم الميثاق كتبه في رق أبيض / وكان لهذا الركن يومئذ لسان وشفتان وعينان ، فقال : افتح فاك فألقمه ذلك الرق وقال : تشهد لمن وافاك بالموافاة إلى يوم القيامة ، فقال عمر : لأبقيت في قوم لست فيهم يا أبا الحسن .
وأخرج السيوطي في الدر المنثور ج 4 ص 366
عن أبي سعيد الخدري قال : حججنا مع عمر بن الخطاب ، فلما دخل الطواف استقبل الحجر
فقال : إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك ، ثم قبله
فقال له علي بن أبي طالب : يا أمير المؤمنين إنه يضر وينفع قال : بم . . . ؟ قال : بكتاب الله عز وجل قال : وأين ذلك من كتاب الله؟ قال الله { وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم } إلى قوله { بلى } خلق الله آدم ومسح على ظهره فقررهم بأنه الرب وإنهم العبيد ، وأخذ عهودهم ومواثيقهم وكتب ذلك في رق ، وكان لهذا الحجر عينان ولسان ، فقال له ، افتح فاك . ففتح فاه فألقمه ذلك الرق ، فقال : أشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة ، وإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول « يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود وله لسان ذلق ، يشهد لمن يستلمه بالتوحيد »
فهو يا أمير المؤمنين يضر وينفع .
فقال عمر : أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا حسن .
واخرج الشنقيطي في أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ج 8 ص 366 :
قال عمر عند استلامه للحجر
إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك
فقبله امتثالا واقتداء بصرف النظر عن ما جاء من أن عليا رضي الله عنه قال له بلى يا أمير المؤمنين
إنه يضر وينفع فيأتي يوم القيامة وله لسان وعينان يشهد لمن قبله لأن عمر أقبل عليه ليقبله قبل أن يخبره علي رضي الله عنه.
واخرج العلامة الألوسي في روح المعاني ج 6 ص 431 :
عن أبي سعيد الخدري قال : حججنا مع عمر رضي الله تعالى عنه فلما دخل الطواف استقبل الحجر
فقال : إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك ثم قبله فقال له علي كرم الله تعالى وجهه : يا أمير المؤمنين إنه يضر وينفع قال : بم؟ قال : بكتاب الله عز وجل قال : وأين ذلك من كتاب الله تعالى قال : قال الله تعالى : { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ } الآية إلى قوله سبحانه :
وأخرج الحاكم في المستدرك على الصحيحين ج 4 ص 227 رقم الحديث :
1635 - عن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه ، قال : حججنا مع عمر بن الخطاب ، فلما دخل الطواف استقبل الحجر ، فقال : إني أعلم أنك حجر لا تضر ، ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك ، ثم قبله ،
فقال له علي بن أبي طالب بلى يا أمير المؤمنين
إنه يضر وينفع . قال : ثم قال : بكتاب الله تبارك وتعالى . قال : وأين ذلك من كتاب الله ؟ قال : قال الله عز وجل : ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم ، وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى خلق الله آدم ومسح على ظهره فقررهم بأنه الرب ، وأنهم العبيد ، وأخذ عهودهم ومواثيقهم ، وكتب ذلك في رق ، وكان لهذا الحجر عينان ولسان ، فقال له افتح فاك . قال : ففتح فاه فألقمه ذلك الرق وقال : اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة ، وإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود ، وله لسان ذلق ، يشهد لمن يستلمه بالتوحيد » فهو يا أمير المؤمنين يضر وينفع ،
فقال عمر : أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا حسن .
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان ج 3 ص 451 :
عن أبي سعيد الخدري قال : حججنا مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلما دخل الطواف استقبل الحجر
فقال إني أعلم أنك حجر لا تضر و لا تنفع و لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم قبلك ما قبلتك ثم قبله فقال له علي بن أبي طالب رضي الله عنه بلى يا أمير المؤمنين
إنه يضر و ينفع قال : ثم ؟ قال : بكتاب الله عز و جل قال : و أين ذلك من كتاب الله قال : قال الله عز و جل :
{ و إذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم }
إلى قوله : { بلى }
خلق الله آدم و مسح على ظهره فقرره بأنه الرب و أنهم العبيد و أخذ عهودهم و مواثيقهم و كتب ذلك في رق و كان لهذا الحجر عينان و لسان فقال له : افتح قال : ففتح فاه فالتقمه ذلك الرق فقال : اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة و إني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود و له لسان ذلق يشهد لمن يستلمه بالتوحيد فهو يا أمير المؤمنين يضر و ينفع
فقال عمر : أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا حسن .
وأخرج العراقي والسبكي في تخريج أحاديث إحياء علوم الدين ج 2 ص 635 رقم الحديث
723 - (وقبله عمر رضي الله عنه ثم
قال والله إني لا أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يقبلك لما قبلتك)
أخرجه البخاري ومسلم
من حديث ابن عمر ولفظ مسلم قال
قبل عمر بن الخطاب الحجر ثم قال أما والله لقد علمت أنك حجر ولولا إني رأيت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -
يقبلك ما قبلتك وعن عبد الله بن سرجس قال رأيت الأصلع يعني عمر يقبل الحجر ويقول والله إني لأقبلك وإني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قبلك ما قبلتك وعن سويد بن غفلة قال رأيت عمر قبل الحجر والتزمه وقال رأيت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - بك حفياً لم يخرج البخاري في هذا الحديث التزام الحجر ولا قال رأيت الأصلع وفي بعض روايات البخاري ولولا أني رأيت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - استلمك ما استلمتك.
(فقال علي رضي الله عنه يا أمير المؤمنين
بل هو يضر وينفع قال وكيف قال إن الله تعالى لما أخذ الميثاق على الذرية كتب عليهم كتابا ثم ألقمه هذا الحجر فهو يشهد للمؤمنين بالوفاء وعلى الكافرين بالجحود) كذا في القوت إلاَّ أنه لم يقل عليهم وقال للمؤمن وعلى الكافر
وقال العراقي: هذه الزيادة في هذا الحديث أخرجها الحاكم وقال ليس من شرط الشيخين اهـ
قلت: وأخرج الأزرقي هذا الحديث بتلك الزيادة ولفظه فقال علي بلى يا أمير المؤمنين هو يضر وينفع قال وبم قال بكتاب الله عز وجل قال وأين ذلك من كتاب الله عز وجل قال قال الله تعالى وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا قال فلما خلق الله عز وجل آدم مسح ظهره فأخرج ذريته من ظهره فقررهم أنه الرب وأنهم العبيد ثم كتب ميثاقهم في رق وكان هذا الحجر له عينان ولسان فقال له افتح فاك قال فألقمه ذلك الرق وجعله في هذا الموضع فقال تشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة قال فقال عمر أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا حسن وأخرج الدولابي في الذرية الطاهرة عن الحسين بن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - لما أخذ الله ميثاق الكتاب جعله في الحجر فمن بالبيعة استلام الحجر وفي مثير العزم لابن الجوزي عن ابن عباس عن النبي - صلّى الله عليه وسلم - أن الله لما أخذ من بني آدم ميثاقهم جعله في الحجر.
واخرج الزرقاني في شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك ج 2 ص 408 :
وروى الحاكم عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال حججنا مع عمر فلما طاف استقبل الحجر فقال إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك ثم قبله فقال له علي بلى إنه يضر وينفع قال بم قال بكتاب الله { وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى } سورة الأعراف الآية 172 خلق الله آدم ومسح على ظهره فقررهم بأنه الرب وأنهم العبيد وأخذ عهودهم ومواثيقهم وكتب ذلك في رق وكان لهذا الحجر عينان ولسان فقال افتح ففتح فاه فألقمه ذلك الرق وقال اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة وإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود وله لسان ذلق يشهد لمن يستلمه بالتوحيد فهو يا أمير المؤمنين يضر وينفع فقال عمر أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا حسن .
وهذا الحديث المتواتر ذكره البخاري في صحيحه ومسلم في صحيحه
فقد قال السيد محمد حسين الحسيني الطهراني قدس سره معرفة الإمام عليه السلام ج 1 ص 17
ورواه البخاريّ بسند واحد ، ومسلم بأربعة أسانيد ، لكنّهما حذفا ذيله الذي فيه اعتراض أمير المؤمنين عليه السلام على عمر ، وجواب الإمام نفسه ، وذلك لفرط عنادهما ومكابرتهما . (214) ونحن نرى في مواطن كثيرة في الفقه والسيرة أنّ هذين وأمثالهما يقطعون من الحديث ما فيه فضيلة ومنقبة لأمير المؤمنين عليه السلام أو لأهل البيت ، ويذكرون ما يتعلّق بالفقه ، ويحذفون ما يثبت المناقب .
ومن هنا نعرف أنّ هذين الشخصين وضعا أساس كتابيهما على التمويه والخداع والدجل والحيلة والحذف ، ولم يعرضا حقيقة الأُمور . فلهذا يتميّزان ويترجّحان عند الحكّام والأُمراء الجائرين من العامّة ، وعند العوامّ الذين هم كالأنعام .
بَيدَ أنّ كثيراً من العامّة هم من أُولي الإنصاف ، إذ يعرضون الأحاديث والروايات كما وصلت ، لا يقطعون ولا يحذفون . وتخصّ بالذكر منهم النسائيّ وأحمد بن حنبل وابن أبي الحديد والسيوطيّ والبيهقيّ والحاكم والحسكانيّ وابن المغازليّ وإبراهيم بن محمّد الحمّوئيّ ، ومنهم : الحافظ أبو المؤيّد موفّق بن أحمد البكريّ المكّيّ الحنفيّ المعروف بأخطب خوارزم المولود سنة 484 ه ، والمتوفّى سنة 568 ه . ويعدّ كتابه «المناقب» في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ومناقبه من نفائس الكتب ، كما ينظر إليه كمصدر للروايات والأحاديث التي يرويها عنه أعيان الخاصّة والعامّة ، وطبع في آخر مناقبه ثلاث قصائد غرّاء نظهما في مدح مولى الموالي ، وكلّ منها تحتوي على مطالب رفيعة .
ونذكر فيما يأتي أبياتاً من قصيدته الأُولى :
هَلْ أَبْصَرَتْ عَيْنَاكَ فِي المِحْرابِ
كَأَبِي تُرَابٍ مِنْ فَتَىً مِحْرابِ
لِلّهِ دَرّ أَبِي تُرابٍ إنّهُ
أَسَدُ الحِرَابِ وَزِينَةُ المِحْرَابِ
هُوَ ضَارِبٌ وَسُيُوفُهُ كَثَواقِبٍ
هُوَ مُطْعِمٌ وَجِفَانُهُ كَجَوابِ
إِنّ النّبِيّ مَدِينَةٌ لِعُلُومِهِ
وَعَلِيّ الهَادِي لَهَا كَالبَابِ
لَوْلَا عَلِيّ مَا اهْتَدَى فِي مُشْكِلٍ
عُمَرٌ وَلَا أَبْدَى جَوَابَ صَوَابِ
مَا ارْتَابَ فِي فَضْلِ المُحِقّ المُهْتَدِي
غَيْرُ الغَوِيّ المُبْطِلِ المُرْتَابِ
كَالشّهْدِ مَوْلَانَا عَلِيّ المُرْتَضَى
لِلْأوْلِياءِ وَلِلْعِدَى كالصّابِ
إنّ الوَصِيّ لَمَوْضِعُ الأَسْرَارِ إذْ
زَمّ النّبِيّ مَطِيّهُ لِذَهَابِ
إنّ الوَصِيّ أَخَا النّبِيّ المُصْطَفَى
زَمَنَ الصّبَا مَا جَرّ ذَيْلَ تَصَابِ
وَلَهُ مَنَاقِبُ مَدّ مَدْحِي ضَبْعَهُ
فِيهَا وَأَكْثَرُهَا وَرَاءَ نِقَابِ
يَا عَاتَبِي بِهَوَى عَلِيّ زَدْنُهُ
صِدْقاً هَوَايَ فَزِدْ بِمَكْثِ عِتَابِ
إنْ كَانَ أَسْبَابُ السّعَادَةِ حُجّةً
فَهَوَى عَلِيّ أَأكَدُ الأَسْبَابِ
وَكَسَوْتُ أَعْقَابِي بِنَظْمِي مِدْحَةً
حُلَلاً تَجْدْ عَلَيّ بِالأَحْقَابِ
حَسَنَاهُ وَهْوَ وَفَاطِمٌ أَهْوَاهُمُ
حَقّاً وَأُوصِي بِالهَوَى أَعْقَابِي .
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم وظالميهم من الأولين والأخرين
وبعد اضع بين أيدي القراء الكرام جهل عمر بن الخطاب من اصح كتب اهل السنة وكيف
يعترف أنه جاهل ويرجع الى أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام
فقد اخرج الرازي في مفاتيح الغيب ج 32 ص 11:
ما روى أن عمر كان يقبل الحجر ، ويقول : إنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك ،
فقال له علي عليه السلام : إما أنه يضر وينفع إن الله تعالى لما أخذ على ذرية آدم الميثاق كتبه في رق أبيض / وكان لهذا الركن يومئذ لسان وشفتان وعينان ، فقال : افتح فاك فألقمه ذلك الرق وقال : تشهد لمن وافاك بالموافاة إلى يوم القيامة ، فقال عمر : لأبقيت في قوم لست فيهم يا أبا الحسن .
وأخرج السيوطي في الدر المنثور ج 4 ص 366
عن أبي سعيد الخدري قال : حججنا مع عمر بن الخطاب ، فلما دخل الطواف استقبل الحجر
فقال : إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك ، ثم قبله
فقال له علي بن أبي طالب : يا أمير المؤمنين إنه يضر وينفع قال : بم . . . ؟ قال : بكتاب الله عز وجل قال : وأين ذلك من كتاب الله؟ قال الله { وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم } إلى قوله { بلى } خلق الله آدم ومسح على ظهره فقررهم بأنه الرب وإنهم العبيد ، وأخذ عهودهم ومواثيقهم وكتب ذلك في رق ، وكان لهذا الحجر عينان ولسان ، فقال له ، افتح فاك . ففتح فاه فألقمه ذلك الرق ، فقال : أشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة ، وإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول « يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود وله لسان ذلق ، يشهد لمن يستلمه بالتوحيد »
فهو يا أمير المؤمنين يضر وينفع .
فقال عمر : أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا حسن .
واخرج الشنقيطي في أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ج 8 ص 366 :
قال عمر عند استلامه للحجر
إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك
فقبله امتثالا واقتداء بصرف النظر عن ما جاء من أن عليا رضي الله عنه قال له بلى يا أمير المؤمنين
إنه يضر وينفع فيأتي يوم القيامة وله لسان وعينان يشهد لمن قبله لأن عمر أقبل عليه ليقبله قبل أن يخبره علي رضي الله عنه.
واخرج العلامة الألوسي في روح المعاني ج 6 ص 431 :
عن أبي سعيد الخدري قال : حججنا مع عمر رضي الله تعالى عنه فلما دخل الطواف استقبل الحجر
فقال : إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك ثم قبله فقال له علي كرم الله تعالى وجهه : يا أمير المؤمنين إنه يضر وينفع قال : بم؟ قال : بكتاب الله عز وجل قال : وأين ذلك من كتاب الله تعالى قال : قال الله تعالى : { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ } الآية إلى قوله سبحانه :
وأخرج الحاكم في المستدرك على الصحيحين ج 4 ص 227 رقم الحديث :
1635 - عن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه ، قال : حججنا مع عمر بن الخطاب ، فلما دخل الطواف استقبل الحجر ، فقال : إني أعلم أنك حجر لا تضر ، ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك ، ثم قبله ،
فقال له علي بن أبي طالب بلى يا أمير المؤمنين
إنه يضر وينفع . قال : ثم قال : بكتاب الله تبارك وتعالى . قال : وأين ذلك من كتاب الله ؟ قال : قال الله عز وجل : ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم ، وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى خلق الله آدم ومسح على ظهره فقررهم بأنه الرب ، وأنهم العبيد ، وأخذ عهودهم ومواثيقهم ، وكتب ذلك في رق ، وكان لهذا الحجر عينان ولسان ، فقال له افتح فاك . قال : ففتح فاه فألقمه ذلك الرق وقال : اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة ، وإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود ، وله لسان ذلق ، يشهد لمن يستلمه بالتوحيد » فهو يا أمير المؤمنين يضر وينفع ،
فقال عمر : أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا حسن .
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان ج 3 ص 451 :
عن أبي سعيد الخدري قال : حججنا مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلما دخل الطواف استقبل الحجر
فقال إني أعلم أنك حجر لا تضر و لا تنفع و لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم قبلك ما قبلتك ثم قبله فقال له علي بن أبي طالب رضي الله عنه بلى يا أمير المؤمنين
إنه يضر و ينفع قال : ثم ؟ قال : بكتاب الله عز و جل قال : و أين ذلك من كتاب الله قال : قال الله عز و جل :
{ و إذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم }
إلى قوله : { بلى }
خلق الله آدم و مسح على ظهره فقرره بأنه الرب و أنهم العبيد و أخذ عهودهم و مواثيقهم و كتب ذلك في رق و كان لهذا الحجر عينان و لسان فقال له : افتح قال : ففتح فاه فالتقمه ذلك الرق فقال : اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة و إني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود و له لسان ذلق يشهد لمن يستلمه بالتوحيد فهو يا أمير المؤمنين يضر و ينفع
فقال عمر : أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا حسن .
وأخرج العراقي والسبكي في تخريج أحاديث إحياء علوم الدين ج 2 ص 635 رقم الحديث
723 - (وقبله عمر رضي الله عنه ثم
قال والله إني لا أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يقبلك لما قبلتك)
أخرجه البخاري ومسلم
من حديث ابن عمر ولفظ مسلم قال
قبل عمر بن الخطاب الحجر ثم قال أما والله لقد علمت أنك حجر ولولا إني رأيت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -
يقبلك ما قبلتك وعن عبد الله بن سرجس قال رأيت الأصلع يعني عمر يقبل الحجر ويقول والله إني لأقبلك وإني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قبلك ما قبلتك وعن سويد بن غفلة قال رأيت عمر قبل الحجر والتزمه وقال رأيت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - بك حفياً لم يخرج البخاري في هذا الحديث التزام الحجر ولا قال رأيت الأصلع وفي بعض روايات البخاري ولولا أني رأيت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - استلمك ما استلمتك.
(فقال علي رضي الله عنه يا أمير المؤمنين
بل هو يضر وينفع قال وكيف قال إن الله تعالى لما أخذ الميثاق على الذرية كتب عليهم كتابا ثم ألقمه هذا الحجر فهو يشهد للمؤمنين بالوفاء وعلى الكافرين بالجحود) كذا في القوت إلاَّ أنه لم يقل عليهم وقال للمؤمن وعلى الكافر
وقال العراقي: هذه الزيادة في هذا الحديث أخرجها الحاكم وقال ليس من شرط الشيخين اهـ
قلت: وأخرج الأزرقي هذا الحديث بتلك الزيادة ولفظه فقال علي بلى يا أمير المؤمنين هو يضر وينفع قال وبم قال بكتاب الله عز وجل قال وأين ذلك من كتاب الله عز وجل قال قال الله تعالى وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا قال فلما خلق الله عز وجل آدم مسح ظهره فأخرج ذريته من ظهره فقررهم أنه الرب وأنهم العبيد ثم كتب ميثاقهم في رق وكان هذا الحجر له عينان ولسان فقال له افتح فاك قال فألقمه ذلك الرق وجعله في هذا الموضع فقال تشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة قال فقال عمر أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا حسن وأخرج الدولابي في الذرية الطاهرة عن الحسين بن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - لما أخذ الله ميثاق الكتاب جعله في الحجر فمن بالبيعة استلام الحجر وفي مثير العزم لابن الجوزي عن ابن عباس عن النبي - صلّى الله عليه وسلم - أن الله لما أخذ من بني آدم ميثاقهم جعله في الحجر.
واخرج الزرقاني في شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك ج 2 ص 408 :
وروى الحاكم عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال حججنا مع عمر فلما طاف استقبل الحجر فقال إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك ثم قبله فقال له علي بلى إنه يضر وينفع قال بم قال بكتاب الله { وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى } سورة الأعراف الآية 172 خلق الله آدم ومسح على ظهره فقررهم بأنه الرب وأنهم العبيد وأخذ عهودهم ومواثيقهم وكتب ذلك في رق وكان لهذا الحجر عينان ولسان فقال افتح ففتح فاه فألقمه ذلك الرق وقال اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة وإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود وله لسان ذلق يشهد لمن يستلمه بالتوحيد فهو يا أمير المؤمنين يضر وينفع فقال عمر أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا حسن .
وهذا الحديث المتواتر ذكره البخاري في صحيحه ومسلم في صحيحه
فقد قال السيد محمد حسين الحسيني الطهراني قدس سره معرفة الإمام عليه السلام ج 1 ص 17
ورواه البخاريّ بسند واحد ، ومسلم بأربعة أسانيد ، لكنّهما حذفا ذيله الذي فيه اعتراض أمير المؤمنين عليه السلام على عمر ، وجواب الإمام نفسه ، وذلك لفرط عنادهما ومكابرتهما . (214) ونحن نرى في مواطن كثيرة في الفقه والسيرة أنّ هذين وأمثالهما يقطعون من الحديث ما فيه فضيلة ومنقبة لأمير المؤمنين عليه السلام أو لأهل البيت ، ويذكرون ما يتعلّق بالفقه ، ويحذفون ما يثبت المناقب .
ومن هنا نعرف أنّ هذين الشخصين وضعا أساس كتابيهما على التمويه والخداع والدجل والحيلة والحذف ، ولم يعرضا حقيقة الأُمور . فلهذا يتميّزان ويترجّحان عند الحكّام والأُمراء الجائرين من العامّة ، وعند العوامّ الذين هم كالأنعام .
بَيدَ أنّ كثيراً من العامّة هم من أُولي الإنصاف ، إذ يعرضون الأحاديث والروايات كما وصلت ، لا يقطعون ولا يحذفون . وتخصّ بالذكر منهم النسائيّ وأحمد بن حنبل وابن أبي الحديد والسيوطيّ والبيهقيّ والحاكم والحسكانيّ وابن المغازليّ وإبراهيم بن محمّد الحمّوئيّ ، ومنهم : الحافظ أبو المؤيّد موفّق بن أحمد البكريّ المكّيّ الحنفيّ المعروف بأخطب خوارزم المولود سنة 484 ه ، والمتوفّى سنة 568 ه . ويعدّ كتابه «المناقب» في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ومناقبه من نفائس الكتب ، كما ينظر إليه كمصدر للروايات والأحاديث التي يرويها عنه أعيان الخاصّة والعامّة ، وطبع في آخر مناقبه ثلاث قصائد غرّاء نظهما في مدح مولى الموالي ، وكلّ منها تحتوي على مطالب رفيعة .
ونذكر فيما يأتي أبياتاً من قصيدته الأُولى :
هَلْ أَبْصَرَتْ عَيْنَاكَ فِي المِحْرابِ
كَأَبِي تُرَابٍ مِنْ فَتَىً مِحْرابِ
لِلّهِ دَرّ أَبِي تُرابٍ إنّهُ
أَسَدُ الحِرَابِ وَزِينَةُ المِحْرَابِ
هُوَ ضَارِبٌ وَسُيُوفُهُ كَثَواقِبٍ
هُوَ مُطْعِمٌ وَجِفَانُهُ كَجَوابِ
إِنّ النّبِيّ مَدِينَةٌ لِعُلُومِهِ
وَعَلِيّ الهَادِي لَهَا كَالبَابِ
لَوْلَا عَلِيّ مَا اهْتَدَى فِي مُشْكِلٍ
عُمَرٌ وَلَا أَبْدَى جَوَابَ صَوَابِ
مَا ارْتَابَ فِي فَضْلِ المُحِقّ المُهْتَدِي
غَيْرُ الغَوِيّ المُبْطِلِ المُرْتَابِ
كَالشّهْدِ مَوْلَانَا عَلِيّ المُرْتَضَى
لِلْأوْلِياءِ وَلِلْعِدَى كالصّابِ
إنّ الوَصِيّ لَمَوْضِعُ الأَسْرَارِ إذْ
زَمّ النّبِيّ مَطِيّهُ لِذَهَابِ
إنّ الوَصِيّ أَخَا النّبِيّ المُصْطَفَى
زَمَنَ الصّبَا مَا جَرّ ذَيْلَ تَصَابِ
وَلَهُ مَنَاقِبُ مَدّ مَدْحِي ضَبْعَهُ
فِيهَا وَأَكْثَرُهَا وَرَاءَ نِقَابِ
يَا عَاتَبِي بِهَوَى عَلِيّ زَدْنُهُ
صِدْقاً هَوَايَ فَزِدْ بِمَكْثِ عِتَابِ
إنْ كَانَ أَسْبَابُ السّعَادَةِ حُجّةً
فَهَوَى عَلِيّ أَأكَدُ الأَسْبَابِ
وَكَسَوْتُ أَعْقَابِي بِنَظْمِي مِدْحَةً
حُلَلاً تَجْدْ عَلَيّ بِالأَحْقَابِ
حَسَنَاهُ وَهْوَ وَفَاطِمٌ أَهْوَاهُمُ
حَقّاً وَأُوصِي بِالهَوَى أَعْقَابِي .
تعليق