تويت
قلت لسادن الشعر أمهلني، اللقاء بشاعر يحتاج الى حنكة، بل حكمة تتلظى على عوالم حلم يقظ المشاعر، نريد أن نتحرر من صيغ اللقاء، قررنا أن ننثر جملًا وأسماء وعناوين على سجادة شاعر، وله ما يختار من دعاء.
- العيساوي في سطور:
غانم العيساوي شاعر نثري كان يحلم في كتابه العمود، وحقق حلمه في كتابة العمود، صقل موهبته من خلال تأثره بالتراث الحسيني، فكرس بالغ اهتمامه بالقضية الحسينية، وهذا كلّ مبتغاه أن ينصر الإمام الحسين (سلام الله عليه)، ولو بكلمة، مقتديا بالشعراء الصالحين: كدعبل الخزاعي، والفرزدق، وأبي فراس الحمداني، وغيرهم ممن كانت لهم بصمات واضحة في نصرة أهل البيت (سلام الله عليهم).
- النثر؟
كما أسلفت، كانت بدايته نثرية، ثم كتب شعر التفعيلة، ومن ثم العمود الشعري، وكان منطلقا لقياس شاعرية الشاعر وقوته وتمكنه من لجام القصيدة؛ وذلك لتفشي النثريين في الوسط الثقافي، وهذا لا يعني أن أوجّه أصابع الاتهام الى النثريين، لكني أوجّهها على الدخلاء على النثر الذين يكتبون دون أي معرفة بقوانين الشعر.
- شاعر لا يقرأ التراث؟
لا يعدّ الأديب أديبا إذا لم يقرأ التراث، وأنا كشاعر قرأت وتأثرت بالكثير من الشعراء: كأبي فراس الحمداني، والمتنبي، والفرزدق، وغيرهم، لكنني مواكب للحركة الشعرية المعاصرة وبقوة، أستمع وأقرأ لكثير من زملائي الشعراء: كقاسم العابدي، وحازم رشك التميمي، وقاسم والي، وجبرائيل السامر، وسامي الكناني، ومعن غالب سباح، والكثير من الشعراء الذين كانت لهم بصمات واضحة وجلية في كتابة النصوص النثرية والشعرية المعاصرة.
- التأثر النزاري؟
لاشك أن أغلب المبتدئين تأثروا بالشاعر الكبير نزار قباني؛ وذلك لما يملكه من أسلوب بسيط وصورة شعرية طافحة بالانزياحات الشعرية، وأنا منهم، والذي يقرأ غانم العيساوي في بدايته، يرى تأثره البالغ بالشاعر نزار قباني، لكن بمرور الوقت وصقل الموهبة تجردت من تأثري به.
- شهادة التقدير؟
تعني لي الكثير؛ كونها محط اعتزاز وتقدير الجهة الراعية للمهرجان، ولديّ الكثير من شهادات التقدير من أغلب محافظات العراق ضمن مشاركاتي.
- الإهداء؟
أنا اعتبره ردّا للجميل في كلّ منجز شعري أوفق بكتابته، يرجع الى البيئة الأسرية التي عشت بكنفها، وتعلمت منها محبة أهل البيت (سلام الله عليهم) أبي وأمي واخوتي.
- فرسان قصيدة؟
قصيدة (وطن) مبادرة وطنية عمل عليها الدكتور صالح الطائي، وأخرجها الى النور بعد جهد جهيد، وهي لمّ شمل شعري بقصيدة واحدة موحدة القافية تتنفس من خلالها الروح الوطنية والعربية، وقد شاركت بعدد من الأبيات ترثي وطننا القابع تحت منظومة الفساد والإرهاب، كانت تجربة رائعة تعاضدت بها الأقلام لتظهر الى الملأ وهي تحمل أطيافًا كثيرة وأساليب متعددة.
- المهرجانات والمسابقات الشعرية؟
المهرجانات الشعرية هي حركة ثقافية اصلاحية وتوجيهية، لها روّادها ومثقفوها، ولها خير مدلول مستلّ من قول النبي (ص): «إنّ من الشعر لحكمة، وإنّ من البيان لسحرا».
فالشعر حالة انسانية ووجدانية تؤثر في المجتمع، وتسعى الى إصلاحه، ومنها ما يؤثر سلبا من خلال معتقدات خاطئة، ومن خلال المهرجانات يوجّه الشعراء آراءهم وحكمهم وإرشاداتهم، وقد شاركت في الكثير من المهرجانات الشعرية داخل وخارج المحافظة، وأهمّها مهرجان المتنبي بكلّ دوراته الذي يُقام في محافظتي واسط، ومهرجان المربد الشعري في البصرة، ومهرجان جواهريون في بغداد الذي يقيمه الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، إضافة الى دوام مشاركتي في الملتقى الحسيني بجميع دوراته في الديوانية.
أما بالنسبة للمسابقات، فقد حصلت على المركز الأول في المسابقة الشعرية الطلابية على مستوى الجامعات والمعاهد العراقية التي أقامتها جامعة البصرة، كذلك حصولي على لقب أفضل أديب للعام (2016م) وذلك من خلال التصويت الإلكتروني الذي أقامه موقع (الكوت نت) في واسط خلال حفل كبير .
- الاعلام والشاعر؟
الإعلام يؤثر سلبًا وايجابًا على ما يطرحه الشاعر، فتسليط الأضواء على شعراء وتهميش شعراء أخر يخلق ظهور شعراء وفرضهم على الساحة الشعرية دون المستوى المطلوب، كذلك هنالك شعراء يحبذون العزلة عن الإعلام، وقد أكون أنا منهم بالرغم من كوني أعمل كمسؤول لشعبة الإعلام والعلاقات العامة في مديرية الوقف الشيعي/ واسط، بالإضافة الى عملي الاذاعي كمعدّ لبرنامج شعري في اذاعة اليقين ببغداد، كرست عملي في إظهار المواهب الشعرية وغيرها الى الساحة من خلال إقامة مهرجانات وندوات عديدة.
أما عن الانفتاح الشعري على الوطن العربي، فلاشك أن التطور الحاصل من خلال برامج التواصل الاجتماعي: كالفيس بوك وغيرها تؤثر ايجابا من خلال التلاقح الشعري والثقافي بين الأدباء والاطلاع على تجارب ومواهب الآخرين، وقد كانت لديّ مشاركات دولية: كالمسابقة الدولية في جمهورية الشيشان، ومشاركة في المسابقة الدولية التي أقامتها منظمة الشرق الأوسط ضمّت العديد من الشعراء خارج وداخل الوطن.
- فتية القمح؟
ديوان شعري وانجاز مهم ضمَّ (73) نصاً لشعراء عراقيين وعرب تغنّوا ببطولات الحشد الشعبي، وأشادوا بتضحيات العراقيين العظيمة في مواجهة الهجمة الظلامية الداعشية.
الديوان من إصدارات منتدى أدباء وكتّاب المْدَينة في البصرة، وقد كانت لي مشاركة بقصيدة بعنوان (رسالة الى سيارة مفخخة)، تصوّر مدى بسالة أبطالنا في مواجهة المفخخات، وعظم تضحياتهم الجليلة.
- المنتديات الالكترونية؟
غالبا لا أشارك نصوصي، لا في المنتديات، ولا على صفحتي الشخصية إلا ما ندر في بعض الأبيات؛ وذلك لتفشي حالات السرقة الأدبية دون رقيب ولا حسيب .
- البيت الثقافي في واسط؟
البيت الثقافي الواسطي هو البوابة الرئيسة التي تعنى بالثقافة والأدب في المحافظة، وقد أقامت العديد من الجلسات حيث انها لا تقتصر على الأدب والأدباء، فقد كانت جلسات متنوعة تضمّنت استضافة عدد من شعراء الفصحى والقصاصين وكتاب الرواية والشعراء الشعبيين والإعلاميين والفنانين والروابط التطوعية في المحافظة.
- إعلام العتبات المقدسة؟
إعلام هادف لا ينضب معينه أبدا بجهود كبيرة تسعى لتسليط الضوء على إقامة مهرجانات كبيرة وضخمة لتحفيز أقلام الشعراء، وحثهم على الكتابة في مواضيع تخدم القضية الحسينية: كمهرجان ربيع الشهادة الدولي ومسابقة الجود العالمية التي بفضلها حفزت الكثير من الشعراء على الكتابة في واقعة الطف الأليمة، كذلك إصدار المجلات والمنشورات الدينية والتوعوية التي تركت أثرها البالغ على المجتمع: كمجلة صدى الروضتين وغيرها من منشورات العتبات المقدسة.
- شكرا جزيلا لشاعرنا الذي واكب هذا النثر جميعه؛ ليصوغ منه أجمل لقاء.
تعليق